عندما تعمل لدى الرب

اقرأ تكوين 30: 25-43

“فَاتَّسَعَ الرَّجُلُ كَثِيرًا جِدًّا، وَكَانَ لَهُ غَنَمٌ كَثِيرٌ وَجَوَارٍ وَعَبِيدٌ وَجِمَالٌ وَحَمِيرٌ.” (تك 30: 43)

عادةً ما يكون لكلمة “الرخاء” دلالة سيئة في هذه الأيام، فغالبًا ما ترتبط هذه الكلمة لدينا “بإنجيل الرخاء” – الإنجيل الزائف الذي يغري الناس بوعود الثروة والممتلكات المادية. إذا جثا شخص ما على ركبته مُصلِّيًا ليسوع من أجل الحصول على المال، فبالطبع المال هو إلهه، وليس يسوع، وليس هناك مأساة أعظم من أن يتجاهل الإنسان ثروات السماء الحقيقية من أجل فقر الأمان المالي في هذه الحياة وحدها

يمكننا أن نفهم مما سبق أن الرخاء كلمة كتابية. في بعض الأحيان، يفيض الله على شعبه ببركات مالية ومادية؛ فنقرأ عن بركات الله لإبراهيم في تكوين 12: 1-3، 7، وبركاته لشعب إسرائيل في أعمال الرسل 13: 17، وبركاته للملك داود والملك سليمان في 1صموئيل 18: 14، و1ملوك 3: 11-14. كذلك بارك الله يعقوب؛ فإذا كنت تتذكر، لقد ذهب يعقوب للعمل لدى خاله لابان، لكن لابان لم يعامله بعدلٍ بل خدعه. بالتأكيد لم تكن نية لابان أن يجعل يعقوب ثريًا، لكن يعقوب تبارك كثيرًا على الرغم من محاولة لابان للتلاعب به. كان نجاح يعقوب خارقًا للطبيعة، فأدرك أنه لم يكن يعمل بالفعل لدى لابان – بل كان يعمل لدى الله

بغض النظر عمن هو رئيسك في العمل، يجب أن تدرك أن كل عملك هو في الواقع من أجل الله (اقرأ كولوسي 3: 23). الله هو الذي يراقبك 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، وهو الذي سيكافئك على أمانتك. اكتشف يعقوب هذا الحق المُذهِل والمُحرِّر، وأدرك أن الله هو الذي سيباركه، وليس خاله لابان، ولهذا، قرر يعقوب أن يُكرَّس نفسه وعمله للرب

نتعلَّم جميعًا درسًا من ذلك، وهو أنه علينا أن نقدم أكثر مما يُطلَب منَّا، وبطريقة أو بأخرى، سنُبارك ونُكافأ. حتى وإن بدت جهودك غير مُقدَّرَة وغير مرئية، فاعلم أن الله يراها ويُسَرُّ بأنك تبذلها من أجل إكرامه. عندما لا يكون تركيزك بالكامل على رخائك، فعاجلًا أم آجِلًا سوف يباركك الله من أجل أمانتك ويكلل جهودك بالنجاح، وفي ذات الوقت، عندما تعمل بأمانة واجتهاد، حتى غير المسيحيين سيلاحظون ذلك، فهذه هي إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها أن تكون ملحًا ونورًا لهذا العالم (اقرأ متى 5: 13-16)، وسيكون عملك الأمين شاهدًا لعالمٍ مُظلمٍ عن نعمة الله التي تعمل في حياتك

صلاة: ساعدني يا رب لكي أتذكر أن كل عملي هو لخدمتك، وأن كل مهمة دعوتني لأنجزها هي لغرض ولخيري. أطلب الآن بركتك على ذهني، وفمي، ويديَّ، ورجليَّ، لكي أجذب النفوس الضالة إلى ملكوتك من أجل مجدك. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين