ماء إلى خمر

هذِهِ بدايَةُ الآياتِ فعَلها يَسوعُ في قانا الجَليلِ، وأظهَرَ مَجدَهُ، فآمَنَ بهِ تلاميذُهُ..” – يوحنا 2: 11

اقرأ يوحنا 2: 1-11.

بينما تشير الأناجيل الأخرى إلى أعمال يسوع الخارقة للطبيعة باعتبارها معجزات، فإن إنجيل يوحنا يتضمن سبعًا معجزات منها نسميها “آيات” أو دلائل تُظهر أن يسوع هو “أنا هو” المنتظر.

عندما أظهر يسوع قوته الخارقة للطبيعة، كان ذلك بهدف أن تؤمن النفوس أنه هو المسيح المنتظر. لم تكن هذه المعجزات للترفيه أو للعرض؛ بل من خلالها أظهر يسوع للعالم سلطانه على الطبيعة، والأرواح الشريرة، والموت، والأمراض. مرارًا وتكرارًا، عندما رأى التلاميذ أو الجموع آيات يسوع، آمنوا به (انظر يوحنا 2: 11؛ 7: 31؛ 11: 45). لهذا هي مهمة للغاية، وقد تم تسجيلها لكي نؤمن بيسوع ومن خلاله نحصل على الحياة الأبدية (انظر يوحنا 20: 30-31).

أول معجزة سجلها يوحنا كانت في عرس في بلدة قانا الجليل الصغيرة، حيث حوّل يسوع الماء إلى خمر. كان من واجب والد العريس أن يوفر ما يكفي من الطعام والشراب للضيوف طوال أيام الاحتفالات. وإذا لم يتمكن من توفير ذلك، حدثت فضيحة في القرية كلها وتعرضت العائلة لإحراج شديد. لذا، عندما أخبرته أمه إن الخمر قد نفذ، كان الوضع حرجًا. لكن معجزة يسوع لم تكن مجرد مساعدة للأصدقاء، بل كانت لتحويل الخزي إلى فرح.

وثقت مريم في ابنها، المخلص، وعلمت أنه هو الوحيد الذي يستطيع أن ينقذ هذه العائلة من العار والفضيحة. كانت تؤمن أنه لن يخذل أصدقاءها ومن دون أن تعرف كيف سيتصرف، أمرت الخدم أن يفعلوا ما يطلبه منهم.

قال يسوع للخدم أن يملأوا ستة جرار مخصصة للغسل الطقسي حتى الحافة. كل جرة كانت تحتوي على عشرين إلى ثلاثين جالونًا. وعندما جلب الخدم الماء إلى رئيس المتكئين، صُدم. لم يتذوق شيئًا مثل هذا من قبل. لم يُنقذ العريس والعروس من الخزي فحسب، بل قدما لهما أفضل شيء.

معجزة يسوع تشير إلى واقع روحي عميق: إلهنا يحوّل الخزي إلى فرح. وكما أنقذ عائلة من الفضيحة، فإنه يخلصنا من خزي خطايانا ويمنحنا حياة أفضل. فقط يسوع يمتلك مثل هذه القوة. فقط يسوع يستطيع أن يخلصك من الذل وينقلك إلى الملكوت.

صلاة: يسوع، شكرًا لك على هذه المعجزة التي برهنت على ألوهيتك. أتواضع أمام محبتك لنا؛ أنت تأخذ خزيّنا وتملأنا بالفرح. ساعدني حتى بشجاعة في هذه الحياة الأفضل التي أعددتها لأجلي لانك أمين. أصلي باسم يسوع. آمين.