محبة الله الغنية

“أيُّها الأحِبّاءُ، الآنَ نَحنُ أولادُ اللهِ، ولَمْ يُظهَرْ بَعدُ ماذا سنَكونُ. ولكن نَعلَمُ أنَّهُ إذا أُظهِرَ نَكونُ مِثلهُ، لأنَّنا سنَراهُ كما هو.” 1يوحنا 3: 2

اقرأ ١ يوحنا ٣: ١-١٠

إذا خصصت وقتًا للتأمل في محبة الله الغنية التي تفوق كل تخيل وتتخطى كل الحدود وسمحت لها أن تتغلغل في عقلك وقلبك ومشاعرك وخيالك، ستفرح وتتهلل شكراً لله. لن تهتم بما يظنه الناس عنك أثناء التعبير عن امتنانك لله. أعتقد أن يوحنا كان يصرخ وهو يكتب: “اُنظُروا أيَّةَ مَحَبَّةٍ أعطانا الآبُ حتَّى نُدعَى أولادَ اللهِ!” (١ يوحنا ٣: ١). الرسالة كلها تقول: أمام محبة الله الغنية لا يسعنا إلا أن تندهش وونظل منبهرين بهذه المحبة كل يوم من أيام حياتنا.

إذا لم يظهر والداك لك المحبة إلا إذا أنجزت أشياء معينة أو تصرفت بطريقة معينة، تذكر وصية يوحنا: “اُنظُروا أيَّةَ مَحَبَّةٍ أعطانا الآبُ حتَّى نُدعَى أولادَ اللهِ!” تذكر ما قالته الكتاب المقدس: “ونحن بعد خطاة، مات المسيح لأجلنا” (رومية ٥: ٨). عندما تصر أن تكون جديرًا بمحبة الله، فأنت تعطل نعمته. جوهر النعمة هو عدم الاستحقاق لها. لا يمكنك كسب خلاصك؛ لا يمكنك كسب محبة الله لك. هو يمنحها بالمجان.

عندما تسمح لمحبة الله الغنية أن تغمرك، ستتغير. وهذا ما يوضحه يوحنا في رسالته الأولى ٣: ١-١٠ حيث يشرح الفرق بين من نالوا نعمة الله ومحبته ومن لم ينالوها. إذا فهمت هتاف يوحنا: “انظروا!” سوف تكره الخطيئة. لن تخطئ عمداً أو بلامبالاة أو بجمود. لن تعيش في الشك أو العصيان أو الخوف، بل ستحب كلمة الله. يقول يوحنا: عندما تستمتع بمحبة الله الغنية، ستقضي بقية حياتك في سعي نحو القداسة من أجل الله.

صلاة:  يا رب، أشكرك على محبتك العظيمة التي أظهرتها وأغدقتها عليّ من خلال المسيح. أتوق أن أعيش لك، وأسير في نورك، وأكون منارة للآخرين ليجدوا طريقهم إلى ملكوتك. ساعدني بالروح القدس أن أدرك مدى عمق ووسع وعظمة محبتك لي. في اسم يسوع أصلي. آمين.