مَن أراد أن يكون أوَّلًا فليكن آخر الكل

الاستناد إلى الكلمة
يناير 22, 2024
كُن عاملًا بالكلمة
يناير 25, 2024

مَن أراد أن يكون أوَّلًا فليكن آخر الكل

وَيَتَّكِلُ عَلَيْكَ ٱلْعَارِفُونَ ٱسْمَكَ، لِأَنَّكَ لَمْ تَتْرُكْ طَالِبِيكَ يَا رَبُّ (مزمور 9: 10)

نتعلَم في الكتاب المقدس أنَّ حكمة الله تخزي الحكمة البشرية، وعندما نتأمَّل في بعض تعاليم المسيح، تبدو لنا المبادئ التي علَّمها مناقضة للمعرفة الأرضيَّة. أين المنطق في القول إنَّ على من أراد أن يكون أوَّلًا أن يكون آخر الكلّ؟ خصوصًا في مجتمعنا الذي تحرِّكه الأنانيَّة؟

تتضمَّن مبادئ الكتاب المقدس كلَّ الحقّ، فداود اكتشف، مثلًا، أنَّ الانكسار يؤدي إلى نيل شفاء الله التام والشامل في حياته، وقد يأتي الانكسار إلى حياة المؤمن بطرق عدَّة، ومنها خيبة الأمل والحزن والخطية

قد يقودنا الله أحيانًا للسلوك في طريق معيَّن، لكنَّنا نصمِّم على السير في طريق آخر يؤدي إلى الإحباط والانكسار. وأحيانًا أخرى، لا ينتج انكسارنا عن ارتكابنا خطأ ما، وإنّما يسمح الله به لكي يمتحن إيماننا ويقوِّيه. هذا ما جرى في حياة داود قبل أن يصبح ملكًا، فعندما كان الملك شاول يطارده، استخدم الله نيران الضيقات في حياته ليشكِّله ويهيِّئه لخدمة أعظم، فالرب كان يعلم أنَّه بذلك يجعله مستعدًّا لمواجهة الصعوبات وخيبات الأمل المستقبلية بدون أن يتزعزع إيمانه أو يضعف

يكشف الانكسار مستوى إيماننا أكثر من أي شيء آخر، فعندما يستمرُّ على مدى أشهر وحتى سنوات، نكتشف حقًا أين يكمن محور إيماننا، وحين نقتدي بداود، قولًا وفعلًا، لدى هروبه من الملك شاول الغيور والغاضب (المزامير 57، 59، 142)، فإنَّنا ندرك أن الانكسار أنجز أعظم أعماله في حياتنا

تذكَّر، إذا اختارك الله لمواجهة مرحلة انكسار، تأكَّد أنَّه سيليها موسم من البركات الهائلة

صلاة: يا رب، امنحني إيمانًا عميقًا وسط الشدائد والانكسار، وعلِّمني أن أقول مع داود، ‘‘أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي’’ (مزمور 18: 1). أصلي باسم يسوع. آمين