طريق الحكمة
يوليو 18, 2022
خطَّة الله للألم
يوليو 20, 2022

الخشبة في عينك

‘‘وَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْخَشَبَةُ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلَا تَفْطَنُ لَهَا؟’’ (متى 7: 3)

اقرأ متى 7: 1-21. يستند كثيرون اليوم إلى هذا الكلام الذي قاله يسوع للدفاع عن أسلوب العيش الذي يؤمن بأن ‘‘كلَّ شيء مسموح’’، ثمَّ يذكِّروننا بقول يسوع، ‘‘لَا تَدِينُوا لِكَيْ لَا تُدَانُوا’’ (متى 7: 1)، لكن هل يقصد يسوع بكلامه أن نغضّ النظر عن الخطيَّة؟

لا يدعونا الرب إلى قبول الانحراف، فنهزّ أكتافنا بدون اكتراث قائلين، ‘‘ومَن أنا لأدين؟’’ وكما رأينا في هذه الدراسة، تُظهر الموعظة على الجبل تباينًا بين البرّ الذي نناله من المسيح والبرّ الذاتي، وبين الإيمان في القلب والطقوس الظاهريَّة، وبين طريق الله وطريق الإنسان.

يا صديقي، عندما قال يسوع، ‘‘لا تدينوا’’، فهو قصد أنَّه يجدر بنا تجنُّب الحكم على الدوافع غير المرئيَّة للآخرين. فالله وحده يرى القلب، وهو وحده يعرف ما يدور في فكر الإنسان، فنحن البشر نميل إلى الحكم بدون رحمة، لكنَّ الله الذي يرى ويعرف كلَّ شيء كامل في حكمه ورحمته.

يمكن أن تشوِّه دوافع الحكم نظرتنا إلى الآخرين لأنَّنا نحكم على ما لا نراه. أيضًا، يشوِّه هذا الحكم نظرتنا لله لأنَّنا نفترض أنَّه يحكم وفق المعيار نفسه الذي نحكم به. أيضًا، يشوِّه هذا النوع من الحكم نظرتنا لأنفسنا، لذا قال يسوع، ‘‘وَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْخَشَبَةُ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلَا تَفْطَنُ لَهَا؟’’ (متى 7:  3).

يتكلَّم يسوع في هذا المقطع بصورة خاصَّة عن علاقتنا بسائر المؤمنين، وهو لا يدعونا إلى صرف النظر عن خطايا إخوتنا، بل بالحري إلى مراقبة أنفسنا والإقرار بخطايانا والتوبة وإلى معالجة خطايانا قبل أن نحاول مساعدة الآخرين على معالجة خطاياهم.

وعندما تحزن على خطيَّتك وتتوب عنها، تصبح أكثر استعدادًا لمساعدة إخوتك، ويجب أن نواجه الخطيَّة في حياة الآخرين بقلب وديع ومتواضع وليس بكبرياء لأنَّنا لا نفتخر إلَّا بدم يسوع المسيح.

إنَّ طريق يسوع الموصوف وصفًا كاملًا في الموعظة على الجبل ليس أمرًا نرجو أن نتقنه بأنفسنا، وبرُّنا لا يأتي إلَّا منه. إذا وضعنا هذا الحق نصب أعيننا فإنَّنا نختبر الحياة الفيَّاضة التي وعدنا بها يسوع.

صلاة: أبي السماوي، ساعِدني أن أرى خطيَّتي وأن أعترف بها وأتوب عنها، فأكون بذلك مصدر تشجيع لإخوتي وأخواتي في المسيح، وأريهم أنَّ نعمتك كافية دائمًا، فنسعى معًا إلى أن نتبعك كلّ أيَّام حياتنا. أصلِّي باسم يسوع. آمين.