إيمان لمحبّة جميع الناس

“فَفَتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وَقَالَ: بِٱلْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ ٱللهَ لَا يَقْبَلُ ٱلْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، ٱلَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ ٱلْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ” (أعمال الرسل 10: 34-35)

اقرأ أعمال الرسل 10: 1-48

في أيام الكنيسة الأولى، لم يكن اليهود يخالطون غير اليهود، ولم تربطهم بهم أي علاقة. وبالرغم من أنَّ بطرس  كان رسولًا ليسوع المسيح، إلَّا أنَّه كان يهوديًا صالحًا ملتزمًا بالتعاليم، ولم يخطر بباله أبدًا أن يخالط قائد مئة روماني، ولم يفكِّر يومًا في مشاركة الإنجيل مع أمثاله. لكن الله اختار بطرس لهذه المهمة بالذات.

الله، برحمته، هيَّأ قلب بطرس لهذه المهمة، فأظهر له في رؤيا حيوانات نجسة نازلة من السماء على ملاءة، وهي حيوانات لم يكن بطرس ليأكلها أبدًا لأنَّها محرَّمة بموجب القوانين المتعلِّقة بالطعام في العهد القديم. لكنَّ الله كلّم بطرس قائلًا، ‘‘قُمْ يَا بُطْرُسُ، ٱذْبَحْ وَكُلْ’’ (أعمال الرسل ١٠: ١٣).

فَهِم بطرس الرسالة، وأدرك أنَّ ما كان نجسًا من قبل لم يعد نجسًا، بما في ذلك الشركة مع الأمم. ثمَّ وصل رجال مرسَلون من كورنيليوس وتوسلوا إلى بطرس أن يرافقهم إلى بيت سيدهم. لو وصل هؤلاء قبل ساعات قليلة، لَمَا وافق بطرس على مرافقتهم، ولو أنَّهم جاءوا في اليوم التالي، لربما اعتبر بطرس رؤياه كابوسًا ورفض دعوتهم. لكن التوقيت كان من عند الله، وكان مناسبًا تمامًا.

ما لم يكن بطرس يعرفه هو أنَّ الله كان يُعِدُّ قلب كرنيليوس لقبول الإنجيل، فهو كان لسنوات رجلاً يتقي الله، لكنه لم يكن يعرف شيئًا عن يسوع أو عن طريق الخلاص، فأرسل الله إليه ملاكًا ليرشده إلى بطرس. وقد تمَّ هذا اللقاء وفقًا لخطة الله الكاملة والدقيقة، فالله  يعمل على جميع الأصعدة، في آنٍ واحد، لأجل مجده ولخيرك.

يبحث الله عن قنواتٍ طوعيةٍ لنعمته، وهو لا يُظهر أي محاباةٍ إلا على أساس الطاعة. هذا لا يعني أنه يُحبّ المُطيعين أكثر، بل يعني أنه يُسرّ أكثر بأن يباركهم. وهو يُحبّ الأسخياء لأنَّه يستطيع استخدامهم كقنواتٍ لتحقيق مقاصد ملكوته. فالله وعد بإكرام مَن يُكرّمونه.

هل أنت مُستعدٌّ لتكون قناةً لبركات الله؟ حتى بطرس كانت لديه أحكام مسبقة تعيق خطة الله لحياته، لكنَّ الله هيّأ قلبه، وهو سيُهيئ قلبك أيضًا، فاستعدّ!

صلاة: يا يسوع، هيِّئ قلبي لمشاركة البشرى السارة مع مَن يجعلونني أشعر بالانزعاج. ساعدني أن أرى الناس من حولي على أنَّهم يحملون صورة الله العلي، وأن أسعى لإظهار محبتك لهم. أصلّي باسم يسوع. آمين.