غير المرئي
مارس 30, 2020رجاء في وقت التجربة
أبريل 2, 2020“لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا” (2 كورنثوس 4: 17).
خلقت ثقافة اليوم التي تركز على الذات نوع مُريح من المسيحية، والذي أصبح عقبة أمام الكثير من المؤمنين في سباق الإيمان. أنتج هذا النوع من الإيمان ما يُسمَّى “مسيحيو البيوت الزجاجية”، وهم المؤمنون الذين يتغذون يوميًا داخل جدران مبنى الكنيسة ويَذبلون مع شدة الإختبارات والتجارب والإضطهاد بمجرد مغادرتهم لبيئتهم التي تحميهم.
تقول رسالة يعقوب “اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا” (يعقوب 1: 2-3). كيف يتم صقل الصبر الروحي؟ من خلال امتحان إيماننا. لكي نتزكَّى حقًا، يجب أن نواجه، وليس فقط نتجنَّب، التحديَّات الروحية التي تظهر أمامنا، وبدلًا من السماح للتجارب بإبعادنا عن الرب، قد تُعلمنا أن نركض إليه.
في عالم نُفضِّل فيه سماع رسالة ناعمة مؤيدة أكثر من عظة عن الألم والتضحية، تحثُنا كلمة الله على التعامل مع التجارب والإمتحانات بفرح. هذا النوع من الفرح ليس نوعًا من القناع الذي نرتديه، لكنه رجاء نختار أن نجده في المسيح بغض النظر عن وضعنا. عندما نُثبِّت أعيننا على يسوع، ونختار التركيز عليه بدلاً من التركيز على ظروفنا، سنجد أنه يمنحنا القوة لمواجهة كل المعارك الروحية.
يقول الكتاب المقدس أنه عندما تتأصَّل في المسيح، لا يهم المكان الذي زُرِعت فيه. قد تكون مثل يوسف الذي زُرِع في سجن فرعون، لكنك تستطيع أن ترتفع وتصبح رئيس وزراء مصر. قد تكون مثل دانيال الذي زُرِع في عرين الأسد، لكنك تستطيع أن ترتفع وتصبح مستشارًا لملك فارس. قد تكون مثل شدرخ وميشخ وعبدنغو الذين زرعوا في آتون نار، لكنك تستطيع أن تنهض وتشهد أمام ملوك لأن الله معك.
كيف تتعامل مع الظروف التي تمتحن إيمانك؟ هل تستسلم على الفور، أم تُثبِّت عينيك على يسوع؟ لا تدع التجارب تُبعِدك عن الإيمان به، ولا تدعها تجعل قلبك باردًا. اطلب معونة الرب، واتكل على قوته. تذكَّر المجازاة التي تنتظرك في المسيح يسوع.
صلاة: أشكرك يارب لأنه بغض النظر عن المكان الذي زُرِعتُ فيه، يمكنني أن أنمو بسبب قوتك التي تعمل فيَّ. وعندما تأتي التجربة التالية، ساعدني لكي اتعامل معها بفرحٍ تامٍ، عالمًا أنك ستستخدم ظروفي لتُشكلني وتقويني. أصلِّي في اسم يسوع. آمين.