إشارة إلى الخلاص

لِأَنَّ ٱللهَ ٱلَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ ٱلَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.   2 كورنثوس 4: 6

عندما اكتشف المجوس أنَّ النبوة تعلن عن ولادة يسوع في بيت لحم، تابعوا مسيرتهم من أورشليم، وفجأة، بدأ النجم نفسه يرشدهم في الطريق. متى 2: 9

لم يتجاهل المجوس إرشاد النجم في تلك اللحظة الاستثنائية والفائقة للطبيعة، ولم يتركوا مجالًا للشكّ، حتى إنهم لم يجلسوا مكتوفي الأيدي يراقبون ذلك العمل العجيب، فهم أدركوا أنَّ حدثًا غير عادي يتكشَّف، وأنَّ ظهور النجم هو إعلان رائع عن مجيء مَن ليس لعظَمته  حدود. فاستجابوا بإيمان وتبعوا النجم

قال الله في أوَّل أيَّام الخلق: ‘‘ليكن نور’’ فكان نور، وهكذا أيضًا، أنار الله أذهان المجوس الأمميين لكي يعاينوا مجد الله في وجه يسوع المسيح (2 كورنثوس 4: 6)، ونتيجة لذلك، أرادوا أن تكون لهم علاقة بالله بدلاً من إضاعة حياتهم في السعي وراء الوعود الفارغة لثقافتهم الوثنية. وعندما رأوا يسوع، تبدَّد الفراغ والقلق، وانتهت مسيرة البحث

عندما تعرَّف المجوس على النجم، على الإعلان السماوي عن ميلاد ملك الملوك، استجابوا بإيمان، وتوقفوا عن ممارسة أنشطتهم الحياتيَّة اليوميَّة لكي يذهبوا ويسجدوا ليسوع. أودُّ أن أسألك: هل تحذو حذوهم؟ ربَّما انضممتَ إلى عائلة ملكوت الله منذ مدَّة، لكن هل تعيش في النور منذ ذلك الحين؟ هل تعبد المسيح من كلِّ قلبك؟ هل تثق به ليقودك ويرشدك ويعزيك ويسير معك كلَّ يوم؟

جاء في الكتاب المقدَّس، ‘‘لَيْسَ ٱسْمٌ آخَرُ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ’’ (أعمال 4: 12). ويعلن الكتاب أيضًا، ‘‘أَمَّا ٱلْبَارُّ فَبِٱلْإِيمَانِ يَحْيَا’’ (رومية 1: 17). إنَّ الله الذي تخلَّى عن بهاء السماء ليأتي إلى الأرض، والذي وضع نفسه ليتكوَّن وينمو في أحشاء عذراء، والذي عاش في الفقر، ومات ميتة بشعة على الصليب، ثمَّ قام في اليوم الثالث، يدعوك إلى الإيمان به، به وحده

ومثلما أشرق نجم بيت لحم وأرشد المجوس إلى المسيح، هكذا أيضًا يقودك الروح القدس لعبادة المسيح في زمن الميلاد. أقبِل إليه اليوم بتوبة وإيمان، واختبرِ الفرح الذي شعر به المجوس لمَّا وجدوا الابن

صلاة: أبي السماوي، أنتَ هو رئيس إيماني. أحمدك من أجل نعمتك ورحمتك في حياتي. علِّمني أن أنمو في الإيمان لكي أمجِّدك في زمن الميلاد بينما أتأمَّل في عظائم محبَّتك. أصلِّي باسم يسوع آمين