نور يضيء في الظلمة
ديسمبر 21, 2023
إشارة إلى الخلاص
ديسمبر 23, 2023

تتميم النبوَّة

اَلشَّعْبُ ٱلسَّالِكُ فِي ٱلظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. ٱلْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلَالِ ٱلْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. -إشعياء 9: 2

عندما منح الله دانيال قوَّة فائقة للطبيعة لكشف سرّ حلم الملك نبوخذنصر، ذُهل علماء الفلك أو ‘‘المجوس’’ في ذلك الوقت، فبدأوا يؤمنون، كما مَلِكهم، بأنَّ إله اليهود هو الإله الحقيقي، وقالوا متعجِّبين: ‘‘حَقًّا إِنَّ إِلَهَكُمْ إِلَهُ ٱلْآلِهَةِ وَرَبُّ ٱلْمُلُوكِ وَكَاشِفُ ٱلْأَسْرَارِ’’ (دانيال 2: 47)

وهكذا، بدأوا يولون اهتمامًا دقيقًا لسائر نبوَّات الشعب اليهودي، وقد كشف البعض منها عن ارتباط شروق نجم فريد من نوعه بقيام ملك إسرائيل

اقرأ متى 2: 1-12. واظبت أجيال من المجوس على قراءة النجوم في السماء لأكثر من أربعمائة عام بحثًا عن علامة الملك القادم، المخلِّص الذي وعد الله شعبه به. وفجأة، ظهر نور

لمَّا أشرق عليهم نور جديد، علموا أنَّ الوقت قد حان للسجود للملك، فسافروا إلى أورشليم انطلاقًا من ثقتهم بقوة نبوة دانيال. وعندما وصلوا إلى هناك، سألوا هيرودس ورؤساء الكهنة عن مكان وجود الملك الجديد، فوجدوا الجواب في نبوَّة أخرى: ‘‘وَأَنْتِ يا بَيْتَ لَحْمٍ…  مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ’’ (الآية 6)

لقد حلَّ زمن الخلاص، لأنَّ يسوع وُلِد من عذراء في بيت لحم، من أصل يسَّى، من نسل داود (إشعياء 7: 13-14، 11: 1؛  2 صموئيل 7: 12-16 ؛ ميخا 5: 2-3). لقد صار المسيح، عمانوئيل، معنا أخيرًا، جاهزًا لتحقيق وعد الله لابراهيم، وضمان البركة لجميع الشعوب من خلال دمه الفادي (تكوين 12: 1-3)

ظهر نجم واحد في السماء ليدلَّ على تحقُّق نبوَّات كثيرة توالت على مدى مئات السنين، وأعلن نوره المبهر عن الفرح الذي بشَّرت  به  أسفار الكتاب المقدَّس: «لأنه يُولد لنا ولد، ونُعطى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفيه. ويُدعى عجيباً مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام’’ (إشعياء 9: 6)

قد يدَّعي علم التنجيم معرفة مستقبلنا، لكنَّ نجمًا واحدًا يحمل مستقبلنا بين يديه. إنَّه كوكب الصبح المنير الذي سيعود لتحقيق النبوة الأخيرة: ‘‘وَلَا يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لِأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱلْإِلَهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ.’’ (رؤيا 22: 5)

صلاة: يا رب، أشكرك من أجل المجوس الذين جعلتَهم لنا مثالًا يُقتدى به في الخضوع لقوَّتك والبحث عن علامة منك. امنحني حكمتهم لكي أطلب وجهك بينما أحتفل بمجيء المسيح. أصلِّي باسم يسوع. آمين