نور يضيء في الظلمة

لِأَنَّكَ أَنْتَ سِرَاجِي يَارَبُّ، وَٱلرَّبُّ يُضِيءُ ظُلْمَتِي. 2صموئيل 22: 29

تشير تقارير موثوقة اليوم بأنَّ نحو 90 في المئة من الأميركيين يعرفون برجهم الفلكي في حين أنَّ 70 مليون أميركي يطَّلعون على توقُّعات أبراجهم يوميًّا. يحاول علم التنجيم، الذي يُعَدُّ علمًا زائفًا على أحسن تقدير، إشباع رغبتنا الخاطئة في السيطرة ونيل الإرشاد والمساعدة. وهو يدَّعي أنه يمنحنا إلهامًا من خلال مراقبة حركات النجوم والكواكب، وشرح جوانب شخصياتنا أو التنبؤ بأحداث مهمة في حياتنا، ويؤكد أنَّ النجوم ترغب في التحدُّث إلينا

لكنَّ هذا مجرَّد عمل من أعمال الظلمة. وللأسف، يزداد عدد الأشخاص الذين يستمعون إلى النجوم في السماء بدلًا من الإصغاء إلى مَن نظَّمَ كلَّ نجمٍ في مداره، ويسمِّي كلًّا منه باسمه

اقرأ متى 2: 1-2. لمَّا ولد المسيح في بيت لحم، ظهر نجم غير مألوف في السماء ليلًا، فتبعه مجوس من الشرق وجاءوا إلى أورشليم وسألوا: ‘‘أَيْنَ هُوَ ٱلْمَوْلُودُ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي ٱلْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ” (الآية 2)

سطع نور هذا النجم عند ولادة المسيح لأنَّ ‘‘ٱلنُّورَ ٱلْحَقِيقِيَّ ٱلَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ’’ قد جاء إلى العالم، و‘‘ٱللَّابِسَ ٱلنُّورَ كَثَوْبٍ’’ وُلد طفلًا رضيعًا (يوحنا 1: 9 ومزمور 104: 2 تباعًا). لم يظهر هذا النور المميَّز، هذا النجم الذي أعلن ميلاد المسيح، صدفةً، بل كان الهدف منه إعلان مجيء الله

يرمز النور إلى النقاوة والقداسة. لقد أعلن يسوع في سفر الرؤيا 22: 16، ‘‘أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ ٱلصُّبْحِ ٱلْمُنِير’’. دعا يسوع نفسه كوكبًا لأنَّ أقوى نور في الكون ينبثق منه بصفته الله المتجسِّد، وقد ملأ الله سماء الليل بالنور لإعلان مجيئه الأول. أظهر الله مجده في المجرات، مستخدمًا خليقته لتشهد ميلاد كوكب الصُّبح. لقد جاء نور الإعلان للأمم أخيرًا (لوقا ٢: ٣٢)

في أوَّل عيد ميلاد، أعلن نجمٌ رسالةً لا تزال تحمل دلالة أبدية لكلِّ رجل وامرأة وطفل، فهو كشف بنوره هويتنا الحقيقية، وهي أنَّنا  خطاة يسلكون في الظلمة ويحتاجون إلى مخلِّص

فلنستمع في عيد الميلاد إلى رسالة كوكب الصبح، ولنتشفَّعْ بحرارة من أجل النفوس الضالَّة لكي ينقذها الله من مملكة الظلمة، وينقلها إلى نوره العجيب إلى الأبد

صلاة: يا رب، أحمدك يا نور العالم. أشكرك لأجل نعمتك التي أدخلتني إلى نورك العجيب. استخدِمني في الميلاد لأنشر نورك بين أفراد عائلتي وأصدقائي وأقاربي. أصلِّي باسم يسوع. آمين