التسبيح في المعارك الروحية
يناير 27, 2021
أداة الله في الحرب
فبراير 1, 2021
التسبيح في المعارك الروحية
يناير 27, 2021
أداة الله في الحرب
فبراير 1, 2021
Show all

اختَر أن تُسبِّح الله

“لأَنَّنَا وَإِنْ كنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ. إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ” (2كورنثوس 10: 3-5).

كل مشاعر الخوف والقلق والتألُّم هي مشاعر حقيقية للغاية، لكن إذا ركزنا فقط على هذه المشاكل الأرضية، سرعان ما سيصبح العالم الروحي ضبابيًا وغير واقعي، وذلك لأننا نتجاهل الله وننغمس في مشاعر التشاؤم والاكتئاب، فتفقد الحياة بهجتها وإثارتها. إذا قَصَرْنا تفكيرنا على هذا العالم وحده، فسوف يسحقنا إلى التراب الذي منه خُلِقنا.

مهما كانت ظروفنا صعبة أو ظالمة، يمكننا أن نمارس إرادتنا الحرة ونختار أن نُسبِّح الله بدلًا من أن نتجاهله. نقرأ في سفر المزامير أن التسبيح له بُعْد عاطفي قوي، لكنه ليس مدفوعًا بعواطفنا، بل بإرادتنا، ولهذا يجب ألا نقول أبدًا “أُفَضِّل الانتظار وتسبيح الله عندما أشعر برغبة حقيقية في ذلك”. ينبغي أن نُسبِّح الله في جميع الظروف، في النصر كما في الهزيمة، في الاحتياج كما في الغِنَى.

إن الأوقات التي لا تشعر فيها بالرغبة في تسبيح الله هي بالتحديد الأوقات التي يكون فيها من الضروري أن تسبحه، لذا عندما تشعر بالاحباط في المرة القادمة، ابدأ بتسبيح الله، وعندما تشعر بالهزيمة أو بعدم القدرة على التخلص من عادات سيئة، ابدأ بتسبيح الله، وعندما تبدأ علاقاتك مع الآخرين في الانهيار، ابدأ بتسبيح الله.

أقول هذا لأن التسبيح يتعلَّق بما يريدنا الله أن نفعله، وليس بشدة ظروفك. عندما تُحوِّل عينيك عن النظر إلى مشكلتك وتضع تركيزك على الله، فأنت بهذا تُعيد توجيه نفسك نحو ما فعله الله من أجلك وما يفعله وما سيفعله، وليس ما فعله الإنسان بك، وهكذا ستسمح لله بأن يُغيِّر في حياتك حتى تصل إلى النمو الحقيقي.

الحقيقة بالنسبة للمؤمن هي أن هذا العالم المادي الملموس ليس هو العالم “الحقيقي”، فالعالم الحقيقي هو موطننا النهائي – العالم السماوي الروحي الذي يملأه حضور الله. عندما نبدأ في رؤية حياتنا الحالية في ضوء هذا الواقع المُطلق، يتأصَّل الإيمان والرجاء في داخلنا، وينمو الفرح والسلام بقلوبنا.

صلاة: يارب، أختار أن أسبحك وأعبدك كل أيام حياتي على الأرض وإلى الأبد، فأنت أعظم من كل ظروفي. ساعدني لكي أرى العالم الروحي من حولي ويُصبِح حضورك هو واقعي. أُصَلِّي في اسم يسوع. آمين.