التوازن الدقيق

‘‘لِأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لِأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ’’ (1 بطرس 2: 21)

أعطى الله الإنسان الأوَّل هدية رائعة في جنَّة عدن، وهي الزوجة. إنَّها الامرأة التي تناسبه تمامًا، وقد صمَّمها الله لتكون أفضل شريك له في الحياة. لكنَّ الزواج ليس عمليَّة تلقائيَّة، وإنَّما يجب الحفاظ عليه. يجب على الأزواج والزوجات أن يعيشوا بما يليق بدعوة الله لحياتهم، وإلَّا فستخرج الأمور عن توازنها ولن تسيء إلى  العلاقة الزوجيَّة فحسب

إن التوازن في الزواج المسيحي دقيق بدقَّة الصيغة الكيميائيَّة. يجب على الزوج أن يحبَّ زوجته وأن يسلم نفسه لأجلها، كما وينبغي على الزوجة الخضوع طوعًا لذبيحة المحبَّة. إذا لم يكن هذان العنصران متوازنين، تخرج العلاقة الزوجية عن السيطرة، ويكفي أحيانًا ارتكاب خطأ واحد في الصيغة الكيميائية لإحراق مجموعة الأدوات الكيميائيَّة بكاملها. لذا، أوصى الرسول بطرس الزوجات بالحفاظ على التوازن الدقيق في العلاقة الزوجيَّة ‘‘لِكَيْ لَا تُعَاقَ صَلَوَاتُهن’’ (1 بطرس 3: 7)

عندما يتخلَّى الزوجان عن خطَّة الله، لا تتأثَّر علاقتهما الزوجيَّة فحسب، بل أيضًا تتأثَّر علاقة كلٍّ منهما بالله

نحن نرى هذا السيناريو في جنّة عدن. فعندما دسّ الشيطان أكاذيبه وأغوى حواء بأكل الثمر الذي حرَّمه الله، أين كان آدم؟  نقرأ في الكتاب المقدَّس أنَّه كان معها (تكوين 3: 6)!

كان آدم على دراية بوصيَّة الله وبعواقب سقوطهما. وبغية محبَّة زوجته كما أحبَّ المسيح الكنيسة، كان عليه مواجهة الحيَّة وأكاذيبها وتذكير حواء بصلاح الله. لكنّ آدم خذلها. وماذا كانت النتيجة؟ خسرا العلاقة الوثيقة بالله التي كانا ينعمان بها في الجنَّة

يقف الشيطان عاجزًا عندما نثبِّت أنظارنا على يسوع، لكن إذا منحناه موطئ قدم في أي مجال في حياتنا، بما في ذلك زواجنا، فإنَّنا نُلحق الأذية بعلاقتنا بالله

أيُّها الأزواج، هل تحبُّون زوجاتكم كما أحبّ المسيح الكنيسة؟ أيتها الزوجات، هل تخضعن لأزواجكن كما للرب؟ إن لم تعيشوا علاقتكم الزوجيَّة بما يليق بدعوة الله، اطلبوا الغفران واتَّخذوا الخطوات اللازمة لإخضاع علاقتكم لمشيئته. وعندما تتوبون وتعترفون بزلَّاتكم وتستردُّون زواجكم، تتمكَّنون من استرداد فرحكم، عندئذٍ، يمكنكم الوثوق بأنَّ علاقتكم ليست عائقًا، بل هي بوابة للشركة مع أبيكم السماوي

صلاة: أبي السماوي، أرني السبل التي تساعدني على تنمية زواجي واستعادة التوازن الجميل والدقيق الذي صممته، والحفاظ عليه. أصلي باسم يسوع. آمين