التوازن الدقيق
أغسطس 22, 2023
أهمية وضع الأمور في نصابها الصحيح
أغسطس 24, 2023

القلب الغفور

‘‘كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ، مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللهُ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ’’ (أفسس 4: 32) 

يذكر الكتاب المقدَّس أنَّه في إحدى المناسبات، تقدَّم بطرس إلى يسوع وسأله، ‘‘يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟’’ ولمَّا اعتبر نفسه رجلًا صالحًا محبًّا للخير، أجاب بنفسه عن السؤال قائلًا، ‘‘هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟’’ (متى 18: 21). لكنّ يسوع كشف الخطأ في فكر بطرس، وابتعاد قلبه عن قلب الآب، فقال، ‘‘لَا أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ’’ (عدد 22). يجب أن نغفر للآخرين مرارًا كثيرة إلى أن نفقد قدرتنا على العدّ. فمغفرتنا لا تكون فعليَّة، إذا احتفظنا بسجلّ بالأخطاء وبعدد المرَّات التي نغفر فيها الآخرين

تُعاق صلواتنا بسبب روح عدم الغفران. ففي مَثَل العبد الذي لا يغفر الوارد في إنجيل متى 18: 23-25، يخبرنا يسوع عن العبد الذي يدين لسيِّده بمبلغ يفوق مجموع الرواتب التي يمكن أن يكسبها طوال حياته، لكن السيّد تحنَّن عليه وأطلقه وترك له الدَّين. ولمَّا خرج ذلك العبد من محضر سيده، التقى واحدًا من رفاقه كان مديونًا له بمبلغ ضئيل، فرفض أن يعفيه من الدَّين

إن لم نغفر للآخرين كما غفر لنا الله، فنحن نُظهر للعالم أنَّنا لسنا بحسب قلب الله، وأنَّنا لا نوافق على الطريقة التي يُغدق بها الله بغفرانه على جميع الناس. فيسمع العالم هذه الرسالة، وكذلك الله. لذا، لا تدَعوا مسألة الغفران تعيق صلواتكم، أيًّا يكن الموقف الذي تتَّخذونه

صلاة: يا رب، أصلِّي أن تعكس الرسالة التي أنشرها في حياتي غفرانك وخلاصي بالنعمة. أنا أبتهج بمحبَّتك الفائضة. ساعدني أن أتخلَّص من المرارة والاستياء وأن أفيض بمحبَّتك وغفرانك على الأشخاص المحيطين بي، من خلال قوَّتك، وأن أتذكَّر ما صنعته من أجلي. أصلِّي باسم يسوع. آمين