الطبيعة الحقيقيَّة لملكوت الله
يوليو 22, 2023
ثمن التلمذة
يوليو 24, 2023

الرجاء الوحيد للخلاص

‘‘ٱجْتَهِدُوا أَنْ تَدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا وَلَا يَقْدِرُونَ’’ (لوقا 13: 24)

اقرأوا لوقا 13: 22-35

بينما كان يسوع مسافرًا نحو أورشليم، سأله أحدهم، ‘‘يَا سَيِّدُ، أَقَلِيلٌ هُمُ ٱلَّذِينَ يَخْلُصُونَ؟’’ (عدد 23). كان سؤاله ثاقبًا، وبالطبع لم يحدِّد له يسوع عدد الذين سيخلصون، بل حثَّه على ‘‘الاجتهاد للدخول من الباب الضيِّق’’ (عدد 24)

وليس الباب الضيق سوى دم يسوع المسيح (رومية 5: 9)، أمَّا الذين سيخلصون فهم مَن اعترفوا بخطاياهم واغتسلوا بدم الحمل. كان المستمعون إلى يسوع يعتقدون أنَّهم بفضل أصلهم وعرقهم وتحدُّرهم جسديًّا من سلاسة ابراهيم، يستطيعون الدخول إلى السماء، لكن يسوع أبطل هذا المعتقد لديهم. كانوا يعتقدون أنَّ المسيح سيحرِّر إسرائيل من الحكم الروماني وأنَّ اليونانيين والرومان والوثنيين سيُدانون، لكن تعاليم يسوع لم تلبِّ توقُّعاتهم، فهو بيَّن لهم أنَّ العرق لا يهمّ، والهوية الوطنيَّة لا تهمّ، والتقاليد الدينيَّة لا تهمّ، وأنَّ كلَّ ما يهمّ هو قبولنا لدم يسوع المسفوك من أجلنا

لكن ماذا عن وصية ‘‘الاجتهاد’’ (لوقا 13: 24)؟ هل المقصود هو أنَّ الخلاص يتمّ بالأعمال الصالحة، وأنَّه يجب علينا الاجتهاد للدخول إلى السماء بمجهودنا الخاص؟ العكس صحيح. لقد قصد يسوع بكلامه أنَّ التوبة أمام الرب بقلب متواضع، وإنكار الذات، هما دلالة واضحة على الخلاص. يجب أن نقاوم الرغبة الملحَّة في تقديم أعمالنا الصالحة لله كوسيلة لمحاولة كسب خلاصنا، فنقول مع يوحنا المعمدان، ‘‘يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ’’ (يوحنا 3: 30)

لقد حفظ الفريسيُّون المظاهر الخارجيَّة للدِّين، والتقاليد الدينيَّة كافَّة، لكنَّهم كانوا متَّجهين نحو الجحيم، أمَّا الزناة واللصوص والمجرمون الذين أقبلوا إلى الله بقلب تائب ورجعوا عن خطاياهم، فضمنوا لأنفسهم مكانًا في السماء.  هذا الأمر محيِّر للعقول. وبالمثل، كثيرون هم الذين يقومون بأعمال صالحة ويحفظون التقاليد والطقوس الدينيَّة ويسمُّون أنفسهم مؤمنين في هذه الحياة، لكنَّهم، بدون دم المسيح، سيهلكون حتمًا، وسيقول لهم الرب، ‘‘لَا أَعْرِفُكُمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ، تَبَاعَدُوا عَنِّي يَا جَمِيعَ فَاعِلِي ٱلظُّلْمِ!’’  (لوقا 13: 27). لم يركِّز يسوع على أحلام المستمعين إليه وطموحاتهم، كما يفعل الكثير من الوعَّاظ اليوم، بل دعاهم إلى النظر إلى الأمور من منظور أبدي، وحذَّرهم من حقيقة الجحيم، وحثَّهم على الهروب منه عبر الباب الضيِّق، أي عبر شخص المسيح نفسه

صلاة: يا يسوع، أنت هو الباب، أنت وحدك الطريق والحق والحياة. أنا أثق بك وأدرك تمامًا أني لا أستطيع تقديم شيء لكسب الخلاص. أنت وحدك برّي. ساعدني أن أشبهك أكثر فأكثر كلَّ يوم. أصلِّي باسم يسوع. آمين