الطبيعة الحقيقيَّة لملكوت الله

كيف يستخدم الله الضيقات من أجل الخير
يوليو 21, 2023
الرجاء الوحيد للخلاص
يوليو 23, 2023

الطبيعة الحقيقيَّة لملكوت الله

‘‘يُشْبِهُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَأَلْقَاهَا فِي بُسْتَانِهِ، فَنَمَتْ وَصَارَتْ شَجَرَةً كَبِيرَةً، وَتَآوَتْ طُيُورُ ٱلسَّمَاءِ فِي أَغْصَانِهَا’’ (لوقا 13: 19)

اقرأوا لوقا 13: 10-21

علَّم يسوع مجدَّدًا عن ملكوت الله في إنجيل لوقا 13 عبر صنع معجزة مذهلة طعن من خلالها بالقوانين البشرية التي فرضها الفريسيون، ففضح قسوة قلوب رجال الدين وأعلن أن ملكوت الله هو المصدر الوحيد للمحبَّة الحقيقيَّة والرأفة والحكمة والبركة في الوقت الحاضر. فعل يسوع هذا عندما شفى امرأة ‘‘ كَانَ بِهَا رُوحُ ضَعْفٍ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً’’ (عدد 11). كانت هذه الأخيرة منبوذة من الجميع لأنَّهم كانوا يعتقدون أنّ ألمها ناتج عن خطيَّتها، فاستحقَّت دينونة الله. لكنَّ يسوع حرَّرها من ضعفها وشفاها بالكامل بالرغم من رفض الجميع لها

والمثير للذهول هو أنَّ الفريسيين الذين عاينوا المعجزة التي صنعها يسوع لم يمجِّدوا الله ولم يتعجَّبوا، بل اغتاظوا لأن يسوع شفى المرأة في السبت! لكن شريعة الله لا تمنع شفاء الإنسان بقوة الله في السبت، وبالتالي لم ينقض يسوع شريعة الله، بل تقاليد الإنسان. أيضًا، كان  الفريسيُّون يؤمنون بأنَّه يحلّ الاعتناء بالبهيمة، مثل الثور أو الحمار، في السبت، فردّ يسوع على سخطهم قائلًا، ‘‘وَهَذِهِ، وَهِيَ ٱبْنَةُ إِبْراهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا ٱلشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هَذَا ٱلرِّبَاطِ فِي يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟» (عدد 16). فجعلهم يشعرون بالخزي

ثمَّ انتقل يسوع مباشرةً بعد معجزة الشفاء إلى تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول ملكوت الله مشبِّهًا إيَّاه بدايةً بحبَّة الخردل ومن ثمَّ بالخمير (لوقا 13: 18-21)

كان الكثير من اليهود يعتقدون أنَّ المسيح سيأتي ليحرِّرهم من العبوديَّة لروما، وبما أنَّه لم يحقِّق تطلُّعاتهم، رفضوه باستثناء قلَّة من  التلاميذ، لكن حتَّى هؤلاء القلَّة كانوا يعتقدون أنَّ ملكوت الله سيكون عبارة عن مملكة أرضيَّة بقوة وبهاء منظورَين. لكنَّ يسوع شبَّه ملكوته بحبَّة الخردل التي تبدو صغيرة ظاهريًّا، لكنَّها تمتدّ في نهاية المطاف لتشمل كلّ الأمم والقبائل والشعوب والألسنة  لكي يصبح الأمناء ‘‘جمعًا كثيرًا لا يستطيع أحد أن يعدَّه’’ (رؤيا 7: 9)

ثمَّ كشف يسوع التأثير الداخلي الرائع لملكوته مشبِّهًا إيَّاه بالخمير الممتزج بالعجين (عدد 20-21). ومهما بدا تأثير الشر مهولًا الآن، لا تخطئوا، فالملكوت يعمل بهدوء في الأمم ليحيي القلوب الميتة ويغيِّر حياة الناس

صلاة: أبي السماوي، أنتَ هزمتَ كبريائي حين اقتربتَ إليّ أنا الخاطئ لكي تحيي قلبي المتحجِّر. أشكرك لأنَّك تعمل في العالم اليوم لتجلب الرجاء والتجديد إلى حياة كثيرين. علِّمني أن أشهد لملكوتك المجيد، نبع الرأفة والمحبة والبركة. أصلِّي باسم يسوع. آمين