كيف يستخدم الله الضيقات من أجل الخير

الله يستخدم المنكسري القلوب
يوليو 20, 2023
الطبيعة الحقيقيَّة لملكوت الله
يوليو 22, 2023

كيف يستخدم الله الضيقات من أجل الخير

‘‘فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ ٱلْجَلِيلِيِّينَ لِأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟’’ (لوقا 13: 2)

اقرأوا لوقا 13: 1-9

ساد الاعتقاد في أيَّام يسوع أن الضيقات علامة على دينونة الله للإنسان، فعندما رأى تلاميذ يسوع إنسانًا أعمى منذ ولادته، سألوه، ‘‘يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟’’ (يوحنا 9: 2). فصحَّح يسوع مفهومهم الخاطئ لكلمة الله، وهكذا، وجَّه نداء تنبيه أثار امتعاض مَن كانوا يؤمنون بأَّنه ليس عليهم أن يتوبوا

لكن قبل الانتقال إلى تصحيح يسوع لمفهومهم، فلنتذكَّر الطرق التي يستخدم بها الله ضيقاتنا في هذا العالم من أجل خيرنا

أوَّلًا، تساعد الضيقات على تزكية أولاد الله. مثلما تنقِّي النار ما هو طاهر وثمين، هكذا أيضًا تنقِّينا الضيقات. يسمح الله بمرورنا في ضيقات لكي ينشئ فينا صبرًا وتزكيةً ورجاءً (رومية 5: 3-4)

ثانيًا، تقرِّبنا الضيقات إلى الله.  تحمَّل الرسول بولس ضيقة ‘‘فوق طاقته’’ عبر الاتِّكال على الله (2 كورنثوس 1: 8-9). الله معنا لتشديدنا وتعزيتنا

ثالثًا، تساعدنا الضيقات على التحنُّن على المتضايقين. يعزِّينا الله في الضيقات حتى نستطيع أن نعزّي الذين هم في ضيقة (2 كورنثوس 1: 4)

أخيرًا، تُعِدُّنا الضيقات لحمل المزيد من الثمر. إنَّ تمتُّعنا بالسلام الذي يفوق العقول وسط الظروف التي يفترض بها أن تسحقنا وفق مفهوم العالم، هو شهادة للرجاء الأبدي الذي لنا في إلهنا السيِّد والأمين. فاحرصوا على الاستفادة من ضيقاتكم، ودعوها تصقل شهادتكم

لم يكن لدى الجموع التي احتشدت للاستماع إلى يسوع في لوقا 11 هذا المفهوم للضيقات، فحاولوا لدى الإصغاء إلى تعليمه  القاسي تسليط الضوء على برِّهم عبر التطرُّق إلى كارثتَين مميتتين كانتا قد وقعتا مؤخَّرًا، وكانتا في نظرهم دليلًا واضحًا على مرور الناس في ضيقات لأنَّهم يستحقُّون هذا الألم الرهيب (لوقا 13: 1-5).  أراد هؤلاء أن يؤيِّد يسوع معتقدهم وتقواهم، لكنَّه فاجأهم بردِّه

أوضح يسوع أنَّ الذين ماتوا لم يكونوا خطاة أكثر من الذين نجوا، وأكّد للجموع (ولنا) أنَّنا نعيش في الوقت الضائع، داعيًا إيَّانا جميعًا إلى التوبة. فمحبَّة الله العظيمة هي التي تسمح للخطاة بالبقاء على قيد الحياة، وهو يتأنَّى علينا لأنَّه يتوق إلى أن نستجيب لدعوته لنا لنيل الخلاص من خلال ابنه. وليست المآسي سوى تنبيهات محبَّة للجوء إلى الرب والنجاة من الدينونة الآتية

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنَّك تتأنَّى علي. أشكرك لأنَّك انتشلتني من الظلمة وأدخلتني إلى ملكوت النور. ساعدني أن أرى الضيقات فرصة للاقتراب إليك وقيادة الآخرين نحو رجاء المجد من خلال المسيح يسوع. أصلِّي باسم يسوع. آمين