النموذج المثالي
فبراير 24, 2020
التحرر من العبودية
فبراير 26, 2020

الغفران: في قلب الإنجيل

“وَإِنْ أَخْطَأَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ، وَرَجَعَ إِلَيْكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ قَائِلًا: أَنَا تَائِبٌ، فَاغْفِرْ لَهُ” (لوقا 17: 4).

غالبًا ما يتطلب إعادة علاقة ما إلى مسارها الصحيح خطوة استباقية. يتطلب الغفران التواصل مع الشخص الآخر دون أي ضمان بأنه سيستجيب، لذا فهو يتطلب تجاوُز الكبرياء والسلوك بإتضاع.

لكن الغفران يكمُن في قلب الإنجيل، ويجب أن يكون اختبار المصداقية الذي يُميز المؤمن المُكرَّس للمسيح عن غير المُكرس. عندما تغفر أنت تتبع مثال يسوع، لكن عندما تخفي المرارة والإستياء بداخلك، فأنت تتبع مثال الشيطان لأنه لا يغفر أبدًا.

عندما يستغلك أحدهم، أو يخذلك آخر، أو يتحدث عنك بسوء، يكون لديك خيار؛ إما أن تتصرف مثل الشيطان، المُتهِم، أو أن تُظهِر طبيعتك الإلهية الجديدة التي أصبحت لك يوم قبلت يسوع.

الإستعداد للغفران هو من أكثر الأشياء التي تُسر قلب الله. لذلك عندما تغفر حقًا لشخص آخر، فإن سلامًا عميقًا يغمر قلبك. عليك أن تُدرك أن الغفران قد لا يكون مجرد فعل تقوم به مرة واحدة، فهناك أوقات سيكون فيها الغفران خضوع مستمر كل يوم. قال تشارلز سبيرجون ذات مرة: “ازرع الصَفح حتى يُنتِج قلبك منه محصولًا جيدًا، وصَلِّ لكي تكون ذاكرتك ضعيفة فيما يتعلق بقسوة الآخرين.” الغفران هو المرهم الذي يُحافظ على الجرح من التلوُّث الناتج عن المرارة ويساعده على الشفاء بمرور الوقت.

عندما يتطلب الغفران منا قوة أكبر من التي نملُكها، فلدينا سلطان الآب، ومثال الابن، وقوة الروح لمعونتنا.

صلاة: ساعدني يا أبي لكي أتَّبِع مثالك وأغفر لكل من أساء إليَّ. أصلي في اسم يسوع. آمين.