الله هو مرشدنا
فبراير 21, 2024
يومٌ من تلك الأيام
فبراير 25, 2024

الله محبَّة

وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ ٱلْعَرْضُ وَٱلطُّولُ وَٱلْعُمْقُ وَٱلْعُلْوُ… (أفسس 3: 17-18)

اقرأ أفسس 3: 14-19

إن الأفكار المضلِّلة المتعلِّقة بالله ومحبته، معتبرةً إيَّاها ضعيفة وعديمة التأثير والجدوى، ومحايدة عالميًّا، تكتسب زخمًا في الغرب بصورة متزايدة. لكنَّ الحقيقة هي أنَّ محبَّة الله فاعلة بل قويَّة حتَّى الموت، فهي كلَّفَته ثمناً باهظاً، ومحبَّة الله المتجلِّية في عطيَّة يسوع المسيح مذهلة ولا تُقدَّر بثمن، لذا فإنَّ مساواتها بالمشاعر الدافئة والغامضة واللامبالية الناتجة عن اعتماد شعار  ‘‘الحب هو الحب’’ هو سوء فهم فادح، وانحراف مهين

ينبغي علينا، بصفتنا تلاميذ يسوع، أن نحاول فهم محبة الله التي يصعب سبر غورها، ومشاركة حقّه. لذا، صلى بولس من أجل مؤمني أفسس قائلًا ‘‘حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ ٱلْعَرْضُ والطول وَٱلْعُمْقُ وَٱلْعُلْوُ’’ (أفسس 3: 18)

مهما حاولنا فهم محبَّة الله في هذه الحياة، لن نلمس سوى سطحها، فمحبة الله أعمق من أن نتمكَّن من فهمها، لكنْ في السماء، سندرك تمامًا مدى اتساع وطول وارتفاع وعمق محبة الله

أودُّ أن تدرك ثلاثة أمور متعلِّقة بمحبة الله لنا في المسيح. أولاً، محبَّته مكلفة، فابن الله الكامل، الذي لم يرتكب خطيَّة قط، والذي كانت حياته أثمن من حياة البشرية كلِّها مجتمعة، مات من أجل الخطاة. لقد بذل الله نفسه من أجلنا؛ ولا يوجد شيء أثمن من ذلك

ثانياً، لقد فاض الله بمحبته على أناس لا يستحقونها أبداً. إذا عبَّر ابنك أو ابنتك أو زوجتك عن حاجتهم إليك، فأنت مستعدٌّ لمنحهم حتَّى الهواء الذي تتنشَّقه، أليس كذلك؟ ولكن هل أنت على استعداد لبذل حياتك من أجل شخص شتمك وأهانك؟ يقول الكتاب المقدس، ‘‘وَلَكِنَّ ٱللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لِأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا’’ (رومية 5: 8)

ختامًا، تبلغ محبة الله ذروتها في برَكَته التي لا تُقاس، فلقد كتب الرسول يوحنا: ‘‘اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا ٱلْآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلَادَ ٱللهِ!’’ (1 يوحنا 3: 1). لا يكتفي الله بمنح الخلاص للخطاة، فهو يضمُّنا أيضًا إلى عائلته ليجعلنا ورثة مع ابنه (رومية 8: 17)، ثمَّ يغيِّر طبيعتنا ليتجلَّى فينا شَبَهٌ عائليٌّ مذهل (يوحنا الأولى 3: 9): فهو يجعلنا نشبه يسوع تمامًا!

صلاة: يا رب، أشكرك على محبَّتك المذهلة. أصلِّي أن يشدِّدني روحك لأفهمها أكثر فأكثر كلَّ يوم، فأتغيَّر من خلال فرحك وسلامك. علِّمني أن أبارك الأشخاص المحيطين بي بحقِّك الذي يتجلَّى في محبَّتك العجيبة. أصلِّي باسم يسوع. آمين