لا شيء من الدينونة
أغسطس 13, 2023
الأب والابن الأصغر
أغسطس 15, 2023

المرأة والدرهم المفقود

اقرأ لوقا 15: 8-10

‘‘أَوْ أَيَّةُ ٱمْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلَا تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ ٱلْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِٱجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟’’ (لوقا 15: 8)

نقرأ في إنجيل لوقا 15: 8-10 عن امرأة أضاعت واحدًا من دراهمها العشرة، لكنَّ هذه لم تكن قطع نقود عاديَّة، بل هي جزء من غطاء الرأس الجميل الذي يقدِّمه الشاب لخطيبته ليكون بمثابة رمزاً لزواجهما المقبل، وعلامة على الالتزام القائم بينهما. لذا، فإنَّ فقدان أيٍّ من القطع المعدنية المثبَّتة في غطاء الرأس هو أمر محزن جدًّا لأي امرأة لأنَّها لن تتمكَّن من إرتداءه ناقصًا

لم تكن البيوت في إسرائيل كبيرة جدًّا في أيَّام يسوع، بل كان معظمها صغيراً وقاتماً جراء افتقارها إلى النوافذ التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي إليها. أمَّا أرضيَّتها، فهي مصنوعة من الطين القابل للتشقُّق، تاركًا فراغات كثيرة يمكن أن تقع فيها القطع المعدنيَّة. فهل من الغريب، إذًا، أن توقد المرأة سراجًا وتكنس البيت وتفتِّش باجتهاد حتى تجد الدرهم الضائع؟ لو كان هذا درهمًا عاديًّا، لكانت أهملته، لكنَّه أكثر من مجرَّد قطعة معدنيَّة فضيَّة صغيرة، إذ له قيمة معنويَّة كبيرة بالنسبة إليها

أثبت يسوع من خلال مَثَل الخروف الضال أنَّه يبحث عنك فرديًّا، فهو الراعي الصالح الذي يحملك على كتفيه كما لو كنت الشخص الوحيد على وجه الأرض. وهو يُثبت لنا في مَثَل الدرهم الضائع أنَّ محبَّته لنا شخصيَّة. فأنت لست مجرد وجه مجهول الهوية بين الحشود. إنه يركز عليك كما لو كنت الإنسان الوحيد في الكون كله. لذا، هو الله القدير الذي يعلم كلَّ شيء، ويرى كلَّ شيء، ويحبُّ الجميع

نرى في هذا المثل أن الامرأة بحثت عن الدرهم الضائع داخل أرجاء البيت. يا صديقي، يرتاد البعض الكنيسة معتبرين أنفسهم جزءًا من جماعة المؤمنين المحليَّة، فيما هم لا يزالون ضاليِّن، ولم يتوبوا عن خطيَّتهم ولم يقبلوا يسوع ربًّا ومخلِّصًا

هل هذه حالك؟ هل أنت ضالٌّ في بيت الله؟ إذا كان الجواب نعم، تأكَّد أنَّ محبَّة الله لك هي أكثر من مجرَّد كلام.  وهي ليست محبَّة نظريَّة أو محبَّة مشروطة مبنية على مدى حسن تصرُّفك في يوم معيَّن. محبَّة الله لك ثابتة وراسخة. إنَّها المحبَّة الفاعلة التي تضحِّي، فالله بذل كلَّ شيء من أجلك، وقد تجلَّت هذه الحقيقة في عطيَّة ابنه يسوع المسيح الذي عُلِّق على الصليب وتحمَّل أسوأ ما في هذا العالم لكي يجدك ويخلِّصك

صلاة: يا رب، ما أجمل محبَّتك لنا نحن الخطاة! سبيت قلبي إذ جعلتني مميَّزًا في عينيك. ساعدني أن أسلك في الحرية المنبثقة من محبَّتك العظيمة لي، لكي أكون قدِّيسًا كما أنَّك أنت قدوس. أصلِّي باسم يسوع. آمين