ثمن التلمذة
يوليو 24, 2023
الاستسلام الممتع
يوليو 30, 2023

انسوا الماضي

‘‘وَلَكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا ٱلْبِرُّ’’ (2 بطرس 3: 13)

قبل اختراع الساعة، كان الصينيون يتَّبعون طريقة فريدة لمعرفة الوقت. كانوا يحرقون حبلًا مزوَّدًا بأربعٍ وعشرين عقدة مربوطة بدقة، فيشير  احتراق الحبل من عقدة إلى أخرى إلى مرور ساعة واحدة من اليوم. وهكذا، كانوا يشعلون حبلًا جديدًا كلَّ صباح، فيرى الناس البقايا المتفحمة لحبل اليوم السابق، وتذكِّرهم الصور الحية بأنَّ الوقت مضى مثل الرماد ويستحيل استرجاعه

هل تحاولون استرجاع رماد الأمس؟ هل أنتم مقيَّدون بالماضي؟ بقدر ما نتوق إلى استرجاع لحظات من الماضي أو نتمنَّى أن ترجع الأمور إلى سابق عهدها، يمرُّ الوقت وتتبدَّل الأمور من حولنا. وعندما نعجز عن نسيان الماضي، يستحيل أن نركِّز على إنجاز أمور في الحاضر والمستقبل

قال الرسول بولس، ‘‘وَلَكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، ١٤ أَسْعَى نَحْوَ ٱلْغَرَضِ لِأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ٱللهِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ’’ (فيلبِّي 3: 13-14)

عرف بولس أهمية الامتداد إلى الأمام وكان يدرك تمامًا أنَّه يستحيل عليه الركض في سباق الإيمان فيما ساقه مكبَّلة بقيود الماضي. لذا، قرَّر أن ينسى الماضي كلَّ يوم وأن يمضي قدمًا نحو المستقبل، لكن التقدُّم إلى الأمام ليس سهلًا دائمًا، بل هو يتطلَّب مجهودًا وانضباطًا روحيًّا

يدعونا الرسول بولس إلى نسيان ما وراء عبر قبول النعمة الموجودة في المسيح يسوع وحده والتركيز الدائم على المستقبل.   وهو لم يسمح لنجاح الماضي أو فشله بأن يملي عليه عمله المستقبليّ من أجل المسيح، بل ركَّز على المكافأة المستقبلية التي تنتظره في السماء

صلاة: أبي السماوي، علِّمني ألَّا أعيش في الماضي، وساعدني أن أقبل نعمتك وأن أركِّز على المستقبل الذي أعددتَه لي. أصلي باسم يسوع. آمين