تحبُّ الله من كلِّ ذاكرتك

تحبّ الله من كلِّ مخيِّلتك
مايو 14, 2023
تخلَّي عن ذهبك
مايو 16, 2023

تحبُّ الله من كلِّ ذاكرتك

‘‘يَا إِلَهِي، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ، لِذَلِكَ أَذْكُرُكَ…’’ (مزمور 42: 6).

اقرأ المزمور 42: 1-11.

يميل البعض منَّا إلى النسيان أكثر من غيره، لكن لا يستخدم أيٌّ منا ذاكرته إلى أقصى إمكاناتها، والمؤسف هو أنَّ كثيرين بيننا ينسون الأهمّ على الإطلاق، وهو الله وتدخُّلاته الماضية في حياتنا، لذا فإنَّ إحدى الكلمات الأكثر استخدامًا في الكتاب المقدس، في العهدين القديم والجديد، هي كلمة ‘‘أذكُر’’. ويحثنا الله مرارًا وتكرارًا في أسفار الكتاب المقدس قائلًا، ‘‘أذكُر!’’

حذَّر الله بني إسرائيل في العهد القديم قائلًا، ‘‘عندما تدخلون إلى أرض الموعد، عندما تزدهرون وتعيشون في سلام، سوف تنسونني. احرصوا على تذكر كل ما فعلته من أجلكم! ” (تثنية 4: 1-14). ومع ذلك، نسي الشعب الله.

ثمَّ نرى في العهد الجديد قلب الله المنكسر يتجلَّى في شخص يسوع المسيح عندما شفى عشرة برص، لكن لم يرجع إلَّا واحد منهم فقط، وهو السامري،  ليشكره ويمجِّده، فيما نسيه الآخرون بسرعة! فسأل يسوع، ‘‘أَلَيْسَ ٱلْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ ٱلتِّسْعَةُ؟  أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْدًا لِلهِ غَيْرُ هَذَا ٱلْغَرِيبِ ٱلْجِنْسِ؟» (لوقا 17: 17-18).

بالطبع، لم ينسَ الشعبُ اللهَ أبدًا بالكامل، بل كان يستشير يهوه كلَّما واجه المشاكل، وكان يلجأ إليه عندما لا يعلم ماذا يفعل أو إلى أين يذهب. هل تختلف حالنا اليوم؟ كم ننسى بسرعة استجابة الله لصلواتنا! لكن عندما تعصف بنا المشاكل، نلجأ إليه ونستجدي عونه.

لقد أنشأ الله الأعياد والاحتفالات في العهد القديم لكي يتذكَّر شعبه إحساناته عبر التاريخ، أيضًا، أنشأ يسوع العشاء الرباني لكي نتذكَّر دومًا الثمن الباهظ الذي دفعه على الصليب.

يريد الله أن نتذكَّر إحساناته على الدوام لكي تبعث فينا رجاءً للمستقبل، فالتذكُّر يعمِّق محبَّتنا للرب، كما أنَّ التركيز على بركات الماضي يجعلنا ننمو في محبَّتنا ليسوع. أمَّا القلق والمخاوف واليأس فيمكننا التعافي منها عندما نرجع إلى الماضي ونتذكَّر كلَّ ما صنعه الله من أجلنا. يريد الله أن نحبَّه من كلِّ قلبنا وفكرنا ونفسنا وقوَّتنا، ولا يكبر هذا النوع من المحبَّة إلَّا عندما نتذكَّر إحساناته في حياتنا.

صلاة: أبي السماوي، سامحني لأني نسيت مراحمك في الماضي، نسيت بركاتك، وأمانتك، ومحبَّتك، ووعودك الأكيدة والمضمونة. علِّمني أن أحبَّك أكثر فأكثر بينما أتأمَّل في إحساناتك لي، وأتذكَّر أنَّك جعلتني ابنك بالتبني إلى الأبد. أصلي باسم يسوع. آمين.