سلام في جميع الظروف
ديسمبر 13, 2023
القوَّة الحقيقيَّة من خلال الثقة بالله
ديسمبر 15, 2023

تناقض ظاهريّ

لِأَنَّنَا نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا ٱلْمَائِتِ. 2كورنثوس 4: 11

يجسِّد ميلاد المسيح المفارقات الكامنة في الإيمان المسيحي، ومن خلال قبول ما نعجز عن سبر غوره بالكامل، نعلن أنَّ الله هو الله، وأنّنا مجرَّد بشر

اقرأ 2 كورنثوس 4: 8-12

لقد سُلِّمنا نَحْنُ المؤمنون لِلْمَوْتِ لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا ٱلْمَائِتِ (2 كورنثوس 4: 8-12). نحن نقبل هذا التناقض الظاهري أو هذه المفارقة الظاهرية لكي نحيا في المسيح

لا تشبه المسيحيَّة أيَّ ديانة أخرى لأنَّها مليئة بمفارقات مماثلة، وتتطلَّب كلٌّ مفارقة إيمانًا لتصديقها. فإذا أردنا أن نكون مؤمنين في عالمنا العِلميّ، يجب أن نخضع لهذه الحقيقة الجميلة، وهي أنَّ طرق الله أعلى من طرقنا

يعلِّمنا الإيمان المسيحي أنَّ باستطاعتنا أن نرى غير المنظور، وأن نغلب من خلال الاستسلام، وأنَّنا نجد الراحة تحت نير المسيح، وأنَّنا نصبح عظماء عندما نضع أنفسنا، وحكماء من خلال السلوك كجهَّال، وأحرارًا عندما نصير خدَّامًا، وأنَّنا نمتلك كلَّ شيء عبر تخلِّينا عن كلِّ شيء، ونأخذ من خلال العطاء، ونستمدّ من الضعف قوَّة، وننتصر من خلال الاستسلام، ونعيش ملء الحياة عبر الموت عن ذواتنا

الله هو الله، وطرقه ليست طرقنا (إشعياء 55: 8-9). هذا ما نحتفل به كلَّ سنة في عيد الميلاد. فأيُّ مفارقة أعظم من اتِّخاذ الله الأبديّ طبيعة بشريَّة محدودة؟ لا يوجد أمر أكثر غموضًا من اتِّخاذ الخالق شكل المخلوق. وقد تجلَّى أفضل تعبير عن الطبيعة المجيدة والمدهشة والتناقضيَّة لملكوت الله في طفلٍ في مذود

صلاة: أبي السماوي، طرقك ليست طرقي. أنا أبتهج بهذه الحقيقة. طرقك مليئة بالمحبَّة والحكمة والعدل والجمال بأسمى أشكالها. أشكرك من أجل عطية الخلاص المدهشة والرائعة، ألا وهي عطية شخصك. أصلِّي باسم يسوع. آمين