عطيَّة الإيمان
يوليو 23, 2022
حَبل الحياة
يوليو 25, 2022

سجين لكن حُرّ

‘‘ٱلظُّلْمَةُ أَيْضًا لَا تُظْلِمُ لَدَيْكَ، وَٱللَّيْلُ مِثْلَ ٱلنَّهَارِ يُضِيءُ. كَٱلظُّلْمَةِ هَكَذَا ٱلنُّور’’ (مزمور 139: 12).

خلال الحرب العالمية الثانية، أدركت ‘‘كوري تن بوم’’ وعائلتها المخاطر المرتبطة بتأمين مخبأ للمواطنين اليهود وحمايتهم، لكن الناس، رجالًا ونساءً، كانوا يجدون ملجأً مؤقَّتًا من مطاردة هتلر الشريرة في غرفة صغيرة مخفيَّة داخل منزل عائلة ‘‘تن بوم’’ الواقع فوق متجر الساعات الذي يملكه الأب. وكانوا متى وجدوا ممرًّا آمنًا للخروج من البلاد، يغادرون الغرفة ليحلّ مكانهم أشخاص آخرون يبحثون عن مكان آمن.

وتخبر ‘‘كوري’’ في كتابها ‘‘The Hiding Place’’، ما ترجمته ‘‘مكان للاختباء’’، عن كيفيَّة إلقاء القبض على معظم أفراد عائلتها وإرسالهم إلى معسكر اعتقال حيث عاشوا في ظروف بائسة تفوق القدرة على الاحتمال.

ثمَّ تلقَّت الضربة القاضية عندما رأت أختها الحبيبة وهي تضعف وتتلاشى إلى أن فارقت الحياة. هل نسيها الله يا ترى؟ فهي كانت مؤمنة وهي لم تفعل وعائلتها إلَّا ما شعرت بأنَّ الله يقودها لفعله، فكيف انتهى بها الأمر في السجن؟

نحن لا نفهم معظم مآسي الحياة ما دمنا نتألَّم في هذا العالم الساقط، وهكذا حاولت ‘‘كوري’’ فهم المغزى من سجنها إلى أن أدركت في أحد الأيَّام أنَّ نعمة الله هي حقًّا قوَّتها وخلاصها.

وهذا ما أوردته في كتابها، ‘‘خيَّم الظلام على زنزانتي، فرحتُ أناجي مخلِّصي، ولم أشعر يومًا بأني قريبة منه إلى هذا الحدّ، وغمرتني فرحة تمنَّيت أن تدوم إلى الأبد. نعم، كنت سجينة، لكنَّني كنت حرَّة’’.

وهكذا، أُطلق سراح ‘‘كوري’’ قبل يوم من موعد إعدامها. فتذكَّر، أيًّا تكن النتيجة، أنَّ الله لم يتركك وأنَّه واقف بجانبك.

صلاة: يا رب، أنا أعلم أنَّ محبَّتك لي تطرد ظلمة هذا العالم خارجًا، وأدرك أنَّك لن تتركني أبدًا! شكرًا لك. ساعدني أن أجد راحتي في حقِّك هذا، مهما بدا وضعي مظلمًا. أصلِّي باسم يسوع. آمين.