حتى إن كنا غير أُمناء
نوفمبر 7, 2019
أحباء لله
نوفمبر 9, 2019

صمت الله

“نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ، قَالَتْ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَرْجُوهُ.” ( مراثي 3: 24).

يُحب البعض الصمت، ويُبغضه آخرون. لا يكون البعض سعيدًا إلا وسط الضجة، وآخرون يتوقون إلى العُزلة والصمت. يتحدث البعض بلا توقُّف، وآخرون لا ينطقون بكلمة. تمر بنا بعض الأوقات التي نتوق فيها لسماع كلمة ممن نُحب، ولكننا نُقابَل بالصمت. قد يكون هذا مُدمِرًا لنا.

إقرأ تكوين 17. لاحظ كيف يبدأ هذا الإصحاح: “وَلَمَّا كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً…” (عدد 1). يعني هذا أن ثلاث عشرة سنة قد مرت منذ نهاية إصحاح 16. وفي ذلك الوقت يبدو أنه لم يكن هناك أي شيء من الله؛ لا كلمة تشجيع ولا أي كلمة تذكير بوعوده. لا شيء على الإطلاق.

لا يخبرنا الكتاب المقدس بالتحديد لماذا اختار الله عدم التحدث إلى إبراهيم وسارة خلال هذه الفترة الزمنية. ربما أراد أن ينمو إيمان إبراهيم وسارة إلى أن يُصبح إيمانًا راسخًا. أو ربما كان الله يحاول أن يختم على قلبيهما وفي عقليهما عواقب خطيتهما المتهورة المتمثلة في استباقهما لله وعدم انتظاره. تذكر أن سارة وإبراهيم قررا أنه من الجيد أن “يساعدا” الله في الوفاء بوعده، فكان لإبراهيم ابن من هاجر جارية سارة. أو ربما كان الله يحاول أن يأتي بهما إلى نهاية قدراتهما.

نحن نعلم أن كل كلمة يتكلم بها الله لها غرض، وكل لحظة صمت لها أيضًا هدف. مهما كان ما يعمله الله في قلبَيّ إبراهيم وسارة، فقد كان لإعدادهما لما سيأتي بعد ذلك.

عندما تصلي ولا تسمع من السماء سوى الصمت، اِعلم أن الله يعمل في ذلك الصمت. ربما هذا هو صمت توبيخه المُحِب – ليحررك الله من خطية مُستعصية في حياتك. أو ربما يكون صمت الرحمة – يمنحك الله بعض الوقت للتفكير في صلاحه. أو ربما هو صمت الانتظار. الله يريدك أن تثق به وأن ترتاح في وعوده. هو لم ينسك. في تلك اللحظات، اجعل صلاتك “تكلم إليّ يارب، مهما كان ما تحاول أن تقوله لي.”

صلاة: أشكرك يا أبي لأنك وإن تصمت أحيانًا، فأنت دائمًا معي وصمتك دائمًا له غرض. ساعدني لكي أصغي إليك في كل ما تريد أن تقوله لي. امنحني بصيرة وإيمان عظيم بينما أنتظرك. أصلِّي في اسم يسوع. آمين.