عندما يصبح الخوف خطيَّة
أغسطس 1, 2022
في خضمّ العاصفة المفاجئة
أغسطس 3, 2022

لا تخَف

‘‘فِي يَوْمِ خَوْفِي، أَنَا عَلَيْكَ أَتَّكِلُ. ٱللهُ أَفْتَخِرُ بِكَلَامِهِ. عَلَى ٱللهِ تَوَكَّلْتُ فَلَا أَخَافُ’’ (مزمور 56: 3-4)

 

في زمن النبي إشعياء، كان شعب الله يمرّ في وقت عصيب مليء بالاضطرابات وانعدام الأمان والخسائر، لكنّ الوعد الذي قطعه الله لهم قبل 2700 سنة هو لنا اليوم: ‘‘وَٱلْآنَ هَكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ، خَالِقُكَ يَا يَعْقُوبُ وَجَابِلُكَ يَا إِسْرَائِيلُ: «لَا تَخَفْ لِأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِٱسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إِذَا ٱجْتَزْتَ فِي ٱلْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي ٱلْأَنْهَارِ فَلَا تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي ٱلنَّارِ فَلَا تُلْذَعُ، وَٱللَّهِيبُ لَا يُحْرِقُكَ’’ (إشعياء 43: 1-2).

يدعو الله شعبه مرارًا في الكتاب المقدَّس إلى عدم الخوف، وفي خضمّ المعركة وفي لحظات الإحباط الشديد، يؤكِّد لنا أنَّه لا يوجد سبب يجعلنا نسمح للخوف بترهيبنا أو إرباكنا أو هزيمتنا.

إقرأ متى 10: 24-31، عندما كان يسوع يُعدّ تلاميذه للخدمة، قال لهم ‘‘لا تخافوا’’ في ثلاث مجالات حياتيَّة مختلفة، ويمكننا التشبُّث بكلامه هذا عندما يعترينا الشك:

لا تخافوا، لأن الحقّ سينتصر في النهاية.  قال يسوع في العدد 26، ‘‘فَلَا تَخَافُوهُمْ. لِأَنْ لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلَا خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ’’. شجَّع يسوع التلاميذ عبر قوله لهم إنَّ لا داعي للخوف حتَّى في وسط الاضطهاد. لماذا؟ لأنَّ الله وعد بتبرئة أولاده الأمناء، وبإعلاء البر وإدانة الخطيَّة.

لا تخافوا لأنَّ السماء هي وجهتكم. قال يسوع لتلاميذه في العدد 28، ‘‘وَلَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلَكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا’’. قد يكون اتِّخاذ موقف ثابت إلى جانب الإنجيل مكلفًا. لكنَّنا وبصفتنا أبناء الله الحي، ليس لدينا ما نخافه على هذه الأرض لأنَّ وجهتنا الأبديَّة أكيدة في المسيح.

لا تخافوا لأنَّ الله ممسك بزمام الأمور. قال يسوع في العددين 29 و30، ‘‘أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لَا يَسْقُطُ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ’’. إذا كان الله يعيل أصغر الطيور ويعتني بأدقّ التفاصيل في حياتنا، فكم بالحري هو يهتمّ بتسديد احتياجاتنا؟

 

عندما تتخبَّط في مياه عميقة، تذكَّر أن الله لن يدعك تغرق. ثِق به وستختبر حضوره بطرق لم تكن لتختبرها لو عشت الحياة عشر مرَّات بدون عواصف.

 

صلاة: يا رب، أشكرك لأجل وعودك! ساعدني أن أطيع وصيَّتك التي تدعوني فيها إلى عدم الخوف وإلى الثقة بأمانتك وقوَّتك، حتَّى عندما يبدو لي أنَّ الرجاء قد انقطع. أصلِّي باسم يسوع. آمين.