مفاتيح الزواج الناجح: الغفران

GTY
فبراير 27, 2024
مفاتيح الزواج الناجح: الحوار
فبراير 29, 2024

مفاتيح الزواج الناجح: الغفران

“مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى، كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا” (كولوسي3: 13)

عندما قال يسوع للرسول بطرس في إنجيل متى 18: 21-22 إنَّ عليه أن يغفر ‘‘سبعين مرّة سبع مرَّات’’، لم يقصد بكلامه أن نعدّ المرَّات التي يخطئ فيها الآخر إلينا، بل كما تاه إبراهيم في عدّ النجوم وهو يحدِّق في سماء الشرق الأوسط، هكذا أيضًا يدعونا يسوع إلى الاستمرار في مسامحة الآخرين إلى أن نفقد العدّ، وهو أمر فائق الأهمية في الزواج أكثر ممَّا في أي مجال آخر.

يتكلَّم الكثير من العلمانيين اليوم عن الغفران، لكن لا أحد سوى من اختبر غفران الله عالمًا أنَّه غُفر له الكثير، يستطيع أن يغفر الكثير للآخرين. كيف يمكن للمؤمنين أن يطوِّروا عمدًا هذا النوع من الغفران في زواجهم؟

أوَّلًا، يجب أن نركِّز على الأمور البسيطة. هذا غير منطقي، وقد تقول لنفسك، ‘‘أليس من المنطقي التركيز على الأمور الكبيرة بدلًا من الصغيرة؟’’ هذا صحيح عادةً، لكن لكي نغفر كل الأخطاء، يجب أن نغفر بدايًة الزلَّات الصغيرة. وعندما تمرِّن نفسك على غفران الزلَّات الصغيرة لشريكة حياتك بقوة الروح القدس، تصبح جاهزًا لمواجهة الأعاصير أيضًا.

ثانيًا، يجب أن نوقف التناقض، أي عندما نغفر وننسى الإساءة، يجب أن نطيع ما جاء في رسالة كورنثوس الثانية 10: 5، ‘‘وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ ٱلْمَسِيح’’. إذًا، حتَّى بعد أن نقرِّر الغفران، سنظل نميل إلى الشعور بالضغينة في قلوبنا، وهذا ما يريده العدو لكي يوقعنا في الخطيَّة. لذا، حالما يراود فكر عدم الغفران ذهنك، أوقفه، ولا تعطِه موطئ قدم في نفسك.

ختامًا، يجب أن نتمسَّك بهويتنا الحقيقيَّة. نحن أسأنا إلى إله قدوس وجرحنا قلب يسوع، لكن كلَّما لجأنا إليه بقلب تائب معترفين بخطايانا، هو يغفر لنا. إنَّ هذه القدرة على الغفران متاحة لأبناء الله كافة من خلال عمل الروح القدس في حياتنا، لذا، يستطيع الأزواج أن يغفروا لزوجاتهنّ مجانًا، والعكس صحيح، عندما يتذكَّرون هويتهم الحقيقية.

ليس سهلًا أن نتمتَّع بهذا النوع من الحرية لكي نغفر، لكن عندما تنتابنا مشاعر عدم الغفران يمكننا أن ننظر إلى المسيح وأن نختار أن نغفر كما غفر هو لنا (كولوسي 3: 13).

صلاة: أبي السماوي، ساعدني أن أفهم عمق محبتك ونعمتك لي، وأن أدرك حالتي المزرية قبل أن أنال الغفران والفداء في المسيح، وسأستطيع، بفضل روحك، أن أغفر الكثير في علاقاتي، مثلما غُفر لي الكثير. أصلِّي باسم يسوع. آمين.