منظور يسوع: عرف مَن يكون

منظور يسوع: عَرَف هدفه
ديسمبر 24, 2022
لادوكية وخطر الفتور الروحي
ديسمبر 26, 2022

منظور يسوع: عرف مَن يكون

‘‘كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَٱلرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا’’ (إشعياء 53: 6)

اقرأ إشعياء 53: 4-9
خلقنا الله لكي نعكس صلاحه وبرَّه لعالم يراقبنا، لكن لو لم يدرك يسوع هدفه، لَما استطعنا أن نعيش حياة ذات هدف. فهو كان يعرف تمامًا السبب الذي أرسله الآب لأجله، لكنَّه كان يعي أيضًا أنَّه إله وإنسان في الوقت نفسه، لذا، فهو كان وحده الشخصيَّة المناسبة تمامًا لتكون الذبيحة المثاليَّة التي نحتاج إليها. لقد أخطأنا جميعًا وتمرَّدنا على خالقنا، وليس أي واحد منَّا بلا عيوب أو ندوب، لذا نحتاج إلى حمل الله الذي بلا عيب، إلى مخلِّص رائع وكامل وبلا خطيَّة، ليموت عوضًا عنَّا

جاء يسوع إلى الأرض متَّخذًا طبيعة بشريَّة، ففهم الحياة في عالمنا الساقط وتجارب هذا العالم، مع أنَّه لم يخطئ أبدًا، وبما أنَّه إنسان بكليَّته، استطاع أن يمثِّلنا وأن يأخذ مكاننا عندما انسكب غضب الله على خطيَّة العالم، وبما أنَّه إله بكليَّته، استطاع أن يحمل خطيَّتنا على كتفيه وأن يسدِّد الدين الباهظ المترتِّب علينا. وهكذا، كان يسوع حقًّا الذبيحة الكاملة، والوحيد القادر أن يخلِّصنا

كيف يجب أن نستجيب لهذه الهدية الثمينة، ليس في موسم الميلاد فحسب، بل في كلِّ يوم من أيَّام السنة أيضًا؟ أعطانا يسوع الجواب من خلال مَثَل في إنجيل متى 18: 21-35، حيث يخبر قصَّة عبد مديون لسيِّده بعشر آلاف وزنة، ما يوازي مجموع أجره على مدى مئة وخمسين ألف سنة! لذا، كان يستحيل عليه تسديد هذا الدين. أتعلمون ماذا فعل الملك؟ سامحه وترك له الدَّين. يا صديقي، نشبه أنت وأنا ذلك العبد، فبدون المسيح، نحن نقف أمام الله رازحين تحت ديون الخطيَّة الهائلة التي تثقل كاهلنا ونعجز عن تسديدها، لكن على الصليب، اشترى يسوع غفراننا
لكنَّ المَثَل لا ينتهي هنا، فبعد أن أُعفي العبد من دَين كبير، تجرَّأ أن يخرج ويلقي وَاحِدًا مِنَ رفاقه العبيد في السجن لأنَّه كان مديونًا له بمئة دينار

يا له من أسلوب حزين وقليل التمييز عاش به حياته بعد أن غُفر له الكثير! فكان حريًّا به أن يسامح الآخرين مجَّانًا مثلما غُفر له. كان ينبغي أن يحبّ الآخرين كما أحبَّه سيده

لا تفوِّت الأمثولة المستخلَصة من هذا المثل الذي أعطاه يسوع، وليكن عيد الميلاد تذكيرًا بالثمن الباهظ الذي دفعه يسوع لأجل غفران خطاياك. عِش حياة مليئة بالمحبَّة والصبر والغفران تجاه الآخرين، فهذه إحدى الطرق التي تساعدك على تحقيق هدفك

صلاة: يا رب، ساعدني أن أعكس غفرانك ونعمتك للعالم، وأن أتذكَّر عطيَّة الحرية الرائعة التي نلتُها بالمسيح وأن أتغيَّر بالكامل لكي أصبح سفيرًا جريئًا ومُحِبًّا لإنجيلك أمام الأشخاص المحيطين بي. أصلِّي باسم يسوع. آمين