واجبنا تجاه الجيل المقبل

دَوْرٌ إِلَى دَوْرٍ يُسَبِّحُ أَعْمَالَكَ، وَبِجَبَرُوتِكَ يُخْبِرُونَ (مزمور 145: 4)

يتوجَّب على كلِّ جيل الصلاة من أجل الجيل المقبل وتدريبه والسلوك أمامه كقدوة في الإيمان بيسوع المسيح، فنحن دائمًا على بُعد جيل واحد فقط من الاختفاء الفعلي للمسيحيَّة في ثقافتنا، فالمساومة لفترة ولو وجيزة قادرة على تغيير المجتمع إلى الأبد

إقرأوا قضاة 2: 10-11. إنَّ الجيل الذي دخل أرض الموعد مع يشوع، وخاض المعارك وعاين عمل يد الله القديرة بقي أمينًا مع الرب، لكن قام بعده جيل آخر لم يختبر قوَّة الله الخلاصيَّة، فعمل الشرّ في عينيّ الرب

ما الذي جرى في خلال الفترة الممتدة ما بين جيل يشوع والجيل الذي ‘‘لَمْ يَعْرِفِ ٱلرَّبَّ، وَلَا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي عَمِلَ لِإِسْرَائِيلَ’’ (آية 10)؟ قام جيل نسي مع تقدُّمه في السن واستقراره في الأرض أمانة الله وساوم على الحق عبر الاختلاط مع الثقافات المحيطة به

كانت هذه المساومات بسيطة في البداية، واقتصرت على نقض وصيَّة من هنا، والانحناء أمام وثن من هناك، لكن عندما كبر أطفالهم، كانوا قد اعتادوا على الكنعانيين وأبناء البعل لدرجة أنَّهم لم يكلِّفوا أنفسهم عناء إخبارهم عن الله وعن كيفية إخراجه شعب إسرائيل من أرض مصر. لم يخبروا أطفالهم قصصًا قبل النوم عن توقَّف الشمس في مكانها، ولم يحكوا لهم حكايات في حفلات السمر عن الضربات التي أركعت المصريين، ولم يحدِّثوهم عن المن والسلوى الذي كان ينزل من السماء صباح كلِّ يوم سبت للفطور

وهكذا، فقد هذا الجيل التواصل مع الرب يومًا بعد يوم، ونتيجة ذلك لم يواظب على الصلاة لأبنائه وتدريبهم في البرّ، ولم يسلك أمامهم كقدوة يُحتذى بها في السلوك في طرق الرب، فوقع الأولاد في شرك العدو

هذه القصَّة هي بمثابة تحذير لأجيال المستقبل كافَّة، فالجيل الصاعد هو حقل خدمتنا ولا يجوز أن نخسره نتيجة انجرافه وراء ثقافتنا

لكني أحمل إليكم خبرًا سارًّا أيضًا. مثلما خلَّص الله شعبه عندما صرخوا إليه في سفر القضاة، هو سيخلِّص اليوم كلَّ مَن يرجع عن خطيَّته بقلب تائب

يوجد رجاء لكلِّ مَن ساوم بيننا. يوجد رجاء لكلِّ من فشل في قيادة أطفاله في طرق الرب، ويوجد رجاء لجيل يعبر بين بقايا ثقافة أدارت ظهرها لله

يجب ألَّا نخذلهم. فلنمرِّر لهم شعلة النصر

صلاة: يا رب، أحمدك لأنَّك صنعت العظائم في عائلتي. علِّمني أن أقود أطفالي في الطريق المستقيم لكي أنقل إرثًا من الإيمان للجيل المقبل. أصلِّي باسم يسوع. آمين