يسوع يشفي العمى الروحي

“أجابَ يَسوعُ: لا هذا أخطأ ولا أبَواهُ، لكن لتَظهَرَ أعمالُ اللهِ فيهِ”. يوحنا 9: 3

اقرأ يوحنا 9: 1-41

كان شعب الله يفهم أن الله وحده يستطيع شفاء العمى (انظر الخروج 4: 11؛ مزمور 146: 8). لهذا السبب، شفا يسوع عُمي كثيرين وهذا ما سجلته الأناجيل كدليل على أنه المسيا.

في يوحنا 9، نرى يسوع وتلاميذه يسيرون في الهيكل عندما مروا برجل أعمى منذ ولادته. من نواحٍ عديدة، أرادنا يوحنا  أن نفهم أن هذا الرجل يمثل البشرية كلها. نحن جميعًا وُلدنا عميانًا روحيًا لا نستطيع أن نبصر حتى نلتقي بيسوع نور العالم.

عندما رأى التلاميذ هذا الرجل الأعمى، افترضوا أن معاناته كانت نتيجة لخطية شخصية، إما أنه ارتكبها أو والديه. كان هذا اعتقادًا شائعًا في العالم القديم. وللأسف، هو أمر شائع أيضًا في أيامنا هذه. فطرحوا هذا السؤال على يسوع.

لم يُنكر يسوع أن هناك علاقة بين الخطية والمعاناة. ومع ذلك، أوضح أن سبب عماه منذ ولادته ليست خطيته الشخصية ولا خطية والديه. والحقيقة هي أنه عندما سقط آدم وحواء في الجنة، ودخلت الخطية إلى عالمنا، دخلت المعاناة أيضًا. الظلم، المرض، الكسر، الإساءة، الاضطهاد—كل هذه المآسي وغيرها دخلت إلى عالمنا نتيجة للسقوط. لقد خلق الله هذا العالم ليعمل بشكل مثالي، بدون بؤس أو كوارث طبيعية أو موت، لكن الخطية تركته مكسورًا ومضطرباً.

لماذا وُلد الرجل أعمى؟ أجاب يسوع، … لتَظهَرَ أعمالُ اللهِ فيهِ (يوحنا 9: 3). ثم ذكّر تلاميذه بمهمته كحامل نور الله. كان ظلام الرجل يحتاج إلى نور الله، فشفاه يسوع بطريقة غير مألوفة. استخدم الطين –وهو رمز غني في معناه (انظر التكوين 2: 7؛ إرميا 18: 1-6؛ 2 كورنثوس 4: 7). استخدم يسوع الطين لأنه قابل للتشكيل وهش ويدل على ضعف الإنسان. عندما وضع يسوع الطين على عيني الأعمى، سلط الضوء على ما نحن فيه من عمى في طبيعتنا البشرية أي الخطية وقدرته على فتح الأعين ليس فقط  الجسدية بل للتحرير والفداء الأبدي من الخطية.

ما زال يسوع يدعونا لكي ندع نوره يكشف عمانا الروحي وعدم قدرتنا على التمييز، وقصر نظرنا فيما يتعلق بالأبدية، ومشاعر القلق والخوف والمرارة وعدم المغفرة وعدم تكريسنا بالكامل له. فقط عندما نتعلم أن نرى حياتنا الأرضية في نور الأبدية، سنستطيع أن نعيش بفرح ونسير في الطريق الصحيح أمام إلهنا.

صلاة: يا أبانا، أشكرك لأنك تفتح عينيّ على نور مجدك وحقك. اغفر لي سقطاتي وتعثري في الظلام. ساعدني حتى أتعرف على نقاط العمى لدي وقويني حتى أنمو في القداسة. أصلي باسم يسوع. آمين.