house-of-worship

إجابة لبعض التساؤلات

أسئلة عامة حول الإيمان المسيحي

ما أصعب هذا السؤال! فالإجابة عليه تتطلب أن نقف مواجهة مع حقيقة صعبة، فالكتاب المقدس يعلن أن كل إنسان على وجه الأرض:

مخلوق على صورة الله ومثاله

“فخَلَقَ اللهُ الإنسانَ علَى صورَتِهِ. علَى صورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وأُنثَى خَلَقَهُمْ .” -تكوين 1: 27

هذا يعني أن لكل منا قيمة خاصة ومتفردة وأن الله وضع داخل كل منا روحاً وأن هذه الروح ستحيا للأبد حتى بعد فناء الجسد.

مولود بالخطية

“إذ الجميعُ أخطأوا وأعوَزَهُمْ مَجدُ اللهِ.” -رومية 3: 23

لقد وُلدنا جميعاً نريد إرضاء ذواتنا وإشباع رغباتها ورفضنا سلطة الله خالقنا وبسبب آثامنا وذنوبنا صارت العلاقة مع الله مستحيلة.

لكن الله أعد خطة منذ الأزل لكي يفتدي الجنس البشري لأنه لا يريد أن يهلك الإنسان بل أن يرده إليه بعد أن كان منفياً عنه. لهذا افتدانا لأنه أحبنا إلى المنتهي؛ فدفع أجرة الخطية وكفّر عنا بيسوع المسيح –الله الظاهر في الجسد. يسوع هذا عاش حياة نقية بلا خطية وصُلب آخذاً عنا عقاب خطايانا وآثامنا.

في قلب كل منا هنا شوق لا يستطيع سوى الله أن يملئه؛ شوق لا يستطيع النجاح أو الغنى أو المتعة أو العلاقات أن تشبعه. فكل هذه الأشياء تمنحنا متعة وقتية وشبع لحظي.

يقول الكتاب المقدس أن الله جعل الأبدية في قلب الإنسان (انظر جامعة 3: 11) وأنه خلقنا لمجده (انظر إشعياء 43: 7). هذا يعني أن الشبع الحقيقي هو نتيجة لمعرفة الله بصورة شخصية وهذا ما تلخصه هذه الآية ” تَلَذَّذْ بالرَّبِّ فيُعطيَكَ سؤلَ قَلبِكَ.” (مزمور 37: 4).

لن تشبعنا أمور العالم، وهذا ما يؤكده قول يسوع في متى 10: 39 “مَنْ أضاعَ حَياتَهُ مِنْ أجلي يَجِدُها”. عندما تكرس حياتك لعبادة الله وتمجيده سيمتليء قلبك بالشبع الحقيقي والفرح بغض النظر عن وضعك المهني أو دخلك أو علاقاتك بمن حولك أو ظروفك. إنها نوعية مختلفة من الحياة؛ حياة تتسم بالعلاقة الشخصية مع الله من خلال الصلاة وقراءة كلمته والشركة مع مؤمنين آخرين والتسليم الكامل لمشيئته. إنها الحياة التي قصد الله أن نحياها. والحقيقة هي أن هذه الحياة ستستمر للأبد لكل من آمن بالمسيح؛ إنها حياة تبدأ هنا وتستمر بعد الموت لأن كل من يؤمن به سيكون معه في السماء إلى الأبد.

هل الله موجود؟ بالرغم من أن الثقافة المنتشرة في العالم اليوم تنادي بعدم وجود الله، إلا أن المنطق يؤكد أنه موجود.

وعندما يصل الشخص للاستنتاج بأن الله موجود يكون بذلك قد مارس إيمانه والعكس صحيح. فالشخص الذي لا يؤمن بوجود الله يكون أيضاً قد مارس إيمانه لأن الإدعاء بأن الله غير موجود يوحي بأن الشخص قد سبق وبحث عنه والمشكلة هنا هو اتساع الكون الذي لا يسمح لنا بأن نبحث عنه في كل مكان. لذلك فعبارة أن الله غير موجود تطلب إيماناً بأن هذه العبارة صحيحة.

في المقابل، يعلن الكتاب المقدس أن الله موجود وأنه يجبنا لدرجة أنه جاء لكي يفتقدتنا بالرغم من رفضنا له (يوحنا 3: 16). إن استنتاجنا بأن الكتاب المقدس هو كتاب يمكن الوثوق فيه له عدة أساب منها مئات النبوات التي تحققت بتفصيالها والأحداث التاريخية والوثائق التي تؤكد أحداث الكتاب المقدس وتتفق مع رسالته.

نستطيع أن نؤمن بملئ الثقة أن الله موجود وأنه يعلن لنا ذاته مرة بعد مرة حتى نعرفه وتكون لنا معه علاقة شخصية وقد أعلن لنا عن ذاته بوضوح في ابنه يسوع المسيح الذي من خلاله نستطيع أن نعرف الله.

معظم الأديان تنادي بمبدأ الأعمال: بأن علينا أن نفعل شيئاً أو نعطي شيئاً أو نقول شيئأ أو أن نكون أناس صالحين حتى نتمكن من التواصل مع الله. لكن الحقيقة هي أن الله هو من قام بالمبادرة في هذه العلاقة بأن قدم كل ما نحتاج لكي نأتي إليه لنحصل على السلام ولتكون لنا معه علاقة شخصية. لقد فعل ذلك منذ ألفي عام عندما أختار أن يترك السماء ويتنازل ليعيش على أرضنا. وعندما جاء لم نعرفه لأنه جاء طفلاً ووُلد في مزود لعائلة فقيرة وسُمي يسوع ودُعي ناصرياً.

يمكنك قراءة سجل حياة يسوع في إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا في العهد الجديد. جاء يسوع إلى أرضنا لكي يكفر عن خطايانا وآثامنا آخذاً مكاننا لكي يمنحنا حياة أبدية بقبولنا لهذه العطية المجانية.

الأعمال الصالحة مهما كثرت لا تستطيع أن تمحو الخطية التي فصلت بيننا وبين الله ولكن يسوع استطاع أن يوصل هذه الفجوة بموته على الصليب، فكل من يقبل خلاصه ينال الحياة الأبدية وتصير له شركة مع إله هذا الكون في أي وقت.

يخبرنا الكتاب المقدس عن خطة الله لخلاص البشرية من الخطية وتتمحور حول الشخصية التاريخية ليسوع الناصري الذي كان مائة بالمئة إنسان ولكنه كان أيضاً مائة بالمئة الله. إليك بعض الخصائص التي أكدت أنه مخلص العالم الموعود به منذ الأزل:

أولاً وُلد يسوع من عذراء: وميلاده العذراوي يعني أنه وُلد بلا خطية لأنه لم يكن من زرع بشر لذلك لم يرث الطبيعة الخاطئة من آدم. ولأن يسوع عاش بلا خطية، استطاع أن يدفع ثمن خطايانا وذنوبنا التي ارتكبناها تجاه الله بدمه الثمين.

ثانياً صُلب يسوع: أخذ يسوع القصاص الذي استحقه كل منا بموته على الصليب. كان موت يسوع هو الشيء الوحيد الذي حجب غضب الله عنا بالكامل وللأبد، فبالرغم من أنه لم يكن مستحقاً إلا لمحبة الله الآب، إلا أنه مات عوضاً عنا لكي يمنحنا نحن المذنبين الحقيقيين الحرية.

ثالثاً قام يسوع بالجسد من الموت: لم يكن صلب يسوع نهاية قصة حياته ولكنه قام في اليوم الثالث من الموت كما قال وظهر لآلاف من شهود العيان بعد قيامته الذين شهدوا بقيامته بالجسد من الأموات.

ننال الخلاص بالإيمان بيسوع المسيح وحده، فالأمر يقوم على عمل المسيح على الصليب وليس على أعمالنا. أما الأعمال فهي نتيجة وبرهان على الخلاص الذي نلناه في حياتنا.

أولاً: إن آمنت بأن يسوع مات لأجل خطاياك وقام من الموت، وإن اعترفت به رباً وسيداً على حياتك، خلُصت (رومية 10: 9-11). هذا ما تقوله كلمة الله وكلمة الله صادقة ولا تكذب. مكتوب أيضاً أن ذبيحة المسيح تكفي لغسل خطايانا (عبرانيين 10: 19-25). فإن آمنت بذلك، فقد نلت الخلاص.

ثانياً: يعدنا الكتاب المقدس بأن الروح القدس سيؤكد لنا أننا أولاد الله (رومية 8: 16) وفي غلاطية 5 يشرح لنا بولس ثمر الروح القدس والخصائص التي ينميها الروح القدس في قلوبنا عندما نقبل المسيح مخلص لحياتنا ونسلك في طرقه. هذه الصفات التي هي: محبة، فرح، سلام، طول أناة، صلاح، إيمان، تعفف، وداعة، لطف هي ثمر وبرهان على عمل الروح القدس في حياة المؤمن.

ثالثاً: يمنح الله أولاده سلاماً يفوق كل عقل. هذا السلام هو نتيجة لعلمنا بأننا ننتمي لله وبأنه إله أمين قادر أن يحفظ إيماننا إلى ذلك اليوم الذي سيأتي في ثانية أو يدعونا لبيتنا الأبدي

“لا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يُقبِلَ إلَيَّ إنْ لَمْ يَجتَذِبهُ الآبُ الّذي أرسَلَني، وأنا أُقيمُهُ في اليومِ الأخيرِ.” -يوحنا 6: 44

“وأنتُمْ إذ كنتُم أمواتًا بالذُّنوبِ والخطايا، الّتي سلكتُمْ فيها قَبلًا حَسَبَ دَهرِ هذا العالَمِ، حَسَبَ رَئيسِ سُلطانِ الهَواءِ، الرّوحِ الّذي يَعمَلُ الآنَ في أبناءِ المَعصيَةِ، الّذينَ نَحنُ أيضًا جميعًا تصَرَّفنا قَبلًا بَينَهُمْ في شَهَواتِ جَسَدِنا، عامِلينَ مَشيئاتِ الجَسَدِ والأفكارِ، وكُنّا بالطَّبيعَةِ أبناءَ الغَضَبِ كالباقينَ أيضًا، اللهُ الّذي هو غَنيٌّ في الرَّحمَةِ، مِنْ أجلِ مَحَبَّتِهِ الكَثيرَةِ الّتي أحَبَّنا بها، ونَحنُ أمواتٌ بالخطايا أحيانا مع المَسيحِ -بِالنِّعمَةِ أنتُمْ مُخَلَّصونَ وأقامَنا معهُ، وأجلَسَنا معهُ في السماويّاتِ في المَسيحِ يَسوعَ، ليُظهِرَ في الدُّهورِ الآتيَةِ غِنَى نِعمَتِهِ الفائقَ، باللُّطفِ علَينا في المَسيحِ يَسوع. لأنَّكُمْ بالنِّعمَةِ مُخَلَّصونَ، بالإيمانِ، وذلكَ ليس مِنكُمْ. هو عَطيَّةُ اللهِ. ليس مِنْ أعمالٍ كيلا يَفتَخِرَ أحَدٌ. لأنَّنا نَحنُ عَمَلُهُ، مَخلوقينَ في المَسيحِ يَسوعَ لأعمالٍ صالِحَةٍ، قد سبَقَ اللهُ فأعَدَّها لكَيْ نَسلُكَ فيها.” -أفسس 2: 1-10

رسالة تشجيع من الدكتور مايكل يوسف

هل لديك المزيد من الأسئلة؟

رجاء مشاركتنا بالأسئلة التي تراودك من خلال ملء الاستمارة التالية.

إن كنت تفضل أن تتحدث مع شخص عبر الهاتف، يمكنك الإتصال بنا على الواتس آب أو فايبر على الرقم التالي: 851-4921 (404) +1

لدي أسئلة