خطيَّة استغلال لطف الله

العيش في انتظار عودة المسيح
أغسطس 22, 2021
تجربة حُبّ السلطة
أغسطس 27, 2021
العيش في انتظار عودة المسيح
أغسطس 22, 2021
تجربة حُبّ السلطة
أغسطس 27, 2021
Show all

خطيَّة استغلال لطف الله

‘‘قالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لَا تُجَرِّبِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ»’’ (متَّى 4: 7)

عندما واجه يسوع الشيطان في البرية، كانت خطَّة الله الآب الخلاصيَّة وسلطان المسيح عرضة لهجوم. وبعد التجربة الأولى، أقام الشيطان يسوع على جناح الهيكل الذي يبلغ ارتفاعه نحو 140 متر (ما يعادل ارتفاع مبنى من 40 طبقة تقريبًا)، وهو الموقع الذي كان اليهود يرمون منه المسحاء والأنبياء الكذبة، والمهرطقين، وطلب منه أن يطرح نفسه إلى أسفل، مستشهدًا بوعد الله بحمايته، كما جاء في المزمور.

لماذا طلب الشيطان من يسوع القفز عن ارتفاع 140 مترًا؟ أراد أن يحثّه على ليّ ذراع الله الآب واستغلال لطفه لكي يقوم بعمل يتعارض مع مشيئته. وفي إنجيل متى 4: 5-7، أراد الشيطان القول: ‘‘إذا كنت تتَّكل حقًّا على الله الآب، وكنت تثق به فعلًا، فاقفز عن ارتفاع 140 مترًا، وبرهِن أنَّ الله صادق في وعوده. لقد استشهد الشيطان بآيات من الكتاب المقدس!

لا يعرف الشيطان الكتاب المقدَّس فحسب، لكنَّه يستخدمه أيضًا، وإنَّما بطريقة ملتوية. فهو يحرِّف معناه ويفسِّر الآيات خارج سياقها لكي يضلِّلنا. لذا، يجب أن نكون مستعدِّين.

استخدم الشيطان جزءًا من العدد 11 من المزمور 91 محاولًا أن يدفع يسوع إلى استبدال ما هو فائق للطبيعة بما هو حسِّي، وإرضاء الآب بإرضاء الناس، وربح استحسان السماء بربح استحسان البشر. وحاول أن يحثَّ يسوع على القفز عن ارتفاع 140 مترًا والنجاة بأعجوبة لكي يكتسب شعبيَّة كبيرة. لكن هذه الآية التي تعد بحماية الرب مسبوقة بشرط في العدد 9، ومفاده ‘‘لِأَنَّكَ قُلْتَ: «أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي، جَعَلْتَ ٱلْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ…’’ إذًا، يَعِدُ الله بتسديد احتياجات الأشخاص الخاضعين لمشيئته. لكن الشيطان حرَّف كلمة الله ليضلِّلنا.

كيف انتصر يسوع على هذه التجربة؟ من خلال الاستشهاد بكلمة الله المكتوبة. فهو تشبَّث مرَّةً أخرى بكلمة الله، بمعناها الدقيق وضمن سياقها الصحيح، ولم يستسلم لإغراء اكتساب شعبيَّة الناس بأي ثمن، ولم يجرِّب الله من خلال إقحام نفسه في موقف خارج عن مشيئته. فالشيطان يغوينا لكن يسوع يرينا دائمًا طريق الغلبة، من خلال طلب مشيئة الله وطاعتها.

يجب علينا أن نحذو حذو يسوع، وأن نهرب من التجربة بدلًا من التلكؤ والقول: ‘‘أرجو ألَّا تؤذيني’’. فعندما تهرب من التجربة وتلجأ إلى الله تتمكَّن من الانتصار.

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأجل كلمتك ووعودك الرائعة فيها. ساعدني أنا أخبئ كلمتك في قلبي لئلَّا أخطئ عندما يستخدم الشيطان أساليبه الملتوية لإقناعي بنصف الحقيقة. أصلِّي باسم يسوع. آمين.