سلام في تسبيح الله
ديسمبر 12, 2023تناقض ظاهريّ
ديسمبر 14, 2023وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ. -فيلبِّي 4: 7
اقرأ فيلبي 4: 4-8
منذ أكثر من ألفي عام، ظهر ملاك الرب لرعاة ساهرين على قطعانهم في حقل خارج مدينة بيت لحم، وأعلن قائلًا: ‘‘ٱلْمَجْدُ لِلهِ فِي ٱلْأَعَالِي، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّة’’ (لوقا 2: 14). لكن، ومع حلول عيد الميلاد كلَّ سنة، يبدو السلام بعيد المنال أكثر مما كان عليه في العام السابق بالنسبة إلى الأشخاص الذين لم يتقابلوا مع رئيس السلام الحقيقي ولم يقبلوه في حياتهم (إشعياء 9: 6-7)
لكنْ يوجد سلام من نوع آخر يعلِّق عليه كثيرون آمالهم، غير أنَّه سلام مزيف ومخادع. إنه نسخة مقلَّدة عن السلام الحقيقي، بل هو فترة راحة مؤقتة نتيجة محاولتنا إشباع رغباتنا الحقيقية من خلال الممتلكات المادية أو الإدمان، لكنَّ هذا السلام المزيَّف لا يؤدي إلا إلى الدمار وإلى مزيد من الاستعباد لنمط سلوكي عاجز عن إشباع رغباتنا العميقة، وبالتالي فإنَّ أي شعور بالارتياح في ظلِّ هذا النوع من السلام هو حتماً مؤقت
يوجد أيضًا سلام زائف آخر يعطيه هذا العالم، وهو منبثق من العنف والاستعباد. هذا ‘‘السلام’’ هو الصمت الناتج عن قمع الأعداء أو استعبادهم أو هزيمتهم بأي شكل من الأشكال. إنه ذلك ‘‘السلام’’ المتأتي عن التغلب على الأعداء كافَّة. يسود هذا السلام الزائف أيضًا عندما يقف الناس مكتوفي الأيدي، ولا يحرِّكون ساكنًا أمام الشر. فعندما يسعون ببساطة إلى استرضاء الأشرار ويسمحون لهم بالاستمرار بإيذاء الآخرين باسم ‘‘السلام’’، لا يكون سلامهم هذا حقيقيًا، بل إنَّ هذين النوعين من السلام الزائف هما، في الحقيقة، وجهان لعملة واحدة، وهي سلام الظلمة. والمشكلة هي أن الطغاة لا يرضون أبدًا والمتنمرين لا يحترمون الضعف
السلام الوحيد الذي يدوم ويمتدُّ إلى جوانب الحياة كافَّة هو السلام الآتي من فوق. إنَّه سلام الله، السلام الذي جلبه يسوع إلى الأرض في أول عيد ميلاد قبل سنوات طويلة. بدايةً، يجب أن يتمتَّع المرء بسلام مع الله، فعندما يتصالح الإنسان مع الله، يستطيع أن ينعم بسلام البال والقلب معًا. ومَن له سلام الضمير، يستطيع أن يكون في سلام مع الآخرين أيضًا
عندما تقبل يسوع في حياتك، تنال سلامه الإلهي، والقدرة على تطبيق هذا السلام في حياتك من خلال روحه العامل فيك. فكِّر في قوَّة هذا النوع من السلام: عندما هبَّت ريح عظيمة وأخذت الأمواج تضرب السفينة، ذُعِر التلاميذ فيما بقي يسوع نائمًا في مؤخر السفينة (مرقس 4: 35-41). هذا هو السلام الذي يفوق كلَّ عقل (فيلبي 4: 7). لا يستطيع العالم أن يفهم هذا السلام لأنَّه آتٍ من فوق، من سيادة أبينا السماوي ومحبَّته
صلاة: يا يسوع، أشكرك لأنَّك جئت إلى الأرض لتمنحنا سلامك. أصلِّي أن أرى ثمر هذا السلام في حياتي بينما أستريح في برِّك الذي منحتَني إياه. أصلِّي باسم يسوع. آمين