إيمان لتسليم الكلّ ليسوع
مايو 23, 2025إيمان لمحبّة جميع الناس
مايو 25, 2025“تَرَكَتِ ٱلْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: هَلُمُّوا ٱنْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟” (يوحنا 4: 28-29).
اقرأ يوحنا 4: 1-42
يقول البعض في الكنيسة إنَّه لا يجوز أن نتكلَّمَ عن خطايا محدَّدة لئلَّا نسيء إلى الناس. أنا لا أقول إنَّه يجوز لنا أن نسيء إلى الناس، لكنَّ الكتاب المقدس واضح تمامًا: لكي ننال الغفران والخلاص، يجب أن نتوب. لذا، يجب ألَّا نستحي أن نقول الحق. إذا اختلقنا أعذارًا للخطايا، وتهربنا من قضايا عصرنا الصعبة والشائكة، فنحن لا نُفيد أحدًا بشيء، بل إنَّنا نحجب طريق المسيح عن التائهين في الظلمة الروحيَّة.
كان يسوع عالمًا بذلك. ففي أحد الأيام، التقى امرأة عند بئر خارج قرية سامرية. وكان يُفترضُ به، كأيّ حاخام يهودي، أن يغادر فور وصولها، لأنَّ الرجال اليهود لا يتحدَّثون مع نساء غريبات أمام الناس، وبالتأكيد ليس مع نساء سامريَّات، لتجنُّب الفضيحة! لكنَّ يسوع أحبَّ المرأة السامرية محبَّة عظيمة فلم يبتعد عنها.
ثمَّ دار حديث بينهما، وأثار يسوع موضوعًا كان يعلم أنها لن ترغب في التحدُّث عنه. أراد يسوع أن يقودها إلى التوبة، وإنَّما ليس عبر توبيخها أو إهانتها، فهو كان يعلم أنها عانت الأمَرَّين بسبب شعورها بالعار، وأراد أن يساعدها، فكشف عن حاجتها الروحية العميقة.
وهكذا تحوَّلت المرأة من منبوذة في قريتها إلى منادية بملك الملوك، بعد كشف حقيقة خطيَّتها. فعادت مسرعةً إلى القرية ونادت قائلة، ‘‘هَلُمُّوا ٱنْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ؟» (يوحنا 4: 29).
يا صديقي، ربَّما أنتَ مُحاط بأشخاص فقدت الأمل منهم، فتخلَّيتَ عنهم، ولم تعُد تعيرُهم أيَّ اهتمام، ربَّما لأنَّك تعتقد أنَّه يستحيل لهم أن ينالوا الخلاص، لكنَّ كثيرين بينهم يعطشون إلى ماء المسيح الحي، وتتوق قلوبهم إلى عبادة الملك الحقيقي، وإلى الشفاء الداخلي والخلاص والغفران التي لا يمنحها أحد سوى الرب.
لا تبتعد عن البئر، بل امكث هناك وتحدَّث مع يسوع، ولا تخف عندما تُثار مواضيع شائكة. كُنْ لطيفًا ومحترَمًا ومُحِبًا. لكن لا تخجل من حقيقة خطيَّتك ومن حاجتك إلى مخلِّص.
صلاة: أبي السماوي، سامحني على تجنّبي فرص مشاركة حقِّك بمحبة، وإرشاد الناس إلى الخلاص، حتى لو كانت تفصلهم خطوة واحدة عنك. شدِّدني بروحك لأشارك رجاء الإنجيل بفرح. أصلّي باسم يسوع. آمين.