إيمان لتسليم الكلّ ليسوع

“هُنَا غُلَامٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلَكِنْ مَا هَذَا لِمِثْلِ هَؤُلَاءِ؟” (يوحنا 6: 9).

نحن أتباع ليسوع، لذا لا يجدر بنا أن نخشى التحديات الكبيرة. فمهما كان الهدف أو المشكلة أو الاحتياج، إلهنا قادر أن يُعطينا أكثر جدًّا ممَّا نطلب أو نفتكر. وبالطبع، هذا لا يعني أن نُهمل مواردنا، فالله يدعونا إلى أن نكون وكلاء صالحين على كل ما أوكله إلينا، ولكن أيًّا يكُن الأمر الذي دعانا الله إليه، علينا أن نثق بأنَّه سيُلبّي احتياجاتنا لأنَّه لا يعسر عليه أمر.

فلنأخذ ما جرى في الأصحاح السادس من إنجيل يوحنا على سبيل المثال. تبعت جموع غفيرة يسوع إلى سفح جبل قبالة شاطئ بحر الجليل. ولمَّا حان وقت تناول الطعام، سأل يسوع فيلبُّس، ‘‘مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هَؤُلَاءِ؟’’ (الآية 5).  كان يسوع يعلم ما ينوي فعله، لكنَّه سأل تلاميذه ليرى ردَّ فعلِهم. في العالم الطبيعي، بدت المشكلة مستحيلة.

وكان بين الجموع غلام يهودي عَلِمَ بالمشكلة، فأعطى يسوع كلّ ما لديه، وهو عبارة عن خمسة أرغفة صغيرة وسمكتين، وتكفَّل يسوع بالباقي. عندما ائتمن هذا الغلام يسوع على كلّ ما يملك واثقًا بأنَّه قادر أن يفعل أكثر جدًّا ممَّا يطلب أو يفتكر، صار المستحيل واقعًا.

هو آمَنَ بأنَّ يسوع قادر أن يأخذ قربانه الضئيل ويضاعفه لخير الجموع.

يبقى الكثير من المؤمنين في منطقة راحتهم ولا يغامرون لأنَّهم يعتقدون أنَّ عليهم أن يكونوا مُنتِجين؛ يعتقدون أنَّه عليهم أن يُنتجوا بأنفسهم كلّ ما هو مطلوب. لكنَّ الله يريد منك أن تكون موزعًا، لا مُنتجًا. فالله هو المُنتج الذي سيُوفِّر لك كلَّ ما تحتاج إليه لتتميم  دعوته لحياتك.

يريد الله أن يستخدمك، وهو يريد من كلِّ واحد منا أن يقوم بخطوة إيمان اليوم وأن يقدِّم له كل ما وهبه إياه. الروح القدس يسأل كلَّ واحد منا، “ماذا لديك؟ ماذا وضعتُ بين يديك؟”

صلاة: يا يسوع، ساعدني لأرى الوزنات التي وهبتني إياها، والتي تريد أن أضعها بين يديك ليتبارك بها كثيرون. امنحني إيمانًا لأرى الإمكانيات الموضوعة أمامي، واثقًا بقدرتك على استخدام طاعتي وتضحياتي المتواضعة لأجل الخير. أصلِّي باسم يسوع. آمين.