اِفعل مشيئة الله
أغسطس 12, 2023
المرأة والدرهم المفقود
أغسطس 14, 2023
اِفعل مشيئة الله
أغسطس 12, 2023
المرأة والدرهم المفقود
أغسطس 14, 2023
Show all

الراعي والخروف الضال

‘‘أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ يَبْحَثُ عَنِ الْخَرُوفِ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ؟’’ (لوقا 15: 4)

اقرأ لوقا 15: 1-7

كان العشارون في القرن الأول في إسرائيل يحتلُّون الدرجة السفلى في المجتمع، وكانوا مكروهين من الجميع بسبب تعاونهم مع الرومان لفرض ضرائب مرتفعة على الشعب، فجبوا أموالًا أكثر ممَّا ينبغي نتيجة سلب أقاربهم، فاعتُبِروا خونة للأمة، وباتوا منبوذين من المجتمع

كانت هذه حال ‘‘الخطاة’’ أيضًا، وهم قوم ذوي أخلاق متدنية، مثل الزناة والمجرمين وغيرهم، فاعتبرهم الفريسيون وصمة عار على الأمَّة لأنَّ ممارساتهم تتعارض بوضوح مع شريعة الله، كما وأنَّهم كانوا يعتقدون أنَّهم السبب وراء تأخُّر الله في إنقاذ شعبه المختار من الاحتلال الروماني، وعلى غرار العشارين، تمَّ طرد هؤلاء من المجتمع الراقي بشتى أنواع الطرق الممكنة

كان العشارون والخطاة على حد سواء ضالِّين وهالكين، لكنَّ يسوع ‘‘جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ’’ (لوقا 19: 10). لذا، هو أمضى وقتًا معهم وأحبَّهم وجذبهم إليه ودعاهم إلى ترك خطيَّتهم وإلى السلوك وراءه. ربَّما كنَّا نعتقد أنَّ الله جاء إلى الأرض ليبحث عن الصالحين والمستقيمين، لكنَّ ابن الله القدوس جاء ليبحث عمَّن يفتقرون إلى البر، عمَّن يعلمون أنَّه ليس باستطاعتهم فعل شيء ليخلِّصوا أنفسهم

بينما كان الفريسيون والكتبة يتذمرون على يسوع بسبب معاشرته الخطاة، ضرب لهم مثلًا قائلًا إن راعيًا لديه مئة خروف، إذا أضاع واحدًا منها، فهو يترك التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبُ يَبْحَثُ عَنِ الْخَرُوفِ الضَّائِعِ حَتَّى يَجِدَهُ. لا يعني هذا أنَّ الراعي قد يتخلَّى عن الخراف الأخرى، لكنَّه ربَّما استعان بعدد من الرعاة للاهتمام بقطيع بهذا الحجم، وقد ذهب صاحب الخروف الضال للبحث عنه حتى وجده. يسوع هو ذلك الراعي الصالح الذي يبحث عن الخروف الضال

نرى في المثل الذي أعطاه يسوع أنَّ الراعي فرح عندما وجد خروفه الضال. إخوتي وأخواتي، يفرح الله لدى  العثور على الضالِّين والهالكين، وهو يسرُّ بالتوبة والشفاء. لذا، يجب علينا أن نحذو حذوه، فإذا كنَّا أصدقاء يسوع، سنجد الفرح في الأمور التي تُفرح قلبه

صلاة: يا يسوع، أشكرك لأنَّك راعيَّ، ولأنَّك جئت لتبحث عني وتخلّصني. أنا أفرح بعنايتك ومحبَّتك. أصلي باسم يسوع. آمين