سبِّح الرب في المعاركة الروحيَّة
فبراير 19, 2024
الله هو مرشدنا
فبراير 21, 2024

الله قدوس

قُدُّوسٌ مِثْلَ ٱلرَّبِّ، لِأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا (1 صموئيل 2: 2)

اقرأ 1 صموئيل 2: 1-10

لا تعني القداسة كمال صلاح الإنسان، فعندما يقول الله إنه قدوس، فهو يقصد بذلك أنه مختلف. إن اختلاف الله عن البشريَّة في القداسة هو من أسمى صفاته؛ وهو ما يميِّزه عن سائر الآلهة، وقد جاء في سفر إشعياء 40: 25، ‘‘فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيَهُ؟» يَقُولُ ٱلْقُدُّوسُ’’. حقًّا، ليس مثل إلهنا، فهو وحده الله، ولهذا السبب القداسة صالحة

لا يريد أهل هذا العالم إلهًا قدوسًا، بل يريدون إلهًا يشبههم، إلهًا يستحسن أسلوب حياتهم، ويتغاضى عن خطاياهم، إلهًا يمكنهم التلاعب به على هواهم، فالإله القدوس يزعج ضمائرهم لأنه يدين الخطية ويدعو إلى التوبة، ولأن طريقه هو الطريق الوحيد المؤدي إلى القداسة، وطريق القداسة مختلف تمامًا، لكنَّ اللهَ صالح تمامًا؛ ليتنا نتواضع ونقبله. يرحِّب إلهنا بكلّ خاطئ يتوب، فهو أرسل ابنه يسوع ليموت على الصليب للتكفير عن خطايانا مرَّةً وإلى الأبد. لقد صار يسوع خطيَّة من أجلنا لكي نصير برَّ الله فيه ( 2  كورنثوس 5: 21)

لن يتغاضى الرب عن خطايانا، فهو يدعو كلَّ مَن يرغب في أن يكون تلميذًا له إلى أن يحمل صليبه ويتبعه، وإلى قبول الحق، والسلوك في طريق البرّ الضيق. لن يتخلَّى الله عن قداسته، لكنَّه يدعونا إلى ترك خطايانا، لنكون قديسين كما هو قدوس، وإلى الاغتسال بدم ابنه والسلوك بروحه. يريد الله أن نعيش حياة جديدة

عندما يعاين أحد قداسة الله، يصعب عليه قبول الخطية، سواء في حياته أو في حياة الآخرين، ويصعب عليه التساهل مع الخطية، والشعور بالبر الذاتي، فيفقد الأمل بسبب شعوره بعدم الاستحقاق، لكنَّ مشيئة الله المقدَّسة والسياديَّة في حياتك هي أن تكون مفرزًا ومقدَّسًا (١ تسالونيكي ٤: ٣). عندما تتقابل مع إله قدوس مختلف تمامًا، تتغيَّر لتصير على صورة المسيح، ويجعلك إنسانًا مختلفًا

يدفعنا هذا العالم إلى الازدراء بالقداسة، لكنَّها في الحقيقة أفضل سمة على الإطلاق، فمن خلال السلوك في القداسة، نصبح أكثر شبهاً بأبينا السماوي، ونعكس بحياتنا اختلافه العجيب الذي يتجلَّى في أمانته، ورأفته، وعدله، ورحمته، ونعمته، وغير ذلك، في العالم المحيط بنا

صلاة: يا رب، أريد أن أكون قديسًا كما أنت قدوس. أعطِني حكمة لأطبِّق كلمتك في حياتي. أريد السلوك في طرقك والنمو لأصير على شبه المسيح، والتشبُّث بنعمتك واثقًا بأنَّك تعمل في قلبي. أصلِّي باسم يسوع. آمين