قلب مُكرس
يناير 11, 2023
تمجيد الله بالعطاء
يناير 13, 2023

المُعطي المسرور

أنَّهُ في اختِبارِ ضيقَةٍ شَديدَةٍ فاضَ وُفورُ فرَحِهِمْ وفَقرِهِمِ العَميقِ لغِنَى سخائهِمْ. -2كورنثوس 8: 2

كم يُسَر الله بسخائنا في العطاء النابع من قلوب تفيض بمحبتنا له وتمتليء كلمة الله بأمثلة لأشخاص أعطوا بسخاء وكان عطاؤهم مكلفاً مثل شعب كنيسة مكدونية

اقرأ 2 كورنثوس 8: 1-9

كان مؤمنوا كنيسة كورنثوس مُباركين بمواهب روحية كثيرة ولكن عطائهم كان شحيحاً، لذلك أرسل بولس إليهم يحثهم أن يتمثلوا بمؤمني كنيسة مكدونية الذين كانوا أسخياء في العطاء لأبعد حد

كان بولس في ذلك الوقت يجمع تقدمة لكي يرسلها للمتضررين من المجاعة في أورشليم وبالرغم من أن شعب كنيسة مكدونية كانوا من الفقراء وبرغم التجارب التي اجتازوا فيها، إلا أنهم أعطوا بسرور بل وألحوا على بولس أن يقبل تقدمتهم فشهد عليهم بولس بأنهم قدموا فوق طاقتهم (انظر 2 كورنوس 8: 3)

نتيجة للتجارب التي مرت بها الكنيسة في مكدونية، صار شعبها أكثر كرماً وحساسية لاحتياجات الآخرين ولم تترك هذه التجارب أية مرارة في قلوبهم بل كانوا في فرح متزايد

لقد امتلأت قلوبهم بالشكر لأجل جود الرب وإحسانه حتى أنهم تاقوا لكي يعطوا لأنهم أدركوا أن عطية الحياة الأبدية لا يمكن أن تُقارن بعطائهم مهما عظُم

لم يكتفي بولس بهذا القدر ولكنه شبه عطاءهم بعمل نعمة ربنا يسوع المسيح الذي افتقر لكي يغنينا (انظر 2 كورنثوس 8: 9)

كان يسوع قبل التجسد في حضن الآب السماوي متوج بالمجد والعظمة وكل ما في الكون كان يعطيه الكرامة ولكنه اختار طوعاً وبسرور أن يضع حياته ويأتي إلى عالمنا ويعيش في أرضنا ويموت على صليب العار لكي يمنحنا حياة ولكي نكون شركاء معه في غنى الحياة الأبدية

لذلك، فالعطاء بسخاء لا يُمجد الله فقط ولكنه يجعلنا نتشبه بإبنه

هل تشتاق لأن تكون سخي في عطائك؟ اطلب من الرب أن يمنحك قلباً يشبه قلب شعب كنيسة مكدونية، قلباً يشبه قلب يسوع حتى تختبر الفرح بينما تعطي

صلاة: يا رب، أقدم لك قلبي حتى تشكّله وتجعله مثل قلبك. ساعدني حتى أجد فرصة اليوم لكي أكون سخياً في عطائي. في اسم يسوع أصلي. آمين