تحبّ الله من كلِّ فكرك
مايو 12, 2023
تحبّ الله من كلِّ مخيِّلتك
مايو 14, 2023

تحبّ الله من كلّ قلبك

“ٱللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي ٱللهِ وَٱللهُ فِيهِ” (1 يوحنا 4: 16).

اقرأ 1 يوحنا 4: 16-18

العلاقة الحميمة هي الصلة بين روحين، وبين نفسين، وبين قلبين. إنَّها الرابط الذي يجمع بين قوم يحبون يسوع ويحب واحدهما الآخر. إنَّها أمر رائع وجميل لكنَّها باتت نادرة في هذه الأيام، لأنَّها تتطلَّب تلك الثقة التي تخوِّل الإنسان أن يكون على طبيعته.

ثمَّة صديق يعرف قلبك ودوافعك النقية والمختلطة، ومع ذلك، هو يحبُّك ويريد بناء علاقة حميمة بك والاقتراب إليك، وهو لن يرفضك أبدًا، لكنَّه يغفر لك دائمًا عندما تعترف بخطاياك، ويرحِّب بك بذراعين مفتوحتين عندما تعود إليه، وهو يعمل دومًا لتقديم الأفضل لك. هذا الصديق هو يسوع. لكن وبالرغم من تقديمه هذا النوع من الحميميَّة لنا، يصعب على كثيرين تسليمه قلوبهم بالكامل.

جاء في الكتاب المقدس أنَّ القلب هو محور شخصيَّة الإنسان، وعندما يستخدم كتَّاب الكتاب المقدس مصطلح ‘‘قلب’’ فهم يتحدثون عن جوهر كياننا، لذا، عندما ندعو أحدهم لقبول يسوع في قلبه، فنحن نقول له فعليًّا، ‘‘دعه يسكن وسط حياتك، اجعله محور كيانك، اجعله صلب حياتك’’.

عندما كان ابني جوناثان في التاسعة من عمره، كنت أقوم بدراساتي في الطابق السفلي ولم يكن أحد يأتي لزيارتي إلا عند الضرورة خشية مقاطعتي عن العمل، لكن جوناثان كان يدخل ويجلس في مكتبي بصمت، فيما أنا أقرأ وأكتب وأدرس وأصلي.

وكنت أسأله، ‘‘ماذا تريد؟’’ فيجيب، ‘‘لا شيء’’. ثمَّ أسأله، ‘‘أتريد أن أفعل شيئًا لأجلك؟’’ فيجيب، ‘‘لا’’.

في النهاية، اتَّضح لذهني الغليظ أنَّ هذا الصبي يفرح في الجلوس بهدوء في محضر أبيه، فتعلَّمت منه درسًا مهمًّا عن العلاقة الحميمة بأبي السماوي. تعلَّمت الجلوس بصمت في محضره.

إذا تأمَّلت في عمق محبة يسوع لك وفي عرضها وطولها وعلوِّها، فإنَّ محبَّته تحاوطك وتشدِّدك فتختبر سلامًا وفرحًا أكثر ممَّا تتصوَّر لأنَّك تحبُّه من كلِّ القلب.

صلاة: يا رب، أريد الاقتراب إليك وتسليمك نواحي حياتي كافّة. علِّمني بقوَّة روحك القدوس أن أجلس بهدوء في محضرك لكي أعرفك أكثر. أصلِّي باسم يسوع. آمين.