نجنا من الشرير
مارس 15, 2023
تمسَّكوا بكلمة الله
مارس 17, 2023

تمسَّكوا بالإيمان

‘‘حَتَّى إِنَّنَا نَحْنُ أَنْفُسَنَا نَفْتَخِرُ بِكُمْ فِي كَنَائِسِ ٱللهِ، مِنْ أَجْلِ صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ ٱضْطِهَادَاتِكُمْ وَٱلضِّيقَاتِ ٱلَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا’’ (2 تسالونيكي 1: 4)

اقرأوا 2 تسالونيكي 1: 1-12

واجه المؤمنون في تسالونيكي الاضطهاد كلَّ يوم، فتعرَّض البعض منهم لهجوم جسدي، وخسر كثيرون وظائفهم، فيما دُمِّرَت ممتلكات آخرين، وزُجَّ البعض في السجن أو مرُّوا في محن أسوأ من ذلك، لكنَّهم، وبالرغم من معاناتهم الكبيرة، لم يفقدوا الرجاء. لذا، شجَّعهم الرسول بولس قائلًا، ‘‘يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ ٱللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ كَمَا يَحِقُّ’’ (2 تسالونيكي 1: 3)

وكان الرسول بولس قد كابد المتاعب والمشقات وتحمَّل مرارة الاضطهاد، فأدرك روعة إيمان أهل تسالونيكي، لأنَّهم رفعوا نظرهم إلى العلاء ولجأوا إلى الله، فيما كان يمكن لآخرين في وضعهم أن يفقدوا عزيمتهم، لكنَّ العلامة الفارقة بين المجموعتين هو يسوع، فهو يفيض بنوره في الظلمة، ويسكب تعزياته في أوقات الألم، ويعطي رجاء عوضًا عن الروح اليائسة

يعني التشبه الفعلي بالمسيح أن نرفع عيوننا إلى الله بقلوب مفعمة بالرجاء، فهذا ما يجعلنا أكثر شبهًا به. وبهذه الطريقة، نحن لا نصمد فحسب، بل نزدهر أيضًا فيما ينظر الناس إلى الأمور الدنيويَّة بيأس لأنَّ العالم يتداعى من حولهم. فالله هو من يمنحنا القوَّة لتثبيت أنظارنا عليه، وهو مَن يعطينا قدرة فائقة على المثابرة وحتَّى التحليق عاليًا، عندما نفقد كلَّ قوَّة ورجاء

ولا يأتي هذا النوع من الإيمان من إنكار واقع الخطيَّة والشرّ، فالكتاب المقدس لا ينكر وجود الشر ولا يقلِّل من شأن الألم والمعاناة، لكنَّه يعلن أنَّ الأمور لن تبقى على حالها، فعندما يعود يسوع، سوف يغيِّر العالم. ففي الوقت الحاضر، مجد الله محجوب، وأولاده يُتَّهمون زورًا، وقوَّة برِّه غير مستعلَنة للعالم، لكن سيأتي يوم، وربَّما في وقت أقرب ممَّا نظن، حين يُستعلن الحق بالكامل، ويصبح كلُّ شيء جديدًا

أدرك مؤمنو تسالونيكي هذه الحقيقة، فتشدّدوا بها في أوقات الظلمة. بينما ندنو من نهاية التاريخ، ارفعوا أنظاركم إلى السماء، وثقوا بيسوع، فوحده الإيمان به يعضدكم وسط المشقَّات

صلاة: يا رب، ساعدني أن أرفع عينيَّ نحوك عندما تكتنف الظلمة حياتي. أنا أعلم أنَّك ستمدُّني بكلِّ ما أحتاج إليه من قوَّة لكي أثابر في الرجاء. هَبني أن أشعر بحضورك في وقت ضعفي لكي أنعم بالسلام الذي يفوق كلّ عقل بفضل محبَّتك العظيمة. أصلي باسم يسوع. آمين