مجد جيش الرب
ديسمبر 5, 2023
حقيقة السماء والجحيم
ديسمبر 7, 2023

محاربة الأسد الزائر

‘‘اُصْحُوا وَٱسْهَرُوا. لِأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ’’ (1 بطرس 5: 8)

اقرأ 1 بطرس 5: 89

يطارد الأسد فريسته خلسةً لئلّا تتمكَّن من الإفلات منه عندما تكشف أمره، وما إن تعلق بين مخالبه ويُحكم سيطرته عليها حتَّى يزأر منتصرًا. هذه هي الصورة التي يرسمها لنا الرسول بطرس في رسالته، مبيِّنًا أنَّ الشيطان يتقدَّم خلسة ليوقع المؤمن في قبضته. لذا، عندما وصف أساليب الشيطان، قال محذِّرًا: ” اُصْحُوا وَٱسْهَرُوا” (1 بطرس 5: 8)

ما معنى ‘‘أن نصحو’’؟ لم يقصد بطرس بكلامه أن نتجنَّب الثمالة، مع أنَّ الكتاب المقدَّس يعلّمنا بوضوح ألَّا نسكر بالخمر (أفسس 5: 18). أمَّا السُّكر الروحي فهو العيش في عصيان لكلمة الله، فعندما يعيش الإنسان على هذا النحو، تصبح حواسه الروحيَّة مخدَّرة، فيغفل عن مخطَّطات العدو، لكنَّ الله زوَّد أبناءه بسلاح روحيّ فعَّال يمكنهم استخدامه، وهو عبارة عن لباس دائم، وأسلحة دفاعيَّة، وسلاح هجوم لا يُضاهى، وقد وصفه الرسول بولس في رسالة أفسس 6: 13- 17

يبدأ الزيَّ الذي يتعيَّن على المؤمن لِبسُه في جميع الأوقات بحزام الحق الذي به يميِّز بين التعاليم المضلِّلة وحقِّ الكتاب المقدَّس، ويليه درع البرّ، أي البر الذي يمنحنا إيَّاه يسوع المسيح لحماية أعضائنا الروحيَّة الحيويَّة، ويذكِّرنا بأنَّ يسوع تمَّم خلاصنا على الصليب.  ومن ثمَّ نصل إلى الأحذية، ‘‘حَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِٱسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ ٱلسَّلَامِ’’ (أفسس 6: 15). أصدقائي، تمتَّعوا بالسلام الآتي من إنجيل يسوع المسيح وحده، فكلُّ سلام آخر يضمحلّ ويزول مع تبدُّل الظروف، أمَّا السلام الذي يعطيه يسوع فهو سلام ثابت وأكيد مهما كانت الظروف

ثمَّ يتحدَّث بولس عن أسلحتنا الدفاعيَّة، وهي ترس الإيمان الذي يوفِّر للمؤمن حماية كاملة من رأسه حتى أخمص قدميه، وخوذة الخلاص التي تحمي الذهن

نحن مزوَّدون أيضًا بسلاح هجومي (يمكن استخدامه للدفاع أيضًا)، وهو ‘‘سيف الروح الذي هو كلمة الله’’ (عدد 17). عندما نسعى إلى قيادة الناس للمسيح وإنقاذهم من قبضة الشيطان، فإن السلاح الأفضل والفعال الوحيد الذي يمكننا استخدامه هو كلمة الله، أي الكتاب المقدس الذي يخترق الضمير ويوقظ النفوس الميتة لتنال الحياة الأبدية. لذا، ‘‘فلتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ ٱلْمَسِيحِ بِغِنًى’’ إذ تلبسون سلاح الله الثمين من أجل خيركم وبركة الآخرين ومجد الله

صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك سلَّحتني لأخوض المعركة الروحية التي أواجهها في هذه الحياة. أصلي أن يشدِّدني روحك لكي ألبس هذا السلاح كلَّ يوم. أصلِّي باسم يسوع