الجلوس في السماويات
أكتوبر 4, 2025
الجلوس في السماويات
أكتوبر 4, 2025
Show all

الحياة الأفضل تبدأ هنا

وهذِهِ هي الحياةُ الأبديَّةُ: أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحَقيقيَّ وحدَكَ ويَسوعَ المَسيحَ الّذي أرسَلتَهُ. (يوحنا 17: 3).

داخل كل إنسان شوق إلهي للحياة الأفضل. لكن ماذا يعني ذلك؟ من يحدد معنى “الأفضل”؟ ثقافتنا؟ مشاعرنا؟ أم الله الذي خلقنا؟

دعوني أوضح قصدي بقصة طريفة. أخذ رجل سمكته الذهبية “غولدي” معه في عطلة. كل يوم يستمتع بالشمس والموج والراحة، لكن سمكته تعيش حياة مملة في الحوض. شعر بالذنب يتسلل إلى قلبه، لذلك ذات يوم وضعها في منشفة رطبة تحت الشمس، وقال لها: “هذه هي الحياة الأفضل، عِشِيها يا غولدي”.

قد تقول هذا غباء، وأنت محقة، فغولدي لم تعش حياة أفضل، لأنها ماتت. لم تُصمم لتعيش في الهواء والشمس. بالمثل لا يستطيع الإنسان أن يعيش الحياة الأفضل إلا باتباع تصميم الله، وهذا ما يوضحه الرسول يوحنا في رسالته الأولى.

يبدأ يوحنا رسالته: “الّذي كانَ مِنَ البَدءِ، الّذي سمِعناهُ، الّذي رأيناهُ بعُيونِنا، الّذي شاهَدناهُ، ولَمَسَتهُ أيدينا، مِنْ جِهَةِ كلِمَةِ الحياةِ.” (1 يوحنا 1: 1). يوضح أن البداية الصحيحة للحياة الأفضل هي فقط عبر يسوع المسيح. أي بداية أخرى زائفة تؤدي إلى نهايات مأساوية. هذه كانت صلاة يسوع: وهذِهِ هي الحياةُ الأبديَّةُ: أنْ يَعرِفوكَ أنتَ الإلهَ الحَقيقيَّ وحدَكَ ويَسوعَ المَسيحَ الّذي أرسَلتَهُ.  (يوحنا 17: 3)

الحياة الأفضل تبدأ بالإيمان بأن يسوع المسيح وحده قادر أن يخلص الإنسان من خطاياه. يستعين يوحنا بخبرته ليحث الكنيسة الأولى، ونحن اليوم، على الإيمان بحقيقة الإنجيل؛ الحقيقة التي رأها بعينيه (انظر 1 يوحنا 1: 3)، لنتمتع بالشركة مع الله والفرح الأبدي (انظر الآية 4).

صلاة:  أبي السماوي، أشكرك على رسالة يوحنا التي تذكرني أنني خُلقت للشركة معك. أعلم أنك مصدر الحياة الأبدية، شوق قلبي أن أعرفك وأكون أكثر قرباً منك. باسم يسوع أصلي، آمين.