فبراير 19, 2025

طوبى للمساكين بالروح

“طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ” (متى 5: 3). إن أوضح رسائل يسوع المضادة للثقافة هي الموعظة على الجبل. إنه يواجه قِيَم العالم العِلماني بتعريفات سريعة متتالية لمن هم المُطوَّبون في ملكوته. تعني كلمة “طوبى” في اللغة اليونانية أكثر من مفهومنا المعاصر عن السعادة، وأكثر من مجرد المشاعر الطيبة أو الراحة المادية، فهي تشمل في معناها الرضا والتصميم. بدأ يسوع حديثه بقوله أنك إذا كنت مسكينًا بالروح، فأنت محظوظ وراضي وقانع. كم تتناقض رسالة يسوع مع مُحرِّك ثقافتنا للثروة والنجاح! يقول العالم “احصل على ما تريد حتى تكون سعيدًا”، أما يسوع فيقول “اعترف بفقرك وسوف تجد السعادة الحقيقية.” السعادة بالنسبة ليسوع هي عمل داخلي يبدأ عندما تدرك أنك تعتمد اعتمادًا كاملًا على الإله الحيّ. أنت تعرف أنك لست سيد مصيرك، ولست قبطان سفينتك، ولست كائن كلي القوة كما يقول لك المجتمع. أنت تعرف أنه بدون يسوع أنت لا شيء، وليس لديك شيء، ولن تستطيع أن تفعل أي شيء. باختصار، يدعونا يسوع إلى إعلان إفلاسنا الروحي، وهكذا نجد أنفسنا ممتلئين […]
فبراير 18, 2025

محبة الخطاة

“وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 8). يتوقع الله ممن يحبونه أن يكرهوا الخطية. إنه يريدنا أن نتحول عن طرقنا الشريرة وأن نشارك الآخرين بالأخبار السارة عن يسوع المسيح، والتي تتضمن حقيقة أنه يمكننا أن نتحرر من الأشياء التي كانت تستعبدنا. لذا، فإن رسالتنا ينبغي أن تتضمن إعلان الحرية لأولئك المتمسكين بالخطية والحزن الذي تجلبه. ومع أن الله يكره الخطية، فهو يحب الخطاة حتى أنه أرسل ابنه ليُخلصنا. كتب بولس “لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ… وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا” (رومية 5: 6، 8). وبالمثل، يجب علينا أن نحب أولئك الذين يرفضون الحقائق المُطلقة بكلمة الله، حتى وإن رفضونا. يجب أن نصلِّي من أجل المُخطئين لإظهار محبتنا ومحبة الله لهم. جب أن نتحدث عن الحق وأن نكون شهودًا جريئين للحق الذي نعرفه. يجب أن نرفض أن نرد الشر بالشر. إذا شعرنا بالإهانة أو الافتراء أو سوء المعاملة بسبب […]
فبراير 17, 2025

محبة تثبت

‘‘اِحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لِأَنَّهُ صَالِحٌ، لِأَنَّ إِلَى ٱلْأَبَدِ رَحْمَتَهُ’’ (مزمور 118: 1) فقدت كنيسة كورنثوس محبَّتها الأولى ليسوع المسيح، وحافظت على أنشطتها الروحيَّة لكنَّها مارستها بدون محبَّة. يواجه أناس كثر في الكنيسة اليوم المشكلة نفسها، فهم منهمكون باللجان والقواعد والبرامج والأجندات الشخصيَّة لدرجة أنهم نسوا المحبة. وقد خسر الكثير من المؤمنين اليوم رؤيتهم ومهمَّتهم لأنَّهم لا يخدمون بمحبَّة. ولهذا السبب عينه، انتهر يسوع الكنيسة في أفسس قائلًا: ‘‘لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ ٱلْأُولى’’ (رؤيا 2: 4). كيف تبدو المحبَّة ‘‘أغابي’’؟ يقول لنا الرسول بولس: ‘‘ٱلْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. ٱلْمَحَبَّةُ لَا تَحْسِدُ. ٱلْمَحَبَّةُ لَا تَتَفَاخَرُ، وَلَا تَنْتَفِخُ، وَلَا تُقَبِّحُ، وَلَا تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلَا تَحْتَدُّ، وَلَا تَظُنُّ ٱلسُّؤَ، وَلَا تَفْرَحُ بِٱلْإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِٱلْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَسْقُطُ أَبَدًا’’ (1 كورنثوس 13: 4-8). يرسم توصيف بولس للمحبَّة صورة عن محبَّة يسوع المسيح، فهو المقياس الذي نقيس أنفسنا على أساسه. ويجب علينا أن نحبّ الآخرين كما يحبُّنا المسيح. وقد قال يسوع: […]
فبراير 15, 2025

المحبة العاملة

“يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ” (1يوحنا 3: 18). المحبة الصادقة تكره الشر والتمرد ضد الله، وتُظهِر تقديرًا حقيقيًا وكرامة للآخرين. إنها تفرض علينا أن نعطي الآخرين الذين في احتياج، حتى وإن كان ذلك يعني التضحية من جانبنا. المحبة الصادقة ليست انتقائية، بل تمتد إلى الجميع، حتى غير المُحبَبين لنا، وينتُج عنها شعور بالتعاطف والحُنُو على الآخرين. كيف تبدو المحبة الصادقة من الناحية العملية؟ المحبة العاملة تعني مساعدة جار مُسِن، مُجالسة أطفال لأم هجرها زوجها، أو إعداد وجبة طعام لعائلة فقدت أحد أفرادها، حتى وإن كنا نفضِّل القيام بشيء آخر في ذلك الوقت. إنها تعني قضاء بعض الوقت في مشاركة الإنجيل مع شخص غير مؤمن، أو الصلاة مع صديق يشعر بالقلق، أو تشجيع أحد الجيران المحبطين. في كثير من الأحيان، تكون مساعدة الآخرين غير مريحة، ويكون التوقيت خاطئ بالنسبة لجداولنا المزدحمة. سيبدو الجهد كبير جدًا بالنسبة إلى أجسامنا المتعبة، وستكون التكلفة أكثر مما نستطيع تحمُّلها. لكن المحبة الحقيقية لا بد وأن تتضمن تضحية، وأفضل مثال لهذه […]
فبراير 14, 2025

محبة أغابي

“لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ” (1 كورنثوس 16: 14). كورنثوس الأولى 13 هو من أحد أشهر الإصحاحات في الكتاب المقدس. كثيرًا ما يتم الإستشهاد به، لكن نادرا ما يُفهم. يُقرأ بشكل روتيني في حفلات الزفاف، ولكن سُرعان ما يُنسى. تُظهر أفلام السينما الحب العاطفي الرومانسي فقط ، ويتحدث الأصدقاء عن وجود مشاعر دافئة تجاه بعضهم البعض، لكن نوع الحب الذي يصفه بولس في هذا الجزء أعظم بكثير من أي حب قائم على العواطف. محبة أغابي هي محبة معطاءة وباذلة. لا يكون التركيز في هذه المحبة على ما نشعر به تجاه الشخص الآخر، ولكن على الطريقة التي يمكن أن نبذل بيها أنفسنا في المحبة. لا يوجد مكان للكبرياء أو الغرور أو الغطرسة أو الرغبات الأنانية في هذه المحبة. بدون هذا النوع من المحبة، لا جدوى من أي إنجاز أو نشاط أو علاقة. يصف بولس عدم جدوى العمل الذي يقدَّم بلا محبة قائلًا: إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ […]
فبراير 13, 2025

الإيمان والرجاء والمحبَّة الحقيقيَّة العاملة

‘‘هَكَذَا ٱلْإِيمَانُ أَيْضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ’’ (يعقوب 2: 17) الإيمان بالرب يسوع وموته وقيامته هو السبيل الوحيد للخلاص، ويجب أن يكون إيماننا دائمًا إيمانًا عاملًا وفاعلًا وليس إيمانًا ميتًا، لأنَّ الإيمان الميت أو غير الفعال ليس إيمانًا إطلاقًا. وإذا قال أحدهم إنَّ لديه إيمانًا، فيجب أن يتجلَّى هذا الإيمان في أعمال خدمة وشهادة وعطاء منظورة، فالإيمان الحقيقي يظهر في المحبَّة. وتظهر المحبَّة المسيحيَّة الحقيقيَّة في الأعمال. أيَّ نوع من الأعمال؟ أعمال التضحية والمسامحة والمثابرة والصبر إلى أقصى حدود خدمةً لله وللآخرين، فالمحبَّة غير المقترنة بالأعمال هي مجرَّد أحاسيس. الرجاء الحقيقي ينتظر بصبر، ويعمل في أثناء الانتظار، وهو لا يظهر من خلال ارتداء ثوب أبيض، والتسلق إلى قمة الجبل، والقول، ‘‘خذني بعيدًا، يا رب!’’ ولا يتم التعبير عنه عبر الاسترخاء في القبو وعدم القيام بأي عمل. فالرجاء يُعنى بآلام البشرية، وهو يشمِّر عن أكمامه ويعمل حتَّى تتَّسخ يداه. الرجاء هو إضاءة شموع الإيمان باستمرار في قلوب الآخرين. وفي أوقات الاضطهاد والظلم، الرجاء يتأنَّى ويثابر ويمنحنا سلامًا […]
فبراير 12, 2025

اعرَف حقيقة المحبَّة

‘‘وَٱلرَّجَاءُ لَا يُخْزِي، لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ قَدِ ٱنْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُعْطَى لَنَا’’ (رومية 5:5) ثقافتنا مليئة بالتفسيرات الخاطئة للمحبة، ويومًا بعد يوم تُدفَن المحبة الحقيقيَّة بسبب كثرة الأنانيَّة والتشويش. ينظر الكثير من الناس إلى المحبَّة على أنها عاطفة أو رغبة دافئة، فأحيانًا، تُنتج المحبَّة عاطفة ورغبة دافئة فعلًا، ولكن قد تكون هذه مشاعر أنانية أيضًا. وعندما تتلاشى هذه الأحاسيس، ينتقل الأشخاص الذين ينظرون إلى المحبة بهذه الطريقة إلى حضن دافئ آخر. في المقابل، المحبَّة في الكتاب المقدس هي محبَّة غير أنانيَّة، والمحبة الحقيقية تعطي أكثر مما تأخذ وهي تبذل ذاتها وتضع جانبًا الكبرياء والغرور. ويدعونا يسوع في إنجيل يوحنا 13: 34-35 إلى محبَّة واحدنا الآخر، وقال: ‘‘وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. بِهَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ’’. ما هي العلامة الفارقة التي تميِّزنا عن الآخرين؟ محبتنا بعضنا لبعض. ويقول يسوع إنَّ المحبَّة التي تبذل ذاتها هي العلامة الأسمى التي تميِّز تلاميذه. وكتب […]
فبراير 11, 2025

المحبة سترفعك

المَحَبَّةُ لا تسقُطُ أبدًا. -1كورنثوس 13: 8 المحبة ترفع القلب المُنكسر، لكن ليست أي محبة بل محبة الله. كثيرون قد رنموا ترنيمة “محبتك ترفعني” لمؤلفها “جيمز رو”. كلمات العدد الأول منها كالآتي: كنت غارقًا جدًا في بحر الخطية، بعيدًا عن الشاطيء الهادي، عميقًا جدًا كنت غارقًا بلا أمل في الإنقاذ. لكن سيد البحر سمع صرختي اليائسة، ورفعني من المياه الكثيرة، وها أنا الآن في أمان. رفعتني المحبة.. رفعتني المحبة.. عندما لم يكن هناك أي رجاء.. رفعتني المحبة. في بعض الأحيان لا شيء يمكن أن يرفع قلوبنا مثل محبة الله. يتخلَّى عنا الأصدقاء، ويتجاهلنا الأصحاب، حتى أقرباؤنا قد يعجزوا عن فهمنا، أما محبة الله لنا فلا تتغيَّر أبدًا. حتى عندما نتصرف بطريقة تجعلنا غير محبوبين، يظل الله يحبنا، وعندما نكون مكروهين، هو يحتضننا، وعندما يبدو الأمر وكأن العالم قد انقلب علينا، تظل محبة الله باقية. لقد وعد بألا يتركنا أبدًا يائسين. قد تتسبب صعوبات الحياة في كسرنا واضطرابنا، وكثيرًا ما تأتي الإحباطات لتُعلِّمنا المزيد عن أعماق محبة الله. في أوقات اليأس، […]
فبراير 10, 2025

اقبل محبة الله

‘‘ٱللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي ٱلضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا’’ (مزمور 46: 1) إن محبة الله الفادية لنا تفوق كل ما يقدمه هذا العالم. لا يوجد شيء يمكننا القيام به لنكون جديرين بتلك المحبة، فهي هبة مجانية اختار الله أن يمنحنا إياها. ومع ذلك، فإن مسئوليتنا هي قبول هبته بالإيمان. ينصحنا بولس أن “نجاهد جهاد الإيمان الحسن، ونُمسك بالحياة الأبدية التي إليها دُعينا أيضًا، ونعترف الاعتراف الحسَن أمام شهود كثيرين” (1تيموثاوس 6: 12). كما يدعونا نحيا متمسكين بإيماننا بكل ثقة، لأن محبة الله أكيدة. “فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟” (رومية 8: 31). كتب المؤلف والمبشر ا. ستانلي جونز أنا مُشكَّل من الداخل من أجل الإيمان وليس الخوف. ليس الخوف موطني الأصلِّي، بل الإيمان. هكذا خُلقت لكي يكون القلق والإنزعاج كالرمال في آلية الحياة، والإيمان هو الزيت. أنا أحيا بالإيمان والثقة أكثر من الخوف والشك والقلق. في حالة الإنزعاج والقلق، أكون في حياتي كمن يتعذَّر عليه التنفس، فليس هذا هواء موطني. لكن في الإيمان والثقة، أستطيع أن أتنفس […]
فبراير 9, 2025

مخاطر الغضب

“وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ” (متى 5: 22). اقرأ متى 5: 21-25. حتى وإن لم يبدو الأمر كذلك في البداية، فإن التوراة أو الناموس الذي يتكون من الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، كان بمثابة هبة ثمينة لبني إسرائيل. يُعلِّم الناموس كيفية العيش بطريقة تُرضي الله، وتكون أيضًا لخيرنا، كما أنه يشير إلى حاجتنا إلى مخلص لأن لا أحد منا يستطيع أن يحفظ وصاياه تمامًا، لكن الناموس يكشف أيضًا عن شيء آخر، وهو قلب الله. في الموعظة على الجبل، أعلن يسوع للجموع الحق المؤلم، موضحًا قصد الله، بدءاً من وصية لا تقتل، التي صدم يسوع محبيه عندما أعلن لهم أن خطية الغضب الأناني هي خطية مساوية للقتل، لأن القتل يبدأ في قلب الإنسان. يبدأ القتل بدافع أناني مغرور، ولذا، كان يسوع يقول للفريسيين الذين لديهم بر ذاتي أن البر لا يتعلق بالأمور الخارجية السطحية فقط، ولا يعد برًا حقيقيًا إذا ظهر فقط أمام نظر الآخرين، ولهذا قال: “إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ […]
فبراير 7, 2025

قوة النور

أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل.  -متى 5: 14 اقرأ متى ٥: ١٤- ١٦ في الموعظة على الجبل، قال يسوع لتلاميذه: “أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ” (متى 5: 14)، فما الذي قصده بذلك؟ لقد قصد أن نورك ينبغي أن يبدد الظلام، وأن يقود الآخرين إلى المسيح، وأن يفضح الخطأ ويقود الناس إلى الحق. قد يقول أحدهم “إن إيماني مسألة خاصة جدًا”، لكن هذا ليس إيمانًا كتابيًا، فالإيمان الحقيقي بيسوع هو إيمان مرئي، ومن المفترض أن يكون نورًا للعالم. يجب أن يسطع نورك في عالم التجارة، وفي أرض المصنع، وفي غرفة الاجتماعات، وفي المكتب، وفي مدرستك. أينما تذهب، يذهب النور، لأنك أنت النور. عندما يرى الناس شخصًا محبًا ومتسامحًا ومبتهجًا وكريمًا، فإنه يُلفت انتباههم، ويتعجَّبون عندما يرون شخصًا بطيء الغضب ومُسالِم وراضي، فتكون هذه هي أعظم فرصة أمامك لتخبرهم بالذي أجرى بك هذا التغيير. سواء كنت تعرف هذا أم لا، فإن هؤلاء الناس يتساءلون “هل يمكنني أنا أيضًا أن أتوقَّف عن الغضب والأنانية والخوف؟ هل يمكنني أنا أيضًا […]
فبراير 6, 2025

قيمة الملح

أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. -متى 5: 13 اقرأ متى 5: 13 عندما قال يسوع للجموع المُحتشدة “أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ”، كان ذلك تصريحًا هامًا؛ فقد كان بذلك يُخبر أتباعه من العامَّة – من صيادي السمك وعُمَّال اليومية – أنهم ذوو قيمة كبيرة. كان يسوع قد انتهى لتوه من موعظته عن التطويبات – الثماني خطوات نحو البركة الروحية (اقرأ متى 5: 3-12)، ولذا، عندما بدأ يتكلَّم عن الملح، فإنه كان يتكلَّم عن الأشخاص الذين يجسدون التطويبات. كان لهؤلاء الأشخاص قيمة رائعة مع أن العالم لم يستطع رؤيتها، وأعظم ما كان يُميِّزهم هو كونهم مساكين بالروح، وأعظم عاطفة كانت لديهم هي الحُزن على خطاياهم، وأعظم إنجازاتهم هي الوداعة والرد على الشر بالرحمة وصنع السلام، وكان جوعهم للبر، وأعظم سلاح لديهم هو الطهارة مع الله وحفظ قلوبهم نقيَّة، وأعظم امتياز لهم هو أن يُهانوا من أجل يسوع. لقد اكتشف أولئك الذين عاشوا التطويبات كيفية امتلاك السعادة بغض النظر […]