مصادر

مايو 18, 2023

ائتمِن الرب على أولادك

“بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلًا، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ” (عبرانيين 11: 23). اقرأ خروج ١: ٨- ١٦ . لا أخفيكم سِرًا أنني أشعر بقلق عميق بشأن الجيل الناشئ وأشعر بالإحباط الشديد عندما أفكر في العداء المتزايد للإيمان المسيحي الذي سيواجهه هؤلاء الشباب، ولكن سريعًا ما يُذكِّرني الروح القدس أن الله أقوى من كل مكائد الشيطان. في الواقع، أنا مقتنع الآن أنه كلما ازدادت الدنيا قتامة، كلما زاد نور أطفالنا إشراقًا. ليس هذا العصر بالطبع أكثر الأوقات إظلامًا في تاريخ البشرية، فقد كان الشيطان يعمل منذ البدء على مقاومة شعب الله. تأمَّل قليلًا في الظروف التي وُلد فيها موسى، حيث كان عدد العبرانيين في مصر يتزايد بشكل كبير حتى قرر فرعون ضرورة القضاء على كل أطفال العبرانيين، فأمَرَ بإلقائهم في نهر النيل. تخيلوا كونكم والدَي موسى عَمْرَام ويوكابَد، وتخيلوا انجابكم لطفل في مثل ذلك الوقت. كم أشكر الله من أجل الكتاب المقدس، لأنه يعطينا مثالاً للعيش بشجاعة في وسط الأوقات الصعبة. لقد عاش عَمْرَام […]
مايو 17, 2023

اَطِع الله بإيمان

“حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ” (عبرانيين 11: 26). اقرأ عبرانيين ١١: ٢٤- ٢٧ . يخبرنا كاتب سفر العبرانيين أن موسى اختار التخلِّي عن الحياة كأمير لمصر “من أجل المسيح” (11: 26). قرأ الكثير من الناس ذلك وتساءلوا كيف عرف موسى عن المسيح بالرغم من أنه عاش قبل يسوع بألف وخمسمائة عام. الحقيقة هي أن موسى عرف المسيح بالإيمان، فقد كان يثق بالله، وعندما كان حمل الفصح يُذبح، كان ذلك نذيرًا لموت المسيح. وكان موسى يؤمن أنه إذا استطاع الله أن ينقذ شعبه من الضربة العاشرة بدم حيوانات، فيمكنه أيضًا أن يخلصهم من خطاياهم. لم يُخلِّص الإيمان موسى فحسب، بل ساعده أن يختار الطاعة. عندما نتخلى عن ملذات هذا العالم من أجل اتباع المسيح، لا يكون الطريق سهلاً أبدًا، وهذا ما اكتشفه موسى في البرية عندما كان يقود بني إسرائيل المعاندين المتذمرين لمدة أربعين عامًا، لكنه استطاع أن يتحمَّل كل ذلك بالإيمان. إذا درست الأناجيل، ستلاحظ أن يسوع لم يمدح تلاميذه أبدًا من […]
مايو 16, 2023

تخلَّي عن ذهبك

“مُفَضِّلًا بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ” (عبرانيين 11: 25). اقرأ عبرانيين ١١: ٢٤- ٢٧ . ليس الذهب سوى صخر أصفر، لكنه اعتُبِر سلعة ثمينة في كل الحضارات تقريبًا عبر التاريخ. كان موسى الابن المُتَبَنَّى لابنة فرعون، وكان من الممكن أن يكون لديه الكثير من الذهب، فقد كانت حياته في القصر مريحة ومُترفة، وربما أصبح هو نفسه فرعونًا يومًا ما، لكن الكتاب المقدس يقول إنه استبدل الذهب بالمجد. لقد تخلَّى موسى عن حياة السُلطة والتَرَف من أجل المسيح، وكان طائعًا لله لأنه كان يعلم أن كنز معرفة الله أكثر قيمة من الذهب. وقبل ولادة موسى بأجيال، كان يوسف أيضًا مسئولًا رفيع المستوى في بلاط فرعون، وكان لديه الكثير من الذهب لكنه لم يدعه يُسيطر على قلبه. لقد كانت دعوة الله له البقاء في القصر والتأثير على الحياة في مصر من موقعه القوي. إن “الذهب” الذي يجب أن نتجنبه ليس الثروات الأرضية في حد ذاتها، بل أي أوهام تعيق طاعتنا لدعوة الله في حياتنا. […]
مايو 15, 2023

تحبُّ الله من كلِّ ذاكرتك

‘‘يَا إِلَهِي، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ، لِذَلِكَ أَذْكُرُكَ…’’ (مزمور 42: 6). اقرأ المزمور 42: 1-11. يميل البعض منَّا إلى النسيان أكثر من غيره، لكن لا يستخدم أيٌّ منا ذاكرته إلى أقصى إمكاناتها، والمؤسف هو أنَّ كثيرين بيننا ينسون الأهمّ على الإطلاق، وهو الله وتدخُّلاته الماضية في حياتنا، لذا فإنَّ إحدى الكلمات الأكثر استخدامًا في الكتاب المقدس، في العهدين القديم والجديد، هي كلمة ‘‘أذكُر’’. ويحثنا الله مرارًا وتكرارًا في أسفار الكتاب المقدس قائلًا، ‘‘أذكُر!’’ حذَّر الله بني إسرائيل في العهد القديم قائلًا، ‘‘عندما تدخلون إلى أرض الموعد، عندما تزدهرون وتعيشون في سلام، سوف تنسونني. احرصوا على تذكر كل ما فعلته من أجلكم! ” (تثنية 4: 1-14). ومع ذلك، نسي الشعب الله. ثمَّ نرى في العهد الجديد قلب الله المنكسر يتجلَّى في شخص يسوع المسيح عندما شفى عشرة برص، لكن لم يرجع إلَّا واحد منهم فقط، وهو السامري،  ليشكره ويمجِّده، فيما نسيه الآخرون بسرعة! فسأل يسوع، ‘‘أَلَيْسَ ٱلْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ ٱلتِّسْعَةُ؟  أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْدًا لِلهِ غَيْرُ هَذَا ٱلْغَرِيبِ ٱلْجِنْسِ؟» […]
مايو 14, 2023

تحبّ الله من كلِّ مخيِّلتك

‘‘فَتَفَكَّرُوا فِي ٱلَّذِي ٱحْتَمَلَ مِنَ ٱلْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هَذِهِ لِئَلَّا تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ’’ (عبرانيين 12: 3). اقرأ عبرانيين 12: 1-3 لا يعني وجود إنجيل حقيقي واحد أنَّ جميع الناس سيستجيبون لبشرى يسوع السارة بالطريقة نفسها، فثمَّة أناس يتجاوبون مع محبَّة الله فيما يتجاوب آخرون مع دينونته. فضلًا عن ذلك، يعبِّر الناس عن محبَّتهم لله بطرق عدَّة، فالله، بإبداعه اللامتناهي، نسج كلَّ واحد منَّا بطريقة مختلفة، لذا، يجب ألَّا نتفاجأ. نحن نصادف أناسًا يحبُّون الله بطبيعتهم من كلِّ فكرهم، فيقرأون الكتاب المقدس ويتعاطون مع الله من خلال المنطق والتحليل المفصَّل للنص، وهذا أمر رائع، لكن يصعب عليهم أن يحبُّوا الله بمخيِّلتهم ونفسهم، يصعب عليهم تصوُّر العمل الذي صنعه يسوع على الصليب من أجلهم، لأنَّهم يخشون الانجراف وراء المشاعر، لكنَّ الله يريد أن نحبَّه بكلِّ ذرَّة من كياننا. عندما أفكِّر في يسوع، أتخيَّله في بستان جثسيماني حيث كان عرقه يتصبَّب كقطرات دم، وهذه ظاهرة نادرة تحدث تحت تأثير الضغوطات التي لا تُحتَمل. وأستطيع أن أرى كيف أنَّه اجتاز في اليوم […]
مايو 13, 2023

تحبّ الله من كلّ قلبك

“ٱللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي ٱللهِ وَٱللهُ فِيهِ” (1 يوحنا 4: 16). اقرأ 1 يوحنا 4: 16-18 العلاقة الحميمة هي الصلة بين روحين، وبين نفسين، وبين قلبين. إنَّها الرابط الذي يجمع بين قوم يحبون يسوع ويحب واحدهما الآخر. إنَّها أمر رائع وجميل لكنَّها باتت نادرة في هذه الأيام، لأنَّها تتطلَّب تلك الثقة التي تخوِّل الإنسان أن يكون على طبيعته. ثمَّة صديق يعرف قلبك ودوافعك النقية والمختلطة، ومع ذلك، هو يحبُّك ويريد بناء علاقة حميمة بك والاقتراب إليك، وهو لن يرفضك أبدًا، لكنَّه يغفر لك دائمًا عندما تعترف بخطاياك، ويرحِّب بك بذراعين مفتوحتين عندما تعود إليه، وهو يعمل دومًا لتقديم الأفضل لك. هذا الصديق هو يسوع. لكن وبالرغم من تقديمه هذا النوع من الحميميَّة لنا، يصعب على كثيرين تسليمه قلوبهم بالكامل. جاء في الكتاب المقدس أنَّ القلب هو محور شخصيَّة الإنسان، وعندما يستخدم كتَّاب الكتاب المقدس مصطلح ‘‘قلب’’ فهم يتحدثون عن جوهر كياننا، لذا، عندما ندعو أحدهم لقبول يسوع في قلبه، فنحن نقول له فعليًّا، ‘‘دعه يسكن وسط […]
مايو 12, 2023

تحبّ الله من كلِّ فكرك

  ‘‘فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى وَٱلْعُظْمَى’’ (مزمور 22: 37-38). اقرأ متى 22:  34-39 عندما جاء الفريسيون ليجرِّبوا يسوع، سألوه، ‘‘أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلنَّامُوسِ؟’’ هم أرادوا زرع فتنة بين يسوع والحشود التي تتبعه، لكنَّ يسوع لم يتردَّد في إجابتهم بوضوح، قائلًا إن أعظم وصية هي ‘‘اسمع يا إسرائيل’’: “تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ’’ (متى 22: 37- تثنية 6: 5). كان اليهود في أيَّام يسوع يعرفون هذه الوصيَّة، وكانوا قد حفظوها وربطوها  عَلَامَةً عَلَى أيديهم، وعَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْهم، وكتبوها عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بيوتهم وَعَلَى أبوابهم. كانوا يعرفون هذه الوصيَّة عن ظهر قلب لكنَّهم لم يطبِّقوها. تعني محبَّة الله محبَّة كاملة أن نسمع كلامه ونطيعه بدون شروط، وقد شدَّد يسوع، لدى اقتباسه هذه الآية المعروفة ب”اسمع يا إسرائيل” في التقاليد اليهودية، على تطبيق هذه الآية على ثلاث مستويات: القلب، والنفس والفكر. فلنبدأ بأفكارنا. تعني محبَّة الله من كلِّ فكرك […]
مايو 11, 2023

تحبّ الله من كل كيانك

‘‘لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ ٱلْأُولى’’ (رؤيا 2: 4). اقرأ رؤيا 2: 1-7 لا تتعلَّق المأساة الكبرى في حياة المؤمن بالاضطهاد، أو التألُّم، أو بخسارة الأشياء المادية، أو بانهدام العلاقات، بل بالملل. قد يبدو هذا الكلام غريبًا للوهلة الأولى، فنحن اعتدنا على الملل في مجالات أخرى في الحياة، كما عندما نعلق في زحمة السير بانتظار تقدُّم السيارة الواقفة أمامنا، وعندما نقلِّب مئات المحطَّات التلفزيونية علَّنا نجد برنامجًا نشاهده لتمضية الوقت، وعندما نراقب هواتفنا بانتظار تلقِّي اتصال من مصلحة السير. عندئذٍ، نفهم المعنى الحقيقي للملل. لكنَّ الملل الذي أتحدَّث عنه هو أكثر مكرًا. من المؤسف أن كثيرين بيننا يشعرون بالملل مع يسوع، فنحن خسرنا محبَّتنا الأولى ولم نعد نحرز أيَّ تقدُّم في علاقتنا بالمسيح. في الحياة المسيحيَّة، يمكنكم إمَّا أن تتقدَّموا أو أن تتراجعوا لكنَّكم لا تبقون في مكانكم، لذا من الضروري أن نتعلَّم كيفيَّة التقدُّم والنمو في محبَّتنا للمسيح. ربَّما أنت تخدم في الكنيسة أو تساعد الآخرين أو تقود مجموعة صغيرة. ربما أنت تصنع الصواب، لكنَّ لا شيء من […]
مايو 10, 2023

اركض في السباق لتفوز

“أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي الْمَيْدَانِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلكِنَّ وَاحِدًا يَأْخُذُ الْجَعَالَةَ؟ هكَذَا ارْكُضُوا لِكَيْ تَنَالُوا” (1كورنثوس 9: 24) اقرأ ١ كورنثوس ٩: ٢٤- ٢٧ يتسابق الكثيرون اليوم، إما سعيًا وراء مهنة، أو لملاحقة الأشياء الحديثة الرائعة. يُلاحق آخرون أي شيء من شأنه أن يساعد أطفالهم على النجاح، على حساب سلامتهم روحيًا. عندما يتصرف العالم بهذه الطريقة، فهذا ليس مفاجئًا، ولكن عندما يتصرف المؤمنون بهذه الطريقة، فهذه مأساة المؤمنون أيضًا في سباق، ولكن بدلاً من السعي إلى المجد الشخصي، علينا أن نطلب مجد الله من خلال كوننا وُكلاء متضعين. هكذ وصف بولس حياته وخدمته. لقد قال إنه على استعداد للذهاب إلى أي مدى ومسافة، ولتحمُّل أي مشقة، وكان على استعداد لتحمُّل أي إهانات، والتعامل مع أي مضايقات، والانحدار إلى أي مستوى من أجل ربح الناس للمسيح. لقد فهم بولس أنه في نهاية اليوم، كل ما يهم هو ما فعله من أجل المسيح. كان بولس في السباق الصحيح، وركض في السباق ليحصل على الجائزة نحن أيضًا في هذا السباق. لكن […]
مايو 9, 2023

العدالة الاجتماعية كما يراها يسوع

‘‘فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ ٱلْجَمِيعِ، ٱسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لِأَرْبَحَ ٱلْأَكْثَرِينَ’’ (1 كورنثوس 9: 19) اقرأوا 1 كورنثوس9: 1-23 يبدو أن الجميع يريد التحدث عن العدالة الاجتماعية في هذه الأيام، لكن غالبًا ما يأتي مفهوم العالم للعدالة الاجتماعية اليوم مختلفًا تمامًا عن تعريف الكتاب المقدس لها، فيصوِّرها على أنَّه شكل من أشكال الاشتراكية أو الشيوعية أو الليبرالية، وليس كما يراها يسوع. ويمكن لهذه العدالة المزعومة أن تولد شعورًا بالاستحقاق لدى البعض وبالمرارة لدى البعض الآخر، لكنَّنا نشكر الله لأنَّ مفهومه للعدالة الاجتماعية أفضل بكثير تتحقَّق العدالة الاجتماعية في نظر يسوع عندما نعترف بأنَّ الله يملك كلَّ شيء وبأنَّنا مجرَّد وكلاء مفوَّضين من الله لإدارة أجسادهم وأموالهم ومقتنياتهم ووقتهم ومواهبهم من أجل الله وبالنيابة عنه وقد أدرك الرسول بولس أنَّ الأشياء التي لديه، وحتّى حياته، ليست ملكًا له. لذا، قرَّر أن يبذلها من أجل الإنجيل، وسمح لله بإدارة جسده وأمواله ووقته وكلامه ومواهبه وكل شيء حين قال، ‘‘فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ ٱلْجَمِيعِ، ٱسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لِأَرْبَحَ ٱلْأَكْثَرِينَ’’ (1 كورنثوس 9: […]
مايو 8, 2023

كي لا يعثُر أحد

“وَلكِنِ انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ” (1كورنثوس 8: 9) اقرأ ١ كورنثوس ٨: ٩- ١٣ الحياة المسيحية هي حياة حرية. كتب بولس: “الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا” (غلاطية 5: 1). لكن حريتنا في المسيح ليست أبدًا رخصة للخطية (اقرأ رومية 6: 15). في حريتنا، يجب أن نتجنب فعل أي شيء قد يتسبب في تعثُّر أخ أو أخت في المسيح كان لدى مؤمني كورنثوس الحرية لأكل اللحم الذي قُدِّم للأوثان، لكن لأن بعض المؤمنين في الكنيسة لم يستطيعوا أن يأكلوا اللحم بضمير صالح، لإدراكهم من أين أتى، فقد أصبح الأمر قضية مهمة. طلب بولس من المؤمنين الأكثر نضجًا ألا يُركزوا على حريتهم، بل أن يتجنبوا أكل اللحم إذا كان سيؤذي المؤمن ضعيف. كان عليهم ترك محبتهم لإخوتهم وأخواتهم تطغى على حقوقهم. على الرغم من أن فعل أكل اللحوم لم يكن خطأً أخلاقياً ولا روحياً، إلا أنه أصبح خطأً عندما سمح بعض المؤمنين في كورنثوس عمداً وبلا مبالاة بانتهاك الضمائر الأضعف للمؤمنين الآخرين، مما تسبب لهم في ضرر روحي […]
مايو 7, 2023

الحرية والضمير

“فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ” (1كورنثوس 8: 2) اقرأ ١ كورنثوس ٨: ١- ٨ لا يتعلَّق هذا الإصحاح بقضية محظورة بشكلٍ واضحٍ في الكتاب المقدس، لكن بولس تناول قضية تُرك القرار فيها للمؤمنين كأفراد، عليهم أن يقرروها ما الذي سيفعلوه بشأنها. القضية هي أكل اللحم الذي تم تقديمه للأوثان في مدينة كورنثوس في القرن الأول، كان الكثير من اللحم الذي يتم بيعه في الأسواق قد تم تقديمه مسبقًا إلى أوثان. لقد كانت مجرد لحوم جيدة. أدرك المؤمنون الناضجون هذا، وأكلوا اللحم بضمير طاهر. أما المؤمنون الأضعف في الكنيسة فلم يفكروا حتى في تناول اللحم الذي قُدِّم للأوثان، فقد كانت تُذكِّرهم بأسلوب حياتهم السابق، فلم تسمح لهم ضمائرهم بذلك. مجموعة تعمل في ظل الحرية التي لنا في المسيح، وأخرى لم تكن مستعدة لممارسة هذه الحرية. لم تخطئ أي من المجموعتين في تعاملها مع القضية تختلف القضايا في ثقافتنا، لكن يجب تطبيق نفس المباديء. يجب ألا تفرقنا المناطق الرمادية في حياة […]