أكتوبر 7, 2024

سَلِّم قلبك للرب

“مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي” (مزمور 66: 20) الكبرياء ليس الشيء الوحيد الذي يمنعنا من تسبيح الله، فالقلب غير الصادق قادر على سَحق الرغبة والقدرة على التسبيح. القلب غير الصادق هو القلب المنافِق أو الممتليء بالشك. يقول كاتب العبرانيين: لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ (عبرانيين 10: 22). يُكرم البعض الله بشفاههم وقلوبهم تمتليء غضبًا أو مرارةً أو حسدًا، لكن الله يعرف بحال قلوبنا وضعفاتنا. لا يمكن أن نحيا حياة تسبيح بقوتنا الخاصة، بل يجب أن نُخضِع أفكارنا ومشاعرنا وإرادتنا للرب، وعندما نفعل ذلك، سيمنحنا الله القوة لتسبيحه باستمرار، بغض النظر عن ظروفنا. عندما طلب الله من إبراهيم في تكوين 22 أن يذبح ابنه إسحق، كان يريده أن يُسلِّم له موضوع محبته، أي أن يتخلَّى عن الشيء الذي كان يحبه أكثر من أي شيء آخر. لم يكن الله يريد حقًا أن يذبح إبراهيم إسحق، لكنه أراد أن يتأكد من أن إبراهيم كان على استعداد لتسليم كل شيء […]
أكتوبر 4, 2024

التواصل مع إله السماء

“أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ” (مزمور 9: 2) يستخدم كل جيل كلمة طنانة؛ ففي التسعينيات، كانت الكلمة هي التواصل، ولم يكن يهم حقًا ما تعرف، بل من تعرف إن الشكل النهائي للتواصل في ملكوت الله هو من خلال حياة التسبيح، فالتسبيح هو تواصل مباشر بيننا وبين أبينا السماوي توقَّف لحظة واسأل نفسك: “هل أنا أتلذذ بتسبيح الله؟ هل أنا في تواصل مع إله السما؟ أم أنا مُنشغل بمطالب وضغوط هذا العالم؟” يخبرنا الكتاب المقدس أن الملائكة يسبحون الله، ويرنمون ” قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مُسْتَحِقٌ هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ” (رؤيا 5: 12) يتطلب التسبيح منا أن نتغيَّر، وأن نُركِّز على الله بدلًا من التركيز على أنفسنا، ومع ذلك، فإننا في كثير من الأحيان نقاوم التغيير لأسباب مختلفة، معتقدين أنه سيكون مؤلمًا أو قاسيًا قد نخشى المجهول ونُفضِّل البقاء في مناطق راحتنا، لكن تسبيح الله يؤثر إيجابيًا على حياتنا، فهو يُغيِّر توجُّهاتنا وعلاقاتنا وأفكارنا، وحتى رغباتنا. عندما نقضي وقتًا في تسبيح مخلصنا، […]
سبتمبر 30, 2024

الانتصار على التجربة

‘‘لِأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ ٱلْمُجَرَّبِينَ’’ (عبرانيين 2: 18) لا تفقِد عزيمتك عندما تشعر بأنَّ العالم فاقد للأمل. فيمكن أن يتغيَّر العالم نحو الأفضل، وسيمنحك الله القوَّة لكي تتمسَّك بحقِّه وتدافع عنه، وسيكافئك عندما تواجه المخطئين بالحقّ، وعندما تسلك في التقوى في مجتمع فاسد، وعندما تثق به بالكامل وتجتهد للسلوك في الاستقامة الروحيَّة أيًّا تكن ظروفك ثِق بأنَّ الله سيساعدك على الصمود في وجه قوى الشر في جميع الظروف، وبأنَّه سيمنحك القوَّة للتغلُّب على التجارب في العالم. ‘‘قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ ٱللهِ ٱلْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ ٱلْفُجُورَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِٱلتَّعَقُّلِ وَٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَى فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْحَاضر’’ (تيطس 2: 11-12) بمَ تتغذَّى؟ هل تتناول طعامًا روحيًّا نجسًا كما فعل البابليون؟ أم إنَّك تحذو حذو دانيال وتحافظ على سلامة نفسك عبر التغذي من كلمة الله؟ إذا أردت أن تحارب الشرّ في هذا العالم، يجب أن تتغذى من كلمة الله بصورة منتظمة. ‘‘أَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ ٱللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ ٱلْخِبْرَةِ فِي كَلَامِ ٱلْبِرِّ لِأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا […]
سبتمبر 29, 2024

غربلة الرسائل

‘‘وَهَذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، حَتَّى تُمَيِّزُوا ٱلْأُمُورَ ٱلْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلَا عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ ٱلْمَسِيحِ’’ (فيلبي 1: 9-10) عندما كان دانيال يتدرَّب في قصر ملك بابل، تمَّ تلقينه أكاذيب بشأن المسيرة الروحيَّة ومعنى الحياة. ومثلما يبثّ مجتمعنا الأكاذيب في أذهاننا كلَّ يوم، تمَّ تلقين دانيال عقائد الثقافة الوثنيَّة حيث كان مسبيًّا. ومع ذلك، تشبَّث دانيال بحق كلمة الله المغروسة في كلّ ذرَّة من كيانه، ورفض التخلِّي عنها، ولم يفقد تركيزه لأنَّه كان يعرف هويَّته في الله وهكذا، يجب علينا أن نحذو حذو دانيال، وأن نغربل كلَّ رسالة نسمعها على ضوء كلمة الله. فمهما بدت الرسالة التي نسمعها جذَّابة، وحتَّى لو سمعناها مرارًا وتكرارًا، يستحيل أن نقبلها إذا لم تمجِّد لله. إذًا، يجب أن نميِّز بين ‘‘حقّ’’ الإنسان وحقّ الله، لكي نحدِّد ما يعطينا سعادة مؤقَّتة وما يمنحنا فرحًا أبديًّا وإذا لم نتمسَّك بتعاليم الله، نصبح أكثر عرضةً لقبول رسائل العالم ونفقد تأثيرنا في ملكوت الله. لذا، صمِّم على فهم ما […]
سبتمبر 28, 2024

شجاعة دانيال

‘‘سَلَامَةٌ جَزِيلَةٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ’’ (مزمور 119: 165) كانت لدى دانيال، أحد أنبياء العهد القديم، أسباب كثيرة تدعو إلى الخوف. فهو سُبيَ في سنّ المراهقة واقتيد إلى أرض غريبة، فانفصل عن عائلته التقيَّة وأُرغم على العيش بين الوثنيين، وكان يخضع لامتحانات أكاديميَّة وروحيَّة بصورة روتينيَّة. ثمَّ سنحت له الفرصة أن يتقابل مع أعظم حاكم في تلك الأيَّام، ومع ذلك، لم يسمح للخوف بالسيطرة عليه، لأنَّه ثبَّت نظره على الله بدلًا من الظروف، وأطاع أحكامه بدلًا من قوانين الوثنيين، وبفضل محبَّته لله وإيمانه به وطاعته له، استطاع أن ينجح في أرض الأشرار نحن أيضًا نعيش في أرض غريبة نتعرَّض فيها يوميًّا للتجارب التي تدفعنا إلى مشاكلة هذا الدهر، يشكِّك العالم في محبَّة الله لنا كلَّ يوم، ويتعرَّض إيماننا للامتحان بصورة روتينيَّة. لكن علينا أن نتذكَّر محبَّة الله لنا، كما فعل دانيال، وأن نضع الإيمان فوق الخوف لكي نتخطَّى هذه العراقيل. لكن كيف نتغلَّب على خوفنا بالإيمان بصورة عمليَّة؟ بدايةً، يجب أن نستعدّ للامتحان من خلال دراسة كلمة الله، فنحن […]
سبتمبر 27, 2024

حلّ المعضلات

‘‘اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ’’ (متى 26: 41) عندما نواجه مواقف الحياة، ليس علينا أن نختار دائمًا بين الصواب والخطأ، وإنَّما قد نضطر أحيانًا إلى الاختيار بين أمرين إيجابيَّين أو بين أمرين سلبيَّين، لكن عندما نثبَّت أنظارنا على الله كلَّ يوم، فإنَّنا نتمكَّن من حلّ المعضلات بسهولة أكبر ليس رفض الخطيَّة سهلًا دائمًا. ففي الأصحاح الثالث من سفر دانيال، نفَّذ الملك تهديده وأمر بإلقاء رفاق دانيال في أتون النار المتَّقدة، لكنَّهم تمسَّكوا بحقّ كلمة الله، فسار يسوع معهم وسط الأتون (دانيال 3: 25). ولمَّا علم الملك بما جرى، ذُهل أمام قدرة الله على حماية الشبان الثلاثة من النار. وهكذا، يتمجَّد الله عندما نقف في وجه الخطايا والتجارب ما هي الخطايا التي تُجرَّب بها باستمرار؟ اطلُب من الله مساعدتك على الابتعاد عن المواقف التي تعرِّضك لهذه التجارب، وحصِّن نفسك ضد الأشخاص والظروف التي توقعك في الخطيَّة، وستتمكَّن بفضل مساعدة الله من التغلُّب على التجربة وتمجيد اسم الله وتشكِّل علاقتنا الوثيقة بالله أفضل سلاح نتحصَّن […]
سبتمبر 26, 2024

مواجهة التجارب

‘‘إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لَا يَسْقُطَ’’ (1 كورنثوس 10: 12) تأتي المعارك من المتنمِّرين أو الظروف أحيانًا، لكن أحيانًا أخرى، تنبثق الصراعات من داخلنا عندما نواجه التجارب. فالتجربة امتحان لقيمنا وعزمنا على خدمة الله، فالله قد يمتحن إيماننا، لكنَّه لا يجرِّبنا أبدًا بالخطيَّة، ‘‘لَا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ»، لِأَنَّ ٱللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ، وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ’’ (يعقوب 1: 13-14) يستخدم الشيطان التجارب لكي يهدم سمعتنا، ويعيق شهادتنا للمسيح، ويبعدنا عن الله وبركاته، ويزرع في أذهاننا بذور الشكّ في محبَّة الله وأمانته. لقد واجه دانيال ورفاقه تحدِّيات كثيرة لكي يتمسَّكوا بإيمانهم ومحبَّتهم لله، لكنَّهم واجهوا التحدِّي الأكبر مباشرةً بعد أن أصبحوا قادة في مملكة نبوخذنصر، حين صنع هذا الأخير تمثالًا له من ذهب وأمَرَ الجميع بالسجود له وعبادته. ولمَّا رفض دانيال ورفاقه الخضوع للمرسوم الصادر عن الملك، أمَرَ هذا الأخير برميهم في أتون النار المتَّقدة ليحترقوا حتّى الموت (دانيال 3: 1-6) ليس أحد […]
سبتمبر 25, 2024

التعامل مع المتنمِّر

‘‘وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ’’ (متى 5: 44) عندما نقرِّر التعامل مع المتنمِّر في حياتنا، يمكننا تعلُّم الكثير من طريقة تعاطي دانيال مع الملك نبوخذنصر. فنحن نرى أنّه صلَّى طوال الليل مع رفاقه الأتقياء طالبًا معونة الله. وعندما نطلب المساعدة من الله، يجب أن نصلِّي أيضًا لأجل المتنمِّر المسيء إلينا. وقد يبدو أحيانًا أنَّ الصلاة الحارَّة لإعلان البركات على حياة المتنمِّر أصعب من مواجهته، لكنَّ قوَّة المحبَّة تمكِّننا من التعامل مع المواقف بالطريقة التي ترضي الله، كما أنَّ صلوات دانيال مع رفاقه منحته الجرأة للمثول أمام الملك المتنمِّر عندما تصلِّي طالبًا من الله أن يمنحك الجرأة، لاحظ دوافعك قبل أن تبادر إلى الكلام أو التصرُّف. فالدوافع النقية والضمير الصالح يمنحانك قوَّة. وقد جاء في سفر الأمثال: ‘‘أَمَّا ٱلصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْلٍ ثَبِيتٍ’’ (أمثال 28: 1). إذًا، عندما نصلِّي طالبين الجرأة، يجب أن تتركَّز دوافعنا على أن يزيد الآخرون فيما نحن ننقص. فالتواضع يُبقي دوافعنا نقيَّة: ‘‘لَا شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، […]
سبتمبر 24, 2024

أعطِ المجد لله

‘‘لِأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ لِكَيْ يُحَارِبَ عَنْكُمْ أَعْدَاءَكُمْ لِيُخَلِّصَكُمْ’’ (تثنية 20: 4) عندما تنتصر على المحن، احرص على عدم الوقوع في فخّ تمجيد نفسك على ما حقَّقته من نجاح. فالله هو مَن أنار لنا الطريق، ومنحنا كتابًا مليئًا بالحكمة لكي نسلك فيها، وهو وحده حثَّنا من خلال الروح القدس على طلب وجهه وطاعته، وأرسل إلينا أصدقاء أتقياء لتشجيعنا، ومنحنا روح تمييز، واختبارات، ومعلِّمين، وحكمة روحيَّة لكي نتمكَّن من حلّ مشاكلنا نقرأ في الأصحاح الثاني من سفر دانيال أنَّ الملك هدَّد بقتل الحكماء جميعًا، بمَن فيهم دانيال ورفاقه، بعد أن عجزوا عن تفسير حلمه المزعج، لكنَّ دانيال ورفاقه صلُّوا طوال الليل، فتدخَّل الله وأنقذهم، ‘‘حِينَئِذٍ لِدَانِيآلَ كُشِفَ ٱلسِّرُّ فِي رُؤْيَا ٱللَّيْلِ. فَبَارَكَ دَانِيآلُ إِلَهَ ٱلسَّمَاوَاتِ. ٢٠ أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «لِيَكُنِ ٱسْمُ ٱللهِ مُبَارَكًا مِنَ ٱلْأَزَلِ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ، لِأَنَّ لَهُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْجَبَرُوتَ’’ (دانيال 2: 19-20) وما إن نال دانيال تفسيرًا للحلم في رؤيا الليل حتَّى سارع إلى إعطاء المجد لله، ولم يدَّعِ التمتُّع بمعرفة أو حكمة فائقة للطبيعة، لأنَّه كان يعلم […]
سبتمبر 23, 2024

نبوخذنصر المتنمِّر

‘‘إِذًا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي ٱلْغَضَب’’ (يعقوب 1: 19) لا بدَّ أنَّنا نتذكَّر بمعظمنا متنمِّرًا واحدًا على الأقل في المدرسة، خصوصًا إذا كان هذا الأخير يدفعنا في الملعب أو يضايق الآخرين باستمرار أو يهدِّدهم ويتلاعب بهم. لكنَّنا لا نصادف المتنمرين في المدرسة فحسب، فهم موجودون أيضًا في عائلاتنا وفي أماكن عملنا وفي مجتمعاتنا المتنمِّر هو مَن يسعى إلى التحكُّم في الآخرين واستغلالهم. وهو يستمدّ قوَّته من استضعاف الآخرين، ويُسرّ في انتقادهم والاستهزاء بهم عندما نقرأ سفر دانيال، نتعرَّف إلى ملك يشكِّل مثالًا للقائد المتنمِّر؛ إنَّه الملك نبوخذنصَّر الذي حكم الإمبراطورية البابليَّة عندما كان دانيال ورفاقه في سنّ المراهقة، وأُرسِلوا للدراسة في قصر الملك. ونقرأ في الأصحاح الثاني من سفر دانيال أنَّ نبوخذنضر انزعج كثيرًا بسبب حلم، فاستدعى الحكماء جميعًا، بمن فيهم دانيال ورفاقه، وأمر بقتلهم لأنَّهم لم يتمكَّنوا من تفسير حلمه ولمَّا علم دانيال ورفاقه بأمر الملك، صلُّوا طوال الليل طالبين تدخُّل الله، فأوحى الله لدانيال بتفسير الحلم. ويمكننا أن […]
سبتمبر 21, 2024

لستم بلا رجاء

وَٱلرَّجَاءُ لَا يُخْزِي، لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ قَدِ ٱنْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْمُعْطَى لَنَا  (رومية 5: 5) ابتدأ نمط الخيانة والسبي والتوبة والخلاص مع أبوَينا الأوَّلَين، آدم وحواء، حين اختارا السلوك في الطريق الخطأ، وأطلقا العنان لدوَّامة التمرُّد والتألُّم التي تردَّد صداها عبر التاريخ. واليوم، تتألَّم الكنيسة في الحضارة الغربية، كما في جميع أنحاء العالم، جرَّاء قرون من المساومة الروحيَّة تأسَّست الحضارة الغربية على يد حركة الإصلاح المسيحي التي جلبت النور والحياة إلى عالم منبثق من العصور المظلمة. لكنَّ الحضارة الغربية انحرفت عن مبادئها التأسيسية، وبتنا نحتاج اليوم إلى إصلاح جديد لإيقاظ الغرب من سباته. أمَّا نحن المؤمنون بالرب يسوع المسيح فلسنا بلا رجاء، بل لدينا أعظم رجاء على الإطلاق، وهو الله الإنسان الذي عُلِّق على الصليب ليفدي البشرية، وقام من الموت لإعلان قدرته الإلهية. واليوم، ذراعاه مفتوحتان لنا، وهو يدعونا قائلًا، “توبوا، تعالوا إليّ، وسأنقذكم من أعدائكم وأردُّ نفسكم” لكنَّنا نستطيع كسر هذا النمط الدوري الذي ابتدأ مع آدم وحواء، واستمر طوال العهد القديم، ولا يزال ساري المفعول حتى […]
سبتمبر 20, 2024

التركيز على السماء

لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ (عبرانيين 12: 1-2) إن محور كل إنجيل زائف هو نحن، وآرائنا السياسية، وسعادتنا، وأعمالنا الصالحة، وتفسيرنا الخاص لكلمة الله، وخبراتنا الشخصية. أما إنجيل يسوع المسيح، فمحوره هو يسوع – موته، ودفنه، وقيامته. كل الأناجيل الزائفة يكون محورها الإنسان، أما الإنجيل الحقيقي الوحيد فمحوره هو المسيح. حتى رجاء السماء لا يرتكز كثيرًا علينا وعلى تمتعنا بالسماء، بل على حقيقة أننا سنكون هناك مع المسيح لماذا غاب الرجاء الأبدي عن نظر الكثير من المؤمنين؟ لماذا يرفع الكثير من المؤمنين نظرهم عن جائزة مسكنهم السماوي، مدينة الله؟ أعتقد أننا نغفل مسكننا الأبدي لخمسة أسباب أولاً، لأن لدينا تصور خاطئ عن السماء. هناك العديد من الصور المشوهة للسماء في ثقافتنا، مما يجعلنا لا نشتاق إلى المدينة السماوية الرائعة التي أعدها لنا يسوع ثانيًا، لأن ضغوط الحياة تحجب رؤيتنا. يمكن لمشاكل حياتنا اليومية أن تسلبنا تركيزنا على السماء […]