أكتوبر 16, 2024

التعبير عن الإجلال

“كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ. هَلِّلُويَا” (مزمور 150: 6) هل فكرت يومًا فيما يفعله المؤمنون الذين سبقونا في السماء؟ شيء واحد يمكننا التأكد منه وهو أنهم يشتركون مع الملائكة في تسبيح الله! يسجل النبي إشعياء مشهد رائع من التسبيح: فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ” فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ، وَامْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا. (إشعياء 6: 1-4) تخيل هذا المشهد وفَكِّر في شعور إشعياء في محضر الله. لا يمكن للكلمات البشرية أن تعبر عن المجد الذي شهدته عيناه. نحن نعيش كأولاد لله في عالم مرئي وملموس، لكننا غرباء في هذه الأرض، فموطننا الأبدي هو في السماء، حيث سنسبح الله، لذا فإن التسبيح أمر حيوي لسلامتنا الروحية في أوقات التسبيح، يكون الله هو محور قلوبنا، فنراه كمصدر رجائنا وقوتنا. يُغيِّر التسبيح توجُّهاتنا ويُعِدُّنا لظهور قوة […]
أكتوبر 15, 2024

يهوه رافا

“لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا” (إشعياء 53: 4-5). هل تتألم اليوم؟ ربما تعاني من ألم جسدي مثل الصداع أو أي مرضٍ آخر، أو ربما تعاني من الألم العاطفي الناتج عن الإحباط والاكتئاب والمشاعر المجروحة، أو تتألم روحيًا من مرارة الخطية غير المعترف بها أو الروح المنكسرة. إذا كنت تتألم اليوم، اطلب معونة يهوه رافا، الطبيب العظيم. في خروج 15: 26، يُعلِن الله عن اسمه يهوه رافا ” الرب شفانا”. كلمة رافا تعني “شفاء وعلاج”. لا يَعِد الله بأن يشفينا في حالة منفردة من المرض أو الاحتياج، لكنه يقول “أنا هو الشفاء”. يهوه رافا هو كمالنا، ويتردد صدى هذه الحقيقة في العهد الجديد في كل مرة يقول فيها يسوع لأحدهم: “كُنْ كاملاً”، فالكمال هو ما يريده الله لنا، وليس هناك أي مرض أو ألم يستطيع أن يصمُد أمام لمسة يسوع الشافية. يختبر المؤمن الكمال حتى في الموت إذ يقضي الأبدية معه. يهوه […]
أكتوبر 14, 2024

أسماء الله

“لِيُسَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ. مَجْدُهُ فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ” (مزمور 148: 13) اختار الله لنفسه أسماء تعكس شخصيته وهويته، فهي ليست اختراعًا بشريًا، بل مُركَّب من طبيعته وسلطانه ورغباته، وهي هبة لنا من الله حتى نبدأ في فهم عظمته يجب ألا نأخذ أمر تبنِّي الله لنا كأمر مسلَّم به، فنحن ورثة لأبينا السماوي أي انعكاسًا له (اقرأ غلاطية 4: 6-7)، ويجب أن نكون مُدركين لامتياز أن نُدعى أبناء وبنات الله العلي عندما تفهم معنى أسماء الله، ستُدرك أن بها قوة عظيمة، فإذا كنت الآن في حالة من الصراع، صلِّ إلى الله وادعُ باسمه، لأن مزمور 124: 8 يخبرنا بأن “عَوْنُنَا بِاسْمِ الرَّبِّ، الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ”، فهو قوتنا وراعينا يهوه العظيم، وهو معنا الآن، وقد أعطانا النُصرة بالفعل إذا كنت تريد أن تعرف الله وأن يكون لك علاقة وثيقة معه، تعرَّف على أسمائه، واستخدمها في أوقات صلاتك. تأمل في ما يعنيه كل اسم لشخصية الله، وعندما تعرف أسماءه – يهوه، ويهوه يرأه، ويهوه نِسِّي، ويهوه مقادش، ويهوه شالوم،… […]
أكتوبر 13, 2024

أسماء الله الرائعة

“أُخْبِرْ بِٱسْمِكَ إِخْوَتِي. فِي وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ” (مزمور 22: 22) في الماضي، كان اسم الإنسان يعني كلَّ شيء، حتَّى إنَّه كان أهمّ من كلّ ما في العالم من أموال ونفوذ. يوضح  الكتاب المقدس أنَّ الله أعطى أهمية كبرى للأسماء لدرجة أنَّه عمدَ إلى تغييرها في بعض الأحيان لإعطاء صاحبها  هوية جديدة تدلُّ على دعوته الجديدة لحياته. ذكرْنا سابقًا أنَّ الله غيّر اسم ابراهيم من أبرام، الذي يعني “الأب المرتفع أو المتعالي”، إلى إبراهيم، الذي يعني “أبًا لجمهور”. لكن يوجد سبب آخر وراء قيام الله بهذا التغيير، وهو أنَّ والدَي ابراهيم كانا، على الأرجح، من عبدة القمر في أور، وقد أطلقا على ابنهما اسم أبرام تيمُّنًا بإله القمر أو بأيّ إله وثنيّ آخر. ثمَّ أراد الله أن يكون لابراهيم اسم يعكس خطَّته لحياته، ويفصله تمامًا عن أسلوب حياته الوثني القديم. عندما تعبد الله، خصِّص وقتًا للتأمُّل بأسمائه، وبالطريقة التي ينطبق بها كلٌّ منها على حياتك، وسيكون لفهم أسماء الله تأثير هائل على عبادتك وإخلاصك الشخصي للرب. إليك بعض أسماء الله في […]
أكتوبر 12, 2024

تسبيح اسم الله

“بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ” (مزمور 103: 1). تخبرنا كتب التاريخ عن حادثة وقعت في حياة نابليون؛ اقترب رجل ذات مرة من الإمبراطور الفرنسي وقال له: “أنا سعيد جدًا بلقائك! إن اسمي هو نفس اسمك”. ولأن نابليون كان يعلم أن للرجل سمعة سيئة، غضب وصرخ قائلًا: “إما أن ترقى إلى مستوى اسمك أو أن تُغيره!” لا تؤخذ الأسماء على محمل الجد في الثقافة الأمريكية، ولكن في الشرق الأوسط يُعطَى الشخص اسمًا إما تكريمًا لأحد الأقارب المحبوبين أو لأنه موجود في العائلة منذ أجيال. أما في عصر الكتاب المقدس، فكان يتم اختيار الأسماء بعناية شديدة وبشكل متعمد كإشارة لشخصية الطفل في المستقبل، وكان الاسم يعكس أيضًا شخصية الشخص وقدراته. لهذا تم تغيير أسماء بعض الأشخاص في الكتاب المقدس، فقد كان الاسم الأصلي لبطرس هو صفا، لكن يسوع غيره إلى بطرس الذي معناه “الصخرة”، وكذلك تم تغيير اسم أبرام إلى إبراهيم، والذي يعني “أب لجمهور من الأمم”، والأسماء الجديدة من منظور الله تعني رسالة جديدة. أما […]
أكتوبر 11, 2024

قدِّموا ذواتَكم لله

“أَوَّلَ أَبْكَارِ أَرْضِكَ تُحْضِرُهُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ” (خروج 23: 19). ينبغي أن يكون وقت جمع التقدمات من أهمِّ المراحل في اجتماع العبادة، لكنْ، يجهل كثيرون البركة العظيمة التي يمكنهم نيلها من خلال العطاء لله، فلا يقدمِّون له وقتهم ومواهبهم وأموالهم، ونتيجة ذلك، يخسرون بركة عظيمة. ينطوي التسبيح الحقيقي على العطاء. في الواقع، يستحيل أن نسبِّح الله كما يليق، بدون أن نقدِّم له ذواتَنا من خلال الصلاة أو التسبيح. يحثُّنا اللهُ في سفر الخروج 23: 19 على إكرامه من أبكار غلَّاتنا، فنحن نعطي لله لأنَّنا نعلم أنه يحبُّنا وأنَّه أعطانا من ذاته أكثر مما يمكننا أن نعطيه في المقابل. إذًا، العطاء جزء لا يتجزأ من العبادة والتسبيح، لكنه لا يقتصر على المجال المالي فحسب، وقد فسَّر يسوع هذا الأمر لتلاميذه من خلال مَثَلَ الخراف والجداء حين قال لهم، “الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلَاءِ ٱلْأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ” (متى 25: 40). نحن نسبِّحُ الله ونكرمه عندما نبدي اهتمامًا ولطفًا للآخرين. ربَّما تتساءل الآن ما إذا كان الله يهتم […]
أكتوبر 9, 2024

رجاء ناتج عن التسبيح

“لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ” (مزمور 33: 22) يجعل التسبيح تركيزنا على عالم الروح – الواقع السماوي الروحي الذي يدعونا لكي نحيا ونتحرك به، ويجلب لنا فرحًا وسط الظروف الصعبة. عندما نسبِّح الله من أجل شخصه وأعماله، يحدث شيء عجيب؛ فنرى بوضوح حقيقة طبيعته؛ نرى أنه ملكنا القدوس غير المحدود، كُلِّي العِلم والحِكمة والقدرة، المحب والرحيم وطويل الأناة عندما نبدأ في تسبيح الله وعبادته، نرى أيضًا بوضوح حقيقة أنفسنا، بما في ذلك حقيقة خطايانا وعدم استحقاقنا، وكلما زاد إدراكنا لصفات الله، نواجَه بحقيقة عدم وجود تلك الصفات فينا. أخبرنا إشعياء النبي أن الذين ينتظرون (برجاء) الرب يُجدَدون قوةً ويستعيدون طاقتهم (اقرأ إشعياء 40: 28-31) ولكي نكتسب هذا الرجاء، علينا أن ننظر إلى كل ما يمكن لله أن يفعله، وليس إلى ما يمكن للإنسان أن يفعله، فالرجاء يفيض بداخلنا عندما نركز على قدرات الله، وليس على ضعف الإنسان وعجزه، كما يظهر عندما نُسبِّح الله على كماله – معترفين ومُقرِّين بقدرته – بدلاً من تبجيل محاولات الإنسان الضعيفة غير الكاملة […]
أكتوبر 7, 2024

سَلِّم قلبك للرب

“مُبَارَكٌ اللهُ، الَّذِي لَمْ يُبْعِدْ صَلاَتِي وَلاَ رَحْمَتَهُ عَنِّي” (مزمور 66: 20) الكبرياء ليس الشيء الوحيد الذي يمنعنا من تسبيح الله، فالقلب غير الصادق قادر على سَحق الرغبة والقدرة على التسبيح. القلب غير الصادق هو القلب المنافِق أو الممتليء بالشك. يقول كاتب العبرانيين: لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ (عبرانيين 10: 22). يُكرم البعض الله بشفاههم وقلوبهم تمتليء غضبًا أو مرارةً أو حسدًا، لكن الله يعرف بحال قلوبنا وضعفاتنا. لا يمكن أن نحيا حياة تسبيح بقوتنا الخاصة، بل يجب أن نُخضِع أفكارنا ومشاعرنا وإرادتنا للرب، وعندما نفعل ذلك، سيمنحنا الله القوة لتسبيحه باستمرار، بغض النظر عن ظروفنا. عندما طلب الله من إبراهيم في تكوين 22 أن يذبح ابنه إسحق، كان يريده أن يُسلِّم له موضوع محبته، أي أن يتخلَّى عن الشيء الذي كان يحبه أكثر من أي شيء آخر. لم يكن الله يريد حقًا أن يذبح إبراهيم إسحق، لكنه أراد أن يتأكد من أن إبراهيم كان على استعداد لتسليم كل شيء […]
أكتوبر 4, 2024

التواصل مع إله السماء

“أَفْرَحُ وَأَبْتَهِجُ بِكَ. أُرَنِّمُ لاسْمِكَ أَيُّهَا الْعَلِيُّ” (مزمور 9: 2) يستخدم كل جيل كلمة طنانة؛ ففي التسعينيات، كانت الكلمة هي التواصل، ولم يكن يهم حقًا ما تعرف، بل من تعرف إن الشكل النهائي للتواصل في ملكوت الله هو من خلال حياة التسبيح، فالتسبيح هو تواصل مباشر بيننا وبين أبينا السماوي توقَّف لحظة واسأل نفسك: “هل أنا أتلذذ بتسبيح الله؟ هل أنا في تواصل مع إله السما؟ أم أنا مُنشغل بمطالب وضغوط هذا العالم؟” يخبرنا الكتاب المقدس أن الملائكة يسبحون الله، ويرنمون ” قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مُسْتَحِقٌ هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ” (رؤيا 5: 12) يتطلب التسبيح منا أن نتغيَّر، وأن نُركِّز على الله بدلًا من التركيز على أنفسنا، ومع ذلك، فإننا في كثير من الأحيان نقاوم التغيير لأسباب مختلفة، معتقدين أنه سيكون مؤلمًا أو قاسيًا قد نخشى المجهول ونُفضِّل البقاء في مناطق راحتنا، لكن تسبيح الله يؤثر إيجابيًا على حياتنا، فهو يُغيِّر توجُّهاتنا وعلاقاتنا وأفكارنا، وحتى رغباتنا. عندما نقضي وقتًا في تسبيح مخلصنا، […]
سبتمبر 30, 2024

الانتصار على التجربة

‘‘لِأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ ٱلْمُجَرَّبِينَ’’ (عبرانيين 2: 18) لا تفقِد عزيمتك عندما تشعر بأنَّ العالم فاقد للأمل. فيمكن أن يتغيَّر العالم نحو الأفضل، وسيمنحك الله القوَّة لكي تتمسَّك بحقِّه وتدافع عنه، وسيكافئك عندما تواجه المخطئين بالحقّ، وعندما تسلك في التقوى في مجتمع فاسد، وعندما تثق به بالكامل وتجتهد للسلوك في الاستقامة الروحيَّة أيًّا تكن ظروفك ثِق بأنَّ الله سيساعدك على الصمود في وجه قوى الشر في جميع الظروف، وبأنَّه سيمنحك القوَّة للتغلُّب على التجارب في العالم. ‘‘قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ ٱللهِ ٱلْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ ٱلْفُجُورَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِٱلتَّعَقُّلِ وَٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَى فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْحَاضر’’ (تيطس 2: 11-12) بمَ تتغذَّى؟ هل تتناول طعامًا روحيًّا نجسًا كما فعل البابليون؟ أم إنَّك تحذو حذو دانيال وتحافظ على سلامة نفسك عبر التغذي من كلمة الله؟ إذا أردت أن تحارب الشرّ في هذا العالم، يجب أن تتغذى من كلمة الله بصورة منتظمة. ‘‘أَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ ٱللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ ٱلْخِبْرَةِ فِي كَلَامِ ٱلْبِرِّ لِأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا […]
سبتمبر 29, 2024

غربلة الرسائل

‘‘وَهَذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، حَتَّى تُمَيِّزُوا ٱلْأُمُورَ ٱلْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلَا عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ ٱلْمَسِيحِ’’ (فيلبي 1: 9-10) عندما كان دانيال يتدرَّب في قصر ملك بابل، تمَّ تلقينه أكاذيب بشأن المسيرة الروحيَّة ومعنى الحياة. ومثلما يبثّ مجتمعنا الأكاذيب في أذهاننا كلَّ يوم، تمَّ تلقين دانيال عقائد الثقافة الوثنيَّة حيث كان مسبيًّا. ومع ذلك، تشبَّث دانيال بحق كلمة الله المغروسة في كلّ ذرَّة من كيانه، ورفض التخلِّي عنها، ولم يفقد تركيزه لأنَّه كان يعرف هويَّته في الله وهكذا، يجب علينا أن نحذو حذو دانيال، وأن نغربل كلَّ رسالة نسمعها على ضوء كلمة الله. فمهما بدت الرسالة التي نسمعها جذَّابة، وحتَّى لو سمعناها مرارًا وتكرارًا، يستحيل أن نقبلها إذا لم تمجِّد لله. إذًا، يجب أن نميِّز بين ‘‘حقّ’’ الإنسان وحقّ الله، لكي نحدِّد ما يعطينا سعادة مؤقَّتة وما يمنحنا فرحًا أبديًّا وإذا لم نتمسَّك بتعاليم الله، نصبح أكثر عرضةً لقبول رسائل العالم ونفقد تأثيرنا في ملكوت الله. لذا، صمِّم على فهم ما […]
سبتمبر 28, 2024

شجاعة دانيال

‘‘سَلَامَةٌ جَزِيلَةٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ’’ (مزمور 119: 165) كانت لدى دانيال، أحد أنبياء العهد القديم، أسباب كثيرة تدعو إلى الخوف. فهو سُبيَ في سنّ المراهقة واقتيد إلى أرض غريبة، فانفصل عن عائلته التقيَّة وأُرغم على العيش بين الوثنيين، وكان يخضع لامتحانات أكاديميَّة وروحيَّة بصورة روتينيَّة. ثمَّ سنحت له الفرصة أن يتقابل مع أعظم حاكم في تلك الأيَّام، ومع ذلك، لم يسمح للخوف بالسيطرة عليه، لأنَّه ثبَّت نظره على الله بدلًا من الظروف، وأطاع أحكامه بدلًا من قوانين الوثنيين، وبفضل محبَّته لله وإيمانه به وطاعته له، استطاع أن ينجح في أرض الأشرار نحن أيضًا نعيش في أرض غريبة نتعرَّض فيها يوميًّا للتجارب التي تدفعنا إلى مشاكلة هذا الدهر، يشكِّك العالم في محبَّة الله لنا كلَّ يوم، ويتعرَّض إيماننا للامتحان بصورة روتينيَّة. لكن علينا أن نتذكَّر محبَّة الله لنا، كما فعل دانيال، وأن نضع الإيمان فوق الخوف لكي نتخطَّى هذه العراقيل. لكن كيف نتغلَّب على خوفنا بالإيمان بصورة عمليَّة؟ بدايةً، يجب أن نستعدّ للامتحان من خلال دراسة كلمة الله، فنحن […]