يونيو 11, 2024

ماذا سيقول يسوع؟

“فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟” (لوقا 13: 2) عندما تحدث مأساة، علينا أ، نفكر في الأبدية اقرأ لوقا ١٣: ١- ٥ كلما حدثت مأساة، وفقد الناس حياتهم بشكل مُفاجيء، تظهر نفس الأسئلة المعتادة: “أين الله من كل هذا؟”، “كيف يمكن لإله محب ورحيم أن يسمح بهذا الفَقد في الأرواح؟”، “لماذا لم يمنع الإله الكلِّي المعرفة حدوث هذا الأمر؟” و”إذا لم يكن الله كلي القدرة، فلماذا نعبده؟” في لوقا 13، تحدث يسوع عن حدثين محددين كانا في أذهان الناس؛ أولهما أنه كان هناك قتل لبعض اليهود من الجليل الذين أتوا إلى أورشليم للعبادة في الهيكل. الحدث الثاني كان كارثة طبيعية، فقد سقط برج في أورشليم بشكل مفاجيء، مما أدى إلى موت 18 شخص كانوا يقفون على مقربة منه. مأساتان مختلفتان تمامًا، ولكن النتيجة واحدة: موت الكثير من الناس بشكل مفاجيء لقد توصَّل الناس في أيام يسوع إلى استنتاج مضلل، وهو أن الرجال والنساء الذين ماتوا لا بد وأنهم […]
يونيو 9, 2024

كما في السماء كذلك على الأرض

لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ’’ (متى 6: 10) اقرأوا متَّى 6: 9-13 نعيش نحن المؤمنون على رجاء دخول السماء باعتبارها حقيقة مستقبلية، لكنَّ السماء في داخلنا هنا والآن، فيسوع قال، ‘‘لَا يَأْتِي مَلَكُوتُ ٱللهِ بِمُرَاقَبَةٍ… لِأَنْ هَا مَلَكُوتُ ٱللهِ دَاخِلَكُمْ’’ (لوقا 17: 20-21). إذا أردنا أن نفهم كيف يمكن أن يكون ملكوت السماوات موطننا المستقبلي وأن يكون في داخلنا أيضًا، نحتاج إلى رؤية الأبديَّة بإعلان من الروح القدس. إذا لم نخصِّص وقتًا للتعلُّم من أبينا السماوي والاستماع إليه من خلال كلمته وروحه، فلن ترى أعيننا الروحية بوضوح (أفسس 1: 18-19)، ولن نتمكَّن من عيش حياة الطاعة لأننا لن نرى شخص المسيح وعمله بوضوح يقول بولس إنَّه بفضل عمل المسيح، ‘‘بَارَكَنَا الله بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ’’ (أفسس 1: 3). عندما غيّر الله هويتي، غيّر أسلوب حياتي، وأجلسني معه في السماويات في المسيح يسوع (أفسس 2: 6)، فبدأت أختبر تغييرًا جذريًّا في كلامي وسلوكي، وفي طريقة  تعاملي مع التجربة. لماذا؟ لأنَّ الله أعطى أولاده كلَّ ما […]
يونيو 8, 2024

كيف يبدو الجحيم

ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ ٱلْيَسَارِ: ٱذْهَبُوا عَنِّي يامَلَاعِينُ إِلَى ٱلنَّارِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلَائِكَتِهِ’’ (متى 25: 41) اقرأوا لوقا 16: 19-31 تكلَّمَ يسوعُ عن الجحيمِ أكثرَ ممَّا تكلَّمَ عن السماء في خلال خدمته الأرضيَّة، فموضوع الجحيم جِدِّيّ، وقد أراد يسوع أن يدرك الجميع أنَّهم، بدونِه، سيذهبون حتمًا إلى الجحيم، فحذَّرهم منه بالأسلوب الأكثر تحنُّنًا ورأفةً لأنَّه يحبُّهم محبَّة عظيمة. لكنَّ موضوع الجحيم صار مثيرًا للجدل، فأصبح الكثير من الرعاة يتجنَّبون التطرُّق إليه في عظاتِهم لئلَّا تُطلقَ عليهم تسمية ‘‘وعاظ النار والكبريت’’، لكنْ بما أنَّ يسوع أعطى أهمية لموضوع الجحيم، أفلا يجدر بنا أن نحذو حذوه؟  يتساءل البعض قائلين، ‘‘إذا كان الله إلهًا صالحًا، فلِمَ يدع الناس يذهبون إلى الجحيم؟’’ الحقيقة هي أنَّ النار الأبديَّة ‘‘معدَّة لإبليس وملائكته’’ (متى 25: 41)، وفي حين أنَّ لا خيار لإبليس وأعوانه بشأن وجهتِهم الأبديَّة، يمكنُ لكلِّ إنسان أن يختار النجاة من الجحيم. يمكننا أن نختار الإقبال إلى المسيح عبر التوبة والإيمان والاعتراف بخطايانا، فننال عطيَّة الغفران والحياة الأبدية من يدَي يسوع. لكنَّ فداء […]
يونيو 7, 2024

كيف تبدو السماء

وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا: «هُوَذَا مَسْكَنُ ٱللهِ مَعَ ٱلنَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَٱللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهًا لَهُمْ’’ (رؤيا 21: 3) اقرأوا رؤيا 21: 2-7 عندما نصعد إلى السماء، سنرى يسوع وجهًا لوجه، ولن نصادف أي عوائق أو قيود تمنعنا من رؤية حقيقة شخصه. بدون يسوع، ليست  السماء سماءً، لكنَّنا نشكر الله لأنَّ يسوع سبقَنا إلى هناك لكي يُعِدُّ لنا مكانًا، وهو سيعود يومًا ليأخذنا إلى مسكننا الأبدي عندما نغمض عيوننا مرَّة أخيرة على هذه الأرض، سنكون في شركة دائمة مع أحبائنا الذين سبقونا في الإيمان. ربَّما سمعتم أنَّ أحبَّاءكم الذين رحلوا ‘‘راقدون’’ إلى مجيء يسوع. قد تُسَمَّى هذه الحالة ‘‘حالة اللاوعي’’ أو ‘‘نوم الروح’’، لكنَّ هاتين التسميتين غير واردتين في الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس يخبر عن أولئك الذين ‘‘رقدوا’’، وإنَّما على سبيل الاستعارة لتوضيح هذه الحقيقة المهمة، وهي أنَّ موتنا هو مجرَّد موت مؤقَّت لأنَّ يسوع مات من أجلنا، وبفضل ذبيحته، يمكننا القول مع بولس: ‘‘…«ٱبْتُلِعَ ٱلْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ». «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ […]
يونيو 5, 2024

حكمة الله مُتاحة لنا

“طُرُقَكَ يَا رَبُّ عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي. دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي، لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهُ خَلاَصِي. إِيَّاكَ انْتَظَرْتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ” (مزمور 25: 4-5) إذا أردنا أن نتلذذ حقًا بالرب، يجب أن نعرف قَدْر كلمته ونتعامل معها كدليل ومُرشِد لنا في البرية. كلمة الله هي كنز ذو قيمة كبيرة أجزله لنا أبونا السماوي الكريم، لكن لا يزال العديد من المؤمنين يعيشون اليوم كما لو كانوا محاصرين بالفقر. لا يمكن لشخص لديه ثروة كبيرة في البنك أن يعيش في الشوارع ويتسول للحصول على الصدقات، وبالمثل، لا ينبغي لأولاد الله أن يصارعوا كل يوم في حياتهم في يأسٍ، بينما لديهم الفرصة للحصول على الحكمة والإرشاد من الله القدير. يجب علينا، كأولاد لله، أن نتعلم كيف نُطبِّق الكتاب المقدس في كل مجال من مجالات الحياة وكل الظروف التي نواجهها من أجل خيرنا ولمجد الله. إذا لم نسمح لكلمة الله أن توجه قراراتنا وعلاقاتنا، سوف نطفئ عمل الروح القدس لتقديسنا وتعميق علاقتنا مع أبينا السماوي. لقد أعطانا الله كلمته لنستخدمها، وليس لنحبها فقط. إذا كنا سنعيش من […]
يونيو 4, 2024

سراجٌ وسيفٌ

“خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ” (مزمور 119: 11) عندما نستخدم كلمة الله كسراج لأقدامنا وكسيف ضد الخطية، تزداد قدرتنا على التلذذ بحضور الله. قال البروتستانتي جون أوين ذات مرة: “اقتِل الخطية وإلا فإن الخطية ستقتلك”، وهذا حقيقي، لأننا إذا لم نكن في صراعٍ مع الخطية، سنكون في ركود روحي. إذن، كيف نقتل الخطية؟ الجواب ليس فقط في كلمة الله؛ بل هو كلمة الله. وصف بولس سلاح الله في رسالة أفسس بما فيه هذا السلاح الهجومي قائلًا: “سيف الروح الذي هو كلمة الله” (أفسس 6: 17). عندما تجعل كلمة الله في فمك وفي قلبك، يكون لديك سلاح جاهز لمهاجمة الخطية وتنجح في سعيك إلى البِر. لكن كلمة الله ليست مجرد سلاح نستخدمه ضد طبيعتنا الخاطئة وتجارب الشيطان والعالم، بل هي أيضًا راحتنا، ونورنا في الظلام. قد نعثر أو نفشل، لكن الإنجيل يُعلن أننا منتصرون. تُثَبِّت كلمة الله سلامنا مع الله بالإيمان بالمسيح الذي هو برُّنا (اقرأ 1كورنثوس 1: 30). لسنا بعد تحت الناموس، بل تحت النعمة – لم نعد […]
يونيو 2, 2024

بِالرُّوح

“وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ” (غلاطية 5: 16) عندما نتكل على قوة الروح القدس لتُغيّر حياتنا، سوف نجد فرحًا متزايدًا في محضر الله. منذ سنوات عديدة، كنت أصارع مع وزني؛ وكنت أتبع أنظمة غذائية قاسية، وكنت أرى نتائج مذهلة، لكن تلك النتائج لم تكن لتدُم طويلًا، لأن ما كنت أحتاجه حقًا هو تغيير نمط الحياة وقوة الروح القدس لإحداث هذا التغيير في داخلي. عندما نحاول أن نقاوم الشيطان بقوتنا الخاصة، قد ننجح في ذلك لفترة من الوقت، وربما نتقدَّم خطوة إلى الأمام، لكن سرعان ما نجد أنفسنا نتراجع خطوتين إلى الوراء. ينطبق هذا أيضًا على محاولاتنا للتغلُّب على الإغراءات بجهودنا الخاصة وتصميمنا، فنحن بحاجة إلى قوة لا نمتلكها، وهي قوة الروح القدس. قد تقول “لقد خَلُصْت وسأذهب إلى السماء، فما أهمية ذلك الآن؟” لكن الحياة المسيحية يا صديقي هي أكثر بكثير من مجرد الوصول إلى السماء، فاختبار العلاقة الحميمة الحقيقية مع الله وفرح حضوره هو جزء مما سنتمتع به في السماء. هل تبحث عن المزيد من الفرح […]
يونيو 1, 2024

اسكن في حِصن الرب

“فَكَانَ الرَّبُّ لِي صَرْحًا (حِصْنًا)، وَإِلهِي صَخْرَةَ مَلْجَإِي” (مزمور 94: 22) إن التلذذ بحضور الله يعني أننا نثق به كملجأنا وفادينا الذي هزم قوى الخطية والظلام على الصليب. يُعلن الكتاب المقدس أن الله هو ملجأنا وحصننا وصخرتنا، أي أنه أماننا (اقرأ 1صموئيل 2: 2؛ مزمور 18: 2؛ 42: 9)، لكن الطريق الوحيد للدخول في حماية هذا الحِصن الذي لا يُقهَر هو معرفة من هو الله والثقة به. عندما ندرك الحرية التي أعطانا المسيح إياها في الصليب، تكون لدينا ثقة لا تتزعزع في يهوه نسّي “الرب رايتنا”، وعندما تجد كلمة الله موطنًا في قلوبنا، نستطيع أن نتمتع بالسلام الحقيقي. إن قراءة الكتاب المقدس ليست بكافية، فيجب أن ندع رسالة المسيح تسكن فينا بغنى (كولوسي 3: 16)، وهذا يعني أن نسمح للحقائق العميقة المُعلنة في الكتاب المقدس عن شخص الله ووعوده بأن تخترق قلوبنا، وتُعمِّق إيماننا، وتقوي شخصيتنا، وتقودنا بروحه في طريق البر، فكلمة الله هي فقط القادرة على حمايتنا من ضغوط الحياة ومن العدو، وهي الوحيدة القادرة على منحنا رجاء وفرح […]
مايو 31, 2024

اطلب الرب

فَاجْتَازَ الرَّبُّ قُدَّامَهُ، وَنَادَى الرَّبُّ: الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ…” (خروج 34: 6) لكي نتلذذ بحضور الله، يجب أن نعرف شخصيته وصفاته وقلبه حسبما أَعلَن لنا في كلمته. كتب المُصلح مارتن لوثر ذات مرة: “الله موجود في كل مكان؛ ولكنه لا يريدنا أن نبحث عنه في كل مكان بل في كلمته فقط، لذا تواصَل مع الكلمة وستفهمه جيدًا”. عادةً ما ينجذب الناس إلى عَظَمَة الخليقة، ولكن إذا توقفنا عند الخليقة ولم ننظر إلى ما هو أبعد من ذلك – إلى الخالق – فسوف ينتهي بنا الأمر أن نعبد آلهة زائفة، ونفقد العظمة الوحيدة التي ستُشبع أرواحنا – الإله الواحد الحقيقي الذي يستحق عبادتنا الكاملة وخضوعنا التام. الخبر السار هو أن الله يريدنا أن نعرفه، ولهذا اختار أن يُعلن لنا عن ذاته في الكتاب المقدس، ويُظهر لنا في كلمته شخصيته التي لا مثيل لها، وصفاته الإلهية – أمانته ومحبته ورحمته وعدله ونعمته وقوته وقداسته، وغيرها من الصفات التي تُمكِننا من التمتُّع بحضوره. عندما تقرأ وتسمع وتدرس الكتاب […]
مايو 30, 2024

ثَبِّت عينيك على يسوع

“لْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ” (عبرانيين 12: 1-2). لكي تتلذذ بحضور الله، ثبِّت قلبك وفِكرك على المسيح، ولا ترفع عينيك عنه أبدًا. إذا كنت تريد أن تفشل فشلاً ذريعًا في التلذُذ بالرب ثبِّت عينيك على الآخرين، وحاول أن تنال رضاهم، وأن تُحاكي نجاحاتهم، وأن تنتقد ضعفاتهم. لقد تعلَّمتُ هذا مرارًا وتكرارًا من الرجل الذي كان يُتلمذني عندما كان عمري حوالي 18 عامًا، ولم أنسَ أبدًا ما كان يقوله لي: “إذا كنت تريد أن تفشل فشلًا ذريعًا، ثَبِّت عينيك على قادة الكنيسة، وكلما زاد عددهم، كان سقوطك عظيمًا”. بغض النظر عن الطريق الذي تسلكه، أو الإغراءات المُحيطة بك، أو العقبات التي تعترض طريقك، يقدم لك الكتاب المقدس إرشادات واضحة للنجاح: انظُر إلى يسوع ولاحِظه (اقرأ عبرانيين 3: 1؛ 12: 2)، انظر إليه وحده على أنه مثالك، ومُرشدك، والمعيار لأخلاقك، اقضِ كل دقيقة من يومك في محضره، وستجد سلامًا فائقًا وأمنًا، مهما كانت الصعوبات التي تواجهها في الحياة. كيف تنظُر إلى يسوع وتلاحظه؟ من خلال […]
مايو 29, 2024

التغلُّب على الشعور بعدم الأمان

‘‘قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلَامٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَم’’ (يوحنا 16: 33) هل يمنعكم الخوف من تحقيق أمور عظيمة لله؟ هل تصلُّون أن تُتاح أمامكم فرص للكرازة بالمسيح، لكن عندما تكون الفرصة سانحة يمنعكم خجلكم من المجاهرة بإيمانكم؟ الكلُّ يختبر مخاوف وشكوكًا نرى في رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس أنَّ هذا الشاب الذي تدرَّب على يد بولس تصدَّى لشعوره بعدم الأمان، فشجَّعه بولس قائلًا، ‘‘لِأَنَّ ٱللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ. فَلَا تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلَا بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ ٱشْتَرِكْ فِي ٱحْتِمَالِ ٱلْمَشَقَّاتِ لِأَجْلِ ٱلْإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ ٱلله’’ (2 تيموثاوس 1: 7-8) واجه المؤمنون في أيَّام الرسول بولس المشقَّات والاضطهاد، ولا يختلف وضع المؤمنين اليوم، ففي جميع أنحاء العالم، يخاطر الناس بكلِّ شيء للكرازة بالإنجيل. وصحيح أنَّكم قد لا تتعرَّضون أبدًا للسجن بسبب إيمانكم، لكن ما لا شكَّ فيه هو أنَّكم تواجهون صعوبات أخرى لدى خدمة الآخرين، ومنها ردود الفعل العدائية أو السخرية أو الرفض. وقد […]
مايو 27, 2024

نعمة الاختيار

‘‘لَيْسَ أَنْتُمُ ٱخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ’’ (يوحنا 15: 16أ) يجب علينا كمؤمنين أن نتذكر أن الله قد اختارنا ليس لأننا جديرون بمحبته ولكنه اختارنا على الرغم من حالتنا غير الجديرة بمحبته. إن محبته غير مشروطة، واختياره راجع لمشيئته. لماذا يختار الله واحدًا وليس آخر، هذا سر لا يعرفه سوى الله. ولأن اختيار الله لك ولي هو بفضل نعمته، فليس لنا سبب للتفاخُر. هذا الإختيار يدفعنا إلى السجود أمامة في اتضاع وانكسار. يمكننا فقط أن نصرخ إلى الله قائلين “يارب.. لا أعرف لماذا تحبني.. لماذا اخترتني.. لماذا قدَّرت لي هذا.. لكنني، في دهشة وتواضع، أقول لك أني أشكرك وأؤمن بك وأريد أن أقضي كل الأبدية في تسبيحك.” لا توجد قوة في الكون تجعلك متواضعًا أكثر من اختيار الله. قال يسوع لتلاميذه “لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ (يوحنا 15: 16). إذا كان الأمر متروكًا لنا، لما اخترنا اتباعه. فنحن بطبيعتنا، كبشر ساقطين، نتصف بالعِناد والتمرد. لكن بولس يقول أن […]