مايو 12, 2024

من الذي سيذهب إلى السماء؟

“لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا” (رومية 6: 23). تَخيَّل أنك شخص مسئول في الحكومة اليهودية، وقد حفِظْتَ العهد القديم عن ظهر قلب، وتطبِّق الناموس بكل دقة، وتحظَى باحترام كبير في المجتمع، ولكن، على الرغم من كل جهودك، فأنت لا تزال تشعر بأن شيئًا ما ينقصك، وفجأة، يظهر في المجتمع رجل يتكلم بسُلطان، ويغفر الخطايا، ويشفي المرضَى، ويُقيم الموتَى، ويلمس الأبرص، فتبدأ في التفكير في أن هذا الشخص لا بد وأن لديه الجواب. يبدو أن هذا هو ما شعر به نيقوديموس الذي كان عضوًا بارزًا في المجتمع في زمن يسوع. كان نيقوديموس مفتونًا بيسوع، لكنه كان يخشى تدمير سمعته، لذا أتى إلى يسوع في ظُلمة الليل. لقد كان يرى أن يسوع ينظر إلى ملكوت الله بطريقة تختلف عن نظرته، فقال له: “يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللهُ مَعَهُ” (يوحنا 3: 2). الاعتقاد الخاطئ بأن […]
مايو 11, 2024

فُتِحَت كُوَى السموات

وَقَالَ أَلِيشَعُ: اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِل، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِل فِي بَابِ السَّامِرَةِ (2ملوك 7: 1) اقرأ 2ملوك 6: 24، 7: 20 أجاع ملك سوريا سكان السامرة حتى الموت بمنعه إياهم من الحصول على الطعام من الحقول والمزارع، لكن الله أعلن لهم، من خلال النبي أليشع، أنه سيحررهم أعلَن أليشع قائلًا: “هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: فِي مِثْلِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِل، وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِل فِي بَابِ السَّامِرَةِ” (2ملوك 7: 1). كانت هذه نبوءة محددة للغاية؛ لقد أخبر الله شعبه أنه على الرغم من نُدرة الطعام اليوم، وأن ثمن أي نفاية صالحة للأكل فلكي، إلا أن النجدة في طريقها إليهم، والوفرة ستعود قريبًا عندما يتكلم الله، يكون هناك من يؤمن بكلامه، ومن يضحك عليه. سيسخر قاسي القلب والمتعجرف دائمًا من الأخبار السارة. لم يُصدِّق قائد جيش إسرائيل ما قاله له أليشع (اقرأ عدد 2)، فقد كان على يقين من أنه حتى لو بدأ الطعام في التساقط من كُوَى السموات، […]
مايو 10, 2024

الإيمان الطائِع

فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي الأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ اللهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ (2ملوك 5: 14) اقرأ 2ملوك 5: 1-27 يمكن للتوقُّعات أن تكون أمرًا خطيرًا؛ فمن ناحيةٍ، ينبغي أن نتوقع من الله أن يَرقى لمستوى شخصه، ويفي بوعوده، ويعمل كل شيء لخير الذين يحبونه (اقرأ رومية 8: 28)، ولكن من ناحية أخرى، إذا كانت لدينا توقعات حول الكيفية المحددة التي سيعمل الله بها في كل موقف، سنُفوِّت على أنفسنا الخير الذي أعدَّهُ الله لنا خُذ على سبيل المثال “نعمان”، رئيس الجيش السوري، الذي كان يمتلك كل ما يبتغيه الرجال من غِنى وسُلطة وشُهرة ونفوذ، لكنه كان يفتقر إلى شيء سَلَبَهُ متعة كل الأشياء الأخرى، وهو الصحة. لقد كان نعمان يعاني من البَرَص، لذلك عندما ذكرت إحدى جاريات زوجته أن نبيًّا في السامرة يمكنه أن يشفيه، ذهب نعمان جنوبًا إلى أرض إسرائيل بينما كانت رحلته إلى السامرة خطوة إيمان، حمل نعمان معه بعض التوقُّعات حول المعجزة التي كان بحاجة إليها. أولاً، افترض أن النفوذ السياسي الذي يصاحب […]
مايو 9, 2024

قطرة زيت في يد الله

فَقَالَ: اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً. لاَ تُقَلِّلِي. (2ملوك 4: 3) اقرأ 2ملوك 4: 1-7 عندما يبدو الموقف مستحيلًا، يجب أن نتذكر أنه لا يستحيل شيء على الله. في الأوقات العصيبة، لدينا فرصة لممارسة إيماننا والإتكال على قوة الله الخارقة، وهو سيُدبِّر احتياجاتنا، ولن نحتاج سوى أن نثق به يخبرنا 2ملوك 4 عن أرملة ضاقت بها السُبُل. لقد ترك لها زوجها المتوفي دَيْنًا، وجاء المُرابِي لتحصيله. كانت المرأة ستواجه الخزي والذُلْ وكانت ستخسر أولادها، لكنها تذكَّرَت وعود الله كان زوج الأرملة أمينًا من نحو الله، وبصفته ربًّا لأسرته، فقد قاد عائلته إلى الثقة بالرب وطاعته. عرفت هذه المرأة المسكينة أن الله قد وعد بالعناية بالأبرار وتدبير احتياجاتهم، ولذلك، عندما اقتربت من أليشع طالبة عون الله، عرفت أن الله يهتم بظروفها. لم يكن إيمانها في أعمالها الصالحة أو في أمانة زوجها، بل في الله الذي يحفظ وعوده كذلك أظهرت ثقة في تدبير الله؛ عندما سألها أليشع عما كان لديها في منزلها كنقطة بداية، أجابت: […]
مايو 8, 2024

هل لديك أوثان؟

بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟… اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي (إشعياء 46: 5، 9) كان أهل تسالونيكي من عَبَدِة الأوثان، لكنهم تحوَّلوا بمقدار 180 درجة وتركوا عبادة الأوثان، وأصبحوا الآن يعبدون الإله الواحد الحقيقي، وليس هذا فقط، بل انتظروا بصبر مجيء ابنه الرب يسوع المُقام من بين الأموات نرى هنا البراهين الثلاثة العظيمة للإيمان: (1) التغيير، (2) العبادة (3) انتظار مجيء يسوع. قد تقول: “لكن، يا مايكل، أنا لا أعبد أوثان، ولم أنحنِ لوثن أبدًا في حياتي. هذا الكلام لا ينطبق علي”. أرجو أن تفهم أن الوثن ليس إله صغير مصنوع من القصدير أو الحجر، بل هو أي شيء أو شخص يشغل اهتمامنا وأموالنا ووقتنا، وأي شيء أو شخص يسيطر علينا، وأي شيء أو شخص يأخذ مكان الله في حياتنا. قد تكون أوثاننا اليوم هي الطموحات الأنانية، أو تراكم الثروة والسلطة، أو الافتتان بشخص ما، أو إدمان مادة أو سلوك، أو هوس بلذَّة أو متعة يجب علينا نحن الذين نُعلن أن يسوع هو […]
مايو 7, 2024

ما حدث على طريق دمشق

فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَمِعْتُ صَوْتًا يُكَلِّمُنِي وَيَقُولُ بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ (أعمال 26: 14) اقرأ أعمال الرسل 26: 12-18 قام يسوع من الموت في اليوم الثالث، وخرج حيًّا ظافرًا من قبره المستعار في البستان. حاول رجال الدين منع حدوث القيامة عبر الاستعانة بالأختام والحجارة والجنود، لكن بالرغم من محاولاتهم، قام يسوع من بين الأموات ثمَّ استمرَّت المعارضة لقوة قيامة يسوع، وحاولت السلطات الدينية والقادة السياسيون وغيرهم إسكات أتباع يسوع ووضع حد لانتشار الإنجيل. نذكر على سبيل المثال الشاب الفريسي شاول الطرسوسي الذي كان أحد أعداء المسيح. اشتهر شاول بحقده على المؤمنين المسيحيين الذين كانوا يبشرون بالقيامة، فعمد إلى ترهيبهم، وسَجَن كثيرين بينهم، بل وأشرف على قتل استفانوس، وهو أحد الشمامسة في كنيسة أورشليم كان شاول مصمماً على القضاء على المسيحية، ليس في أورشليم فحسب، بل في المنطقة بأكملها، فحصل على إذن من رئيس الكهنة لمطاردة المؤمنين المسيحيِّين على طول الطريق المؤدِّي إلى مدينة دمشق في سوريا لكنْ لم تسرِ الأمور وفق […]
مايو 6, 2024

في حماية جيش السماء

وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلًا وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ (2ملوك 6: 17) اقرأ 2ملوك 6: 8-23 لقد خلقنا الله وافتدانا لنعيش في عالم خارق للطبيعة يكون لنا فيه رجاء لا يخيب. إن شعب الله مدعو للثبات في الإيمان، واثقين من أنه لا يستحيل شيء على الإله الواحد الحقيقي عاش أليشع في زمن مشابه جدًا لزَمَنِنَا، لكنه وقف ضد ثقافة عصره، وعاش واثقًا أن الله قادر على فعل أي شيء أراد ملك سوريا مهاجمة إسرائيل، وأليشع هو من أنقذ الموقف. نظر أليشع إلى الله الذي يعيش في نور لا يُدنَى منه، والذي، في رحمته، اختار شعبه إسرائيل وتكلَّم إلى أليشع لحمايتهم. كلما تآمر ملك سوريا ضد إسرائيل، كان أليشع يعرف تمامًا أين سيضرب، وكان يخبر ملك إسرائيل، فيتم احباط الهجوم. أثار هذا غضب ملك سوريا، الذي ظن أن هناك خائن في وسطهم، ولكن أحد رجاله أخبره بعد ذلك عن أليشع، نبي إسرائيل الشهير. أدرك الملك إن ما يجب عليه […]
مايو 5, 2024

ما حدث في أحد القيامة

لَيْسَ هُوَ هَهُنَا، لِأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ! هَلُمَّا ٱنْظُرَا ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ (متى 28: 6) اقرأ متى 27: 57-28: 6 ٱجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى الوالي الروماني بِيلَاطُس البنطي، وطلبوا إليه إقامة حرَّاس على قبر يسوع لأنَّهم صدَّقوا كلام يسوع أكثر ممَّا فعل تلاميذه، فخافوا من القيامة وأرادوا منع حدوثها ربَّما شعر بيلاطس بأنهم فقدوا فطنتهم الروحيَّة، لكنَّه أراد إرضاء القادة اليهود، فلبَّى طلبهم، وأمَرَ بوضع ختم على القبر، وأقام عليه حراسًا لئلا يأتي التلاميذ ويسرقوا جسد يسوع، لكنْ بحلول صباح يوم الأحد، وُجد الختم مكسورًا، والحجر مدحرجًا، والحراس مرتعدين كأموات، وهكذا لم يتمكَّن أحد من منع حدوث القيامة غير أنَّ رؤساء الكهنة والفريسيِّين لم يتوقَّفوا عن المحاولة، بل وَصَلَ بهم الأمر إلى حدِّ دفع رشوة للحراس ليقولوا إنَّ تلاميذ يسوع جاءوا ليلًا وسرقوا جسده (متى 28: 11-15). وهل يُعقَل أن يقوم التلاميذ الذين خافوا جدًّا من الخروج من مخبأهم بعد القبض على يسوع، بمهاجمة الجنود الرومان الأشدَّاء والتغلُّب عليه لأخذ جسد الرب؟ ليست هذه الرواية قابلة […]
مايو 4, 2024

التخلُّص من السيطرة السامَّة

فَقَالَ: «هَاتُوا دَقِيقًا». فَأَلْقَاهُ فِي الْقِدْرِ وَقَالَ: «صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا». فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي الْقِدْرِ (2ملوك 4: 41) اقرأ 2ملوك 4: 38 – 41 يعتمد الناس في أرض الموعد على المطر، وهذا يعني أنهم يعتمدون على الله. في2 ملوك 4، لم تكن هناك أمطار لفترة طويلة في منطقة الجلجال، حيث كانت توجد مدرسة الأنبياء (مدرسة قديمة للكتاب المقدس)، وكان الشعب هناك يعاني من مجاعة ذات يوم، عندما كان أليشع جالسًا مع الأنبياء، أمر خادمه أن يضع قدر كبيرة من الحساء الساخن. هذا الحساء كان تدبيرًا من الله، نجدةً لهم في وقت الضيق. دائمًا ما ينعش الله أبراره في ضيقهم. قد لا يزيل الله الضيق، لكنه سينعش أولاده في وسطه بعد ذلك، خرج أحد التلاميذ إلى الحقول ليلتقط، ووجد يقطينًا برِّيًّا، فالتقط منه ووضعه في الحساء. لم يكن يُدرك أنه بهذا قد أضاف سُمٌ إلى القِدر إخوتي وأخواتي، إن الله لا يحتاج إلى مساعدتنا. ربما بدا الأمر وكأنه خطأ بريء، لكن الحقيقة هي إن رغبة هذا الرجل في إضافة […]
مايو 3, 2024

ما حدث يوم الجمعة العظيمة

فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ (متى 27: 50) اقرأ متى 27: 45-50 عندما نميل إلى الشكِّ في محبة الله، يكفي أن ننظر إلى صليب المسيح لنتذكَّر أنَّ محبته هي التي قادته إليه، فيسوع تحمَّل أسوأ معاناة جسدية على الإطلاق عندما سُمِّرت يداه ورجلاه بأداة تعذيب بدائية، وسُلِخَ جلد ظهره عن لحمه بفعل جلدات سوط جندي روماني، وثُقِبَ رأسه بإكليل من شوك. لكنَّ الربَّ تحمَّل أيضًا نوعًا آخر من الألم، فلقد جاء في الكتاب المقدَّس، ‘‘وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟’’ (متى 27:46) حاول بعض رجال الدين واللاهوتيين التغاضي عن هذه الكلمات، لكنْ يستحيل تجنُّبها، فقَبْل أن يُسلِم يسوع الروح على الصليب، تركه الله الآب لمدَّة قصيرة، لأنَّه كان يحمل عقاب خطيَّتنا، وهكذا، جعل الله يسوع الذي لم يعرف خطية خطيَّةً لأجلنا (2 كورنثوس 5: 21)، ولم يقدر الآب أن ينظر إليه (حبقوق 1: 13) لم يكن ترك الله الآب ليسوع أمرًا مفاجئًا، فلقد تمَّ التنبؤ بذلك قبل […]
مايو 2, 2024

إيمان حقيقي

وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ (غلاطية 5: 16-17) يقول”دنيس بريجر”، الناقد الاجتماعي اليهودي الأمريكي، أنه كثيرًا ما يُسأَل عن أعظم وحي استمده من بحثه في الأديان القديمة، وكانت إجابته: أن الكتاب المقدس هو بلا شك نتاج وحي إلهي؛ فتعاليمه التي تناقض البديهة والطبيعة البشرية والثقافات المحيطة بها لا يمكن أن تنشأ من خيال بشري. لقد نتج عن ذلك الإلهام الإلهي مجموعة من التعاليم والمبادئ الأخلاقية التي مكنت من ظهور الحضارة الغربية اليوم، هناك العديد من الحركات بداخل الحضارة الغربية التي تسعى إلى إلغاء خمسة آلاف عام من التقدم الأخلاقي والثقافي. حتى في الكنيسة، نجد معلمين وقادة يحاولون فصل الكنيسة عن كلمة الله اليوم، تحتاج الكنيسة بشدة إلى الآباء ومعلمي الكتاب المقدس ومعلمي مدارس الأحد وقادة الشباب والمرشدين الذين سيخبرون الجيل القادم بأن الله يهتم كثيرًا بطريقة عيش حياتهم. قبل كل شيء، نحتاج عند مشاركة الآخرين بالإنجيل، خاصة الشباب منهم، أن […]
مايو 1, 2024

الانتظار بنشاط وفعَّالية

هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ (عبرانيين 9: 28) غالبًا ما نفكر في الانتظار على أنه شيء نقوم به في سلبية وخمول؛ فنحن ننتظر في طابور إدارة المرور، وننتظر وسيلة المواصلات، وننتظر في عيادة الطبيب، لكن عندما يتحدث الكتاب المقدس عن انتظار مجيء الرب، فإنه لا يتحدث عن الانتظار السلبي غير فعَّال، بل عن الانتظار الكتابي الفعَّال والمُثمر، فأولئك الذين ينتظرون مجيء الرب هم دائمًا في نشاط، ومُنشغلون بالشهادة وخدمة الفقراء ورعاية المرضى وإطعام الجياع وإيواء المُشرَّدين وتعزية المنكوبين يحكي يسوع في لوقا 19 قصة أحد النبلاء الذي ترك خدامه في موضع سُلطة بينما ذهب هو في رحلة إلى بلد بعيد ليتم تعيينه حاكماً على المملكة. هذا النبيل، الذي يمثل يسوع، توقَّع من عبيده أن يعملوا بجد ويستخدموا موارده استخدامًا مُربِحًا، وعندما عاد قام بمعاقبة واحد فقط من خُدَّامه وهو الخادم الذي انتظر في سلبية ولم يحقق أي ربح. إن الانتظار والخدمة يسيران جنبًا إلى جنب فإذا كنت تنتظر […]