مارس 19, 2024

هو صخرتنا

الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي (مزمور 18: 2) ربما سمعت بالقول القديم الشهير لبنيامين فرانكلين: “لا شيء مؤكَّد في هذا العالم سوى الموت والضرائب”، لكن في الواقع هناك حقيقة ثالثة حتمية في الحياة؛ فبغض النظر عن هويتك أو مكانك أو ما تفعله، سوف تواجه مشقَّات في حياتك. لقد وعد يسوع تلاميذه بشيء كهذا عندما قال لهم “في العالم سيكون لكم ضيق” (يوحنا 16: 33). ولكن، إلى أين يجب أن نذهب عندما تكون مشاكلنا بمثابة تهديد لسلامنا؟ اقرأ مزمور 28. على الرغم من أن داود أصبح أشهر ملوك إسرائيل القديمة، إلا أنه كان يعاني من متاعب. عندما كان داود غلامًا وجد داود نعمة لدى الملك شاول، إذ هزم جُليات وأنجز كل مهامه، لكن مع كل إنجاز، كان يكتسب أيضًا استياء الملك شاول الغيور، وفي النهاية وجد نفسه هاربًا، مختبئًا في الكهوف عندما أصبح داود ملكًا، كان لا يزال يعاني من حرب ضارية على عرش إسرائيل، واستسلم لإغراءات رديئة، وتحمَّل خسارة الأبناء وخصومات مُفجِعة في […]
مارس 18, 2024

اهدأ وراقب

“بَعْدَ قَلِيلٍ لاَ يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ. أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ” (مزمور 37: 10-11) كان الملك شاول يطارد داود. لم يكن يلاحق جيشًا أو عدوًا دنيئًا لإسرائيل، بل كان يهدف إلى قتل داود، الرجل الذي مسحه الله ليأخذ مكانه على العرش. في الطريق، دخل شاول إلى كهفٍ، ودون عِلمه، تسلَّل داود ببطء خلفه وقطع طرف جُبَّته. وقبل أن يخرج شاول إلى البرية سمع داود خارج الكهف ينادي قائلًا: “قِيلَ لِي أَنْ أَقْتُلَكَ، وَلكِنَّنِي أَشْفَقْتُ عَلَيْكَ وَقُلْتُ: لاَ أَمُدُّ يَدِي إِلَى سَيِّدِي، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ” (1صم 24: 10 ) اقرأ مزمور ٣٧. هل تساءلت يومًا عن سبب نجاح بعض أكثر الناس شرًا في العالم؟ هناك مَثَلْ قائِل: “اللطفاء لا يحققون نجاحات”، وإذا نظرت حولك، غالبًا ما ستكتشف صحة هذا المَثَل. لا بد أن هذا كان شعور داود عندما كان يفكر في الملك شاول الذي كان جالسًا آمنًا ودافئًا في قصره بينما كان هو هاربًا في البرية لكي ينجو بحياته. فكيف إذن يُطلِق داود […]
مارس 17, 2024

كل ينابيع سروري

“وَمُغَنُّونَ كَعَازِفِينَ: “كُلُّ السُّكَّانِ (ينابيع السرور) فِيكِ” (مزمور 87: 7) اقرأ مزمور 87 يتحدث مزمور 87: 7 عن أولئك الذين ولدوا ثانيةً في المسيح، فيقول كاتب المزمور: “وَمُغَنُّونَ..” يُغنون قائلين: “كُلُّ السُّكَّانِ (ينابيع السرور) فِيكِ” أين تكمُن ينابيع سرورك؟ هل في أشياء مادية؟ هل في لياقتك البدنية؟ هي في أقرب وأعز الناس إليك؟ هل في هويتك؟ هل في عملك؟ هل في لقبك أو في اسم عائلتك؟ هل في سُمعَتَك؟ اختبر أولاد وبنات الله الخاضعين له فرحة القدرة على إعلان: “كل ينابيع سروري فيك، في المسيح وحده”. قد ترتفع الأسواق المالية وتنخفض، وقد يخذلك الأقارب أو الأصدقاء، حتى المؤمنون منهم، لكن نعمة الله لن تخذلك أبدًا، وسلام الله الذي كلفه ثمن غالي وهو المجيء إلى الأرض والموت على الصليب، لن يخذلك أبدًا ينبُع سلام الله من ينبوع نعمته الذي لا ينضب أبدًا صلاة: أُصلِّي يا ربُّ لكي تكون كل ينابيع سروري فيك أنت وحدك، وأشكرك من أجل ينبوع نعمتك الذي لا ينضب. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين
مارس 16, 2024

إله جميع الناس

“أَذْكُرُ رَهَبَ وَبَابِلَ عَارِفَتَيَّ. هُوَذَا فَلَسْطِينُ وَصُورُ مَعَ كُوشَ. هذَا وُلِدَ هُنَاكَ” (مزمور 87: 4) كان شعب الله في العهد القديم يتوق إلى السلام، وكانوا يتطلَّعون إلى اليوم الذي سيقيم الله فيه ذلك السلام بنفسه. يتحدَّث مزمور 87 عن اشتياقهم إلى سلام الله كان كاتب المزمور يتطلَّع إلى اليوم الذي سيجتمع فيه المؤمنون من كل مكان في الأرض على محبة الله ومحبة بعضهم البعض. في ذلك اليوم، ستؤسس المدينة المقدسة على الرب يسوع المسيح، صخر الدهور. أي خدمة أو كنيسة أو بيت غير مبني على هذا الأساس سوف ينهدم؛ فكل أساس آخر غير صخر الدهور مام هو إلا رمال سيأتي الناس إلى الله من خلال يسوع المسيح من كل أمة ولسان من كل مكان في الأرض، من الشرق والغرب، ومن الشمال والجنوب ومن أقاصي الأرض إلهنا هو إله الكون والعالم بأكمله، وهو يحب جميع الناس في كل مكان في العالم بنفس المقدار. عندما ينحصر تركيزنا على عالمنا الصغير ومشاكلنا الصغيرة، نفقد الفرح العظيم الذي ينبع من تحقيق قصد الله من […]
مارس 15, 2024

رجاء في المسيح

“وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى” (عبرانيين 11: 1) تنبَّأ كاتبو المزامير بدقة عن مجيء الرب يسوع، وقد جاء بالفعل مخلصنا ومسيحنا، فما الذي تعنيه لنا الآن تلك النبوات؟ وكيف نفهم كاتبي المزامير الذين تحدثوا عن يسوع قبل 1000 عام من ولادته بينما نعيش الآن بعد ألفي عام من مجيئه؟ كان كاتبو المزامير أناسًا مثلنا تمامًا، وكان لديهم مشاعر متضاربة؛ فمن ناحية، كانت لديهم شجاعة في مواجهة أعداء الله، ومن ناحية أخرى، يتكلمون بيأس أمام الله. من ناحية، كان لديهم ثقة كبيرة في حضور الله، ومن ناحية أخرى، كانوا يتضرَّعون إلى الله ويصرخون إليه لكي يفي بوعوده. هل تشعر بأنك مثل هؤلاء؟ توضِّح لنا المزامير النبويَّة أنه يمكننا أن نأتي إلى الله بغض النظر عن مشاعرنا تجاه ظروفنا. الله إله عظيم وقدير، وهو أيضًا مُدبِّر احتياجاتنا المُحِب. يحثُّنا كاتبو المزامير على النظر إلى الله في جميع الظروف لكي نجد الراحة في أمانته ورحمته غير المحدودة يُذكِّرنا كاتبو المزامير أيضًا أنه على الرغم من مجيء المسيح، لا […]
مارس 14, 2024

لا للخزي

“لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ” (رومية 1: 16) الخزي عاطفة قوية ومدمرة. هل سبق لك أن شعرت بالخزي أو الخجل؟ هل خجلت من شخص ما؟ قد يخجل الناس من مظهرهم أو وضعهم الإجتماعي أو تراثهم العائلي، أو من أي شيء يشعرون أنه غير مقبول أو غير جذاب. الخزي هو ما نشعر به عندما نفكر أن شيئًا ما بنا لا يرقَى إلى مستوى توقعات الآخرين يأتي الخِزي من الخوف والجُبن. في2 تيموثاوس 1، حذَّر بولس تيموثاوس من الخزي. هناك ارتباط بين الخزي والخوف؛ عندما نخاف مما قد يظنه الآخرون بنا، فإننا نشعر بالخجل ونحاول أن نُخفي “أخطاءنا” عنهم. مع الأسف، يسمح العديد من المؤمنين للعالم بأن يُشعرهم بالخِزي ويجعلهم يخفون الإنجيل، فهم يشعرون بالخجل من المبادئ الكتابية واتباع معايير الله. يُشجِّع بولس تيموثاوس قائلاً: “فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ” (2تيموثاوس 1: 8) بغض النظر عما نواجهه، فإن قوة الله معنا حتى […]
مارس 13, 2024

خذوا الثعالب الصغيرة

“خُذُوا (تخلَّصوا من) الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ، لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ” (نشيد الأنشاد 2: 15) يريدك الله أن تكون حكيماً وواثِقًا في مسيرتك اليومية معه، وألا تسمح لأي شيء في هذه الحياة أن يجعلك تشُك في صلاحه. إنه يعلم أن العدو سوف يدفعك في بعض الأوقات إلى الشعور بالارتباك والخوف، ولكن، عندما يحدث هذا، عليك أن تتذكَّر أنك تعبد إلهًا قديرًا يحمل في ذهنه أفكار خير لحياتك عندما تأتي المشاكل، قد نتساءل عما إذا كنا سنستطيع يومًا ما أن نحقق الآمال والأحلام التي أعطانا الله إياها. ربما واجه يوسف ودانيال وموسى وداود والتلاميذ نفس إغراء الشك في صلاح الله، لكنهم ظلوا راسخين في إيمانهم بقدرة الرب. كان عليهم أن يصلوا بإيمانهم إلى المرحلة التي يستطيعون فيها مواجهة مخاوفهم، وهذا هو الحال معنا أيضًا تأتي كلمة قلق worry في الإنجليزية من كلمة ألمانية تعني “الخنق أو الاختناق”، وهذا هو تمامًا ما يفعله القلق، فهو يخنقنا ويمنعنا من عيش حياة منتصرة من خلال خنق إمكانياتنا الإلهية ومع ذلك، يحثُّنا سليمان على […]
مارس 12, 2024

سلام حقيقي

“وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (فيلبي 4: 7) كانت مرثا وأختها مريم تحبَّان الرب وتبغيان رضاه، لكن مرثا كانت تختلف كثيرًا عن مريم في الأفعال، فقد كانت مرثا منشغلة بإعداد الطعام وتنظيف المنزل، بينما كانت مريم تسعى لقضاء الوقت مع يسوع؛ يخبرنا الكتاب المقدس أنها جلست عند قدميه تستمع إلى كل ما يقوله يجب أن نكون مدركين لخطر وجود أشياء في حياتنا تُزاحِم الرب. لقد وبَّخ يسوع مرثا قائلاً: “مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا” (لوقا 10: 41-42) الشيء الوحيد الذي له معنى وأهمية في حياتنا هو كلمة الله. كانت مارثا قلقة بشأن أمور هذه الحياة، ولم يكن لديها الشعور الحقيقي بالسلام الذي ينتج عن قضاء الوقت مع المُخلِّص القلق هو نتيجة الانشغال بأمور الحياة التي ليس لها قيمة أبدية، وهو إشارة إلى أننا نسعى للحصول على الأمان من مصدر آخر غير الرب كتب “سي إس لويس” C.S. Lewis […]
مارس 11, 2024

القلق

“اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا” (مزمور 139: 23-24) عندما تسمع بحدوث أشياء مروعة في مجتمعك وحول العالم، قد تشعر بالخوف والقلق، لكن يسوع يُذكِّرنا بعدم جدوى قلقنا عندما سأل قائلًا: “مَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟” (متى 6: 27) عندما نكون مهتمين بممتلكاتنا الأرضية – منازلنا، سياراتنا، تعليمنا، ملابسنا، أو حساباتنا المصرفية – أكثر من اهتمامنا بعلاقتنا مع المسيح، سيتملَّكنا القلق والخوف، لكن عندما نُسلِّم مخاوفنا وقلقنا ورغباتنا للمسيح بشكل يومي، سنجد السلام الداخلي، فقد وعد الله بتسديد جميع احتياجاتنا بحسب غناه في المجد (اقرأ فيلبي 4: 19) الآب وحده هو الذي يعرف سبب انتظارنا؛ لذا إذا كنت تتوق إلى الانتقال إلى المرحلة التالية من الحياة، أو إذا كنت تصلي من أجل شفاء أو خلاص صديق، فاعلَم أن قصد الله سيتحقق عندما تنتظره (اقرأ مزمور 37: 7، 40: 1، مراثي 3: 26) لقد أعد الله بالفعل الحل لمشاكلك ومخاوفك، والآن هو يُعِدُّك لتلقِّي […]
مارس 10, 2024

الحل الأمثل للقلق

“لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ”. (متى 6: 33-34) في بعض الأوقات، يحجُب الله عنَّا أشياء مما يجعل ثقتنا به تهتز. هل حدث وأن حجب الله عنك شيء ما– علاقة أو وظيفة أو ملكية مادية؟ الله وحده هو الذي يعرف لماذا لم تُستَجبَب صلاتك بعد، لذا اطلبه وانتظر منه أن يُعلِن لك مشيئته. اعلَم أنه أب مُحِب يعمل كل شيء لخيرك ولمجده، وأبونا السماوي يعلم ما نحتاج إليه أفضل منَّا هناك أيضًا أوقات نحتجب نحن فيها عن الله، فبينما يحجب الله عنَّا شيء لخيرنا، فإن احتجابنا عن الله يؤذينا؛ إذ يخلق حالة تامة من القلق والاضطراب، لذا حذَّرنا يسوع قائلًا: “لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ” (متى 6: 19-20) لقد قَدَّم الله لنا الحل الأمثل للقلق: عليك أن تثق به وتستخدم الممتلكات والمواهب التي منحك إياها لمجده قد تظن أنك لن […]
مارس 9, 2024

الإيمان الحي اليومي

“فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟” (متى 6: 30) عندما وبخ يسوع التلاميذ في متى 8 بسبب “قلة إيمانهم”، لم يكن يتحدث عن الإيمان المُخلِّص بل عن الإيمان الحي اليومي (اقرأ متى 8: 23-27). يظل إيماننا المُخلِّص ثابتًا، لكن إيماننا الحي اليومي يزيد وينقص وفقًا لقوة علاقتنا مع الله. عندما لا نكون في علاقة حميمة ثابتة مع الله، فإن أول عاصفة تضربنا سوف تزرع فينا الخوف والذعر، وعندما نعطي الله فُتات وقتنا واهتمامنا، سوف يضعُف إيماننا به وفهمنا له يتطلب الإيمان الذي يقهر الخوف ثقة مطلقة في الله. إنه نوع الإيمان الذي له قلب منفتح على كل ما يقدمه لنا الله، وهو الإيمان الذي يتجلَّى في الإتكال الكُلِّي على سيادة الله. عندما نعيش بالإيمان، يمكننا أن نثق بأن الله سيحقق مقاصده لنا، حتى عندما تكون العاصفة في أشد حالاتها كم من مرة إئتمننا الله على أرواحنا الأبدية ولم نأتمنه على احتياجاتنا اليومية؟ عندما وبَّخ […]
مارس 8, 2024

في يد الله

“اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ” (مزمور 145: 14) رَوَى “تشارلز سبورجون” Charles Spurgeon ذات مرة قصة عن امرأة كانت على متن سفينة وأصابها الرعب نتيجة اشتداد عاصفة مُفاجِئة. لقد كانت ثائرة للغاية فذهبت إلى زوجها، قبطان السفينة، وصرخت: “أنا لا أفهم كيف يمكنك أن تكون هادئًا للغاية بينما أشعر أنا بقلقٍ شديدٍ! مشى زوجها بهدوء في غرفته والتقط سيفه ووَجَهُّه نحو صدرها، لكنها اكتفت بالضَحِك، فسألها: “لماذا لا تخافي من هذا السيف؟ إنه قادر على قتلك في أقل من دقيقة؟” فأجابت زوجته: “لا أخاف سيفاً يتحكَّم به زوجِي”. فقال لها القبطان: “وأنا لا أخاف من عاصفة يتحكَّم بها أبي السماويّ كتب بولس في رسالته الثانية إلى تيموثاوس “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ (الخوف)، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ” (2تيموثاوس 1: 7). هذا هو نفس بولس الذي رُجم وضُرب وتُرِك للموت، ورُفِض وسُجِن، لكنه كتب أيضًا: لأَنَّنَا لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ، مِنْ دَاخِل […]