أغسطس 30, 2025

خير أعظم

“بِصَوْتِي إِلَى الرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ” (مزمور 3: 4) لدى الكثير من المسيحيين اعتقاد خاطئ بأنهم إذا حاولوا جاهدين أن يكونوا صالحين، سيمكنهم الهروب من مصاعب الحياة، لكن الكتاب المقدس يُعلمنا شيئًا مختلفًا تمامًا: “كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ” مزمور 34: 19. مع ذلك، يمكننا أن نجد الفرح في خاتمة هذه الآية: “… وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ.” مهما كان ما نواجهه في الحياة سيكون الله معنا، وهو وحده القادر على تحويل أسوأ مآسينا إلى انتصارات. واجه الملك داود في العهد القديم مِحَنْ مُغيِّرة للحياة أكثر مما قد يواجه الكثيرون منا. لقد قضى معظم حياته في خطر بسبب الأعداء الذين سعوا لقتله. لقد عانى من العواقب الوخيمة لخطاياه وأخطاءه في التمييز، وتعرَّض أيضًا للخيانة من قِبل ابنٍ متمرد. ومع ذلك، فنحن نرى كيف تمكَّن داود من استخدام ألمه لتمجيد الله. اقرأ مزمور 3. خلال الوقت الذي كتب فيه داود هذا المزمور كان مختبئًا من ابنه أبشالوم الذي كان يخطط للتخلص منه (2صموئيل 15). لقد تعرض داود لخيانة موجِعة من قِبل […]
أغسطس 29, 2025

لماذا نُسَّبح؟

“لأَنَّ الرَّبَّ عَلِيٌّ مَخُوفٌ، مَلِكٌ كَبِيرٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتَنَا، وَالأُمَمَ تَحْتَ أَقْدَامِنَا.” (مزمور 47: 2-3) يقول مزمور 47: 1: “يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي. اهْتِفُوا للهِ بِصَوْتِ الابْتِهَاجِ.” لا يواجه معظم الناس مُشكلة في التصفيق والصراخ لفريقهم الرياضي المُفضَّل، لكن عندما يتعلق الأمر بالكنيسة، تُربط ألسنتهم وبالكاد ينطقون بالكلمات، والبعض لا يفعل حتى ذلك، فيأتون لتسبيح الله، لكنهم لا يفعلون ذلك أبدًا لأن أفواههم تظل مغلقة. يُعاني شعب الله اليوم في كل مكان في العالم من المُضطَهِدين الذين يلقون عليهم التُهَم زورًا، فقط بسبب إيمانهم بيسوع، فتطاردهم الشرطة مثل المجرمين. ويتعرض المؤمنون في كل العالم، حتى في الغرب، للكبت والترهيب. يُذكِّرنا مزمور 47 بأن اليوم سيأتي عندما نملُك ونحكُم الكون مع المسيح، وعندما يُخضِع الأمم لنا وشعوب هذا العالم تحت أقدامنا. ومهما واجهنا في الحياة، يمكننا أن نفرح في الوعد بنصر المسيح الأبدي. صلاة: سامحني يا أبي من أجل الأوقات التي لم أُسبحك فيها. ساعدني حتى لا أخجل أبدًا من تسبيح اسمك بجرأة. أشكرك من أجل تذكيري […]
أغسطس 28, 2025

عن يمينه

قالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: «ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ» (مزمور 110: 1) المزمور 110 هو أحد المزامير الأكثر اقتباسًا في العهد الجديد. أنا مقتنع بأنَّه إذا تأمَّل شعب الله في هذا المزمور، فسيكفُّون عن عيش حياة عاديَّة، لأنَّهم سيدركون أنَّهم يعبدون إلهًا قويًّا وقديرًا، ليس في المستقبل فحسب، بل في الوقت الحاضر أيضًا وقد جاء في الآية الأولى، ‘‘قالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: «ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»’’ لماذا سيجلس عن يمينه؟ في تلك الأيَّام، إذا دُعيتم لتناول الطعام في منزل أحدهم، وأجلسكم إلى المائدة عن يمينه، فهو بذلك يمنحكم مقعد الشرف، أمَّا على مائدة الملك، فهذا هو المقعد الأكثر كرامةً على الإطلاق، لأنَّه يعني أنَّكم شركاء في سلطان الملك، وهذه علامة واضحة على مساواتكم للملك، وهذه الدعوة هي خير دليل على تمكُّنكم من ممارسة سلطان الملك ونفوذه عندما قام المسيح من الأموات وصعد إلى السماء ليجلس مجدَّدًا على عرش القوَّة، قال له الآب، ‘‘أحسنتَ يا ابني. ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ’’ فيسوع، الذي […]
أغسطس 27, 2025

سبِّحوا بلا انقطاع

لِذَلِكَ أَحْمَدُكَ يَارَبُّ فِي ٱلْأُمَمِ، وَأُرَنِّمُ لِٱسْمِكَ (مزمور 18: 49) صلَّى رجل مسنّ في خلال اجتماع صلاة في منتصف الأسبوع قائلًا، ‘‘يا رب، نسبِّحك بعيوننا عبر تثبيت أنظارنا عليك وحدك، ونرفعك بآذاننا عبر الاستماع إلى صوتك وحدك، ونحمدك بأيدينا عبر العمل في حقل خدمتك، ونمجِّدك بأقدامنا عبر السلوك في أحكامك، ونعظِّمك بألسنتنا إذ نشهد لمراحمك، ونعبدك بقلوبنا عبر محبَّتك وحدك، ونشكرك لأجل أمانتك التي لا تتزعزع أبدًا والتي تبقى بركة دائمة لنا التسبيح هو إشادة دائمة بالله، وإذا فكَّرنا في الأمر، يمكن تشبيهه بالعمل بدوام كامل، لكنَّكم قد تتساءلون أحيانًا، ‘‘كيف يمكن أن أسبِّح الله وسط الحزن وخيبة الأمل؟’’ نفعل هذا عبر تثيبت أفكارنا وقلوبنا على نعمته ورحمته. وحتى في أوقات الحزن الشديد والإحباط، يبقى الله أمينًا لنا، فهو أعدَّ خطَّة لحياتنا وهو سيتمِّمها كان داود ملكَ إسرائيل الممسوح، لكنَّه اضطرّ للهروب من الملك شاول لسنوات طويلة. وبدا من المنظور البشري أنَّ لديه القليل جدًّا، إن وُجد، ليسبِّح الله لأجله، لكنَّه سبّحه بالرغم من ذلك، وكتب شهادة تسبيح رائعة لله […]
أغسطس 26, 2025

ذبيحة تسبيح

فَلْنُقَدِّمْ بِهِ (بيسوع) فِي كُلِّ حِينٍ لِلهِ ذَبِيحَةَ ٱلتَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِٱسْمِه (عبرانيين 13: 15) من السهل أن نسبِّح الله عندما تكون الشمس مشرقة، وينال الأولاد علامات جيِّدة في المدرسة، ونحصل على ترقية في العمل، لكن عندما تتلبَّد السماء بالغيوم، وتتراجع العلامات في المدرسة، ونُطرَد من العمل، فآخر أمر سنرغب في القيام به هو تسبيح الله، لكن في هذا الوقت بالذات يجب أن نرفع أصواتنا ونسبِّحه فعندما نسبِّح الله، نحن نعلن إيماننا به، وقد كتب صاحب المزمور، ‘‘أَمَّا أَنَا فَأَرْجُو دَائِمًا، وَأَزِيدُ عَلَى كُلِّ تَسْبِيحِكَ. فَمِي يُحَدِّثُ بِعَدْلِكَ، ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ بِخَلَاصِكَ، لِأَنِّي لَا أَعْرِفُ لَهَا أَعْدَادًا’’ (مزمور 71: 14-15) يجب أن نقدِّم ذبيحة التسبيح لله في أوقات الفرح وفي أوقات الحزن، فلا تسمحوا بأن يتحوَّل تسبيحكم إلى عادة أو إلى نشاط روتينيّ متكرِّر، فالسجود أمام عرش ربِّنا ومخلِّصنا هو امتياز لا يُقدَّر بثمن أحد أكبر المفاهيم الخاطئة المتعلِّقة بالتسبيح هو اعتقادنا أنَّنا نسبِّح لأجل الله. لكنَّ هذا معتقد مغلوط تمامًا، فالله لا يحتاج إلى تسبيحنا لكنَّه يعلم أنَّنا […]
أغسطس 24, 2025

صخرنا وحِصننا

“لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي.” (مزمور 42: 11) كتب النبي إشعياء “عِنْدَمَا يَأْتِي الْعَدُوُّ كَنَهْرٍ فَنَفْخَةُ الرَّبِّ تَدْفَعُهُ” (إشعياء 59: 19). لقد شعرنا جميعًا، في مرحلة ما من حياتنا، بضغط العدو المحيط بنا. نشعر بالذعر والتوتر بشأن مواعيد العمل أو الفواتير التي يتعين علينا دفعها أو صراعات العلاقات، ونجد أنفسنا نُركز على ما يفكر به الناس أو يقولونه عنا، ثم تبدأ معاناتنا مع الإحباط والإكتئاب. لا يريد أحد أن يكون موضع سخرية أو احتقار، أو أن يتم التعامل معه كأمر مُسَلَّم به، ولكن هذا ما سيحدث معنا في وقتٍ ما. لقد عانى يسوع نفسه من سخرية الآخرين. قال رؤساء الكهنة وهم يسخرون من الكتبة والشيوخ: “قَدِ اتَّكَلَ عَلَى اللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ الآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ابْنُ اللهِ!” (متى 27: 43). مهما كان ما نواجهه ومهما سخر منا الآخرون، فإن الله هو صخرنا وحصننا ومُنقذنا، ويمكننا أن نجد ملاذًا آمنًا فيه. حتى إذا لم تشعر بحضور الله ومعونته، فهو […]
أغسطس 23, 2025

افعلوا ما يطلبه منكم

‘‘إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ’’ (يوحنا 15: 10) قال كاتب المزمور، ‘‘أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي’’ (مزمور 40: 8). يمكننا أن نصلِّي معه، ‘‘لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ’’ (متى 6: 10)، لكنَّنا نواجه صعوبةً أكبر عندما تتعارض مشيئة الله مع إرادتنا. كم من المرَّات نكون على دراية بما يدعونا الله لفعله لكننا نريد فعل أمر آخر؟ فربَّما نحن لا نريد التخلِّي عن أمر مهمّ بالنسبة إلينا، أو نخاف من الفشل، أو ربَّما نحن منشغلون جدًّا بالتركيز على ما نريده فنغفل عمَّا يريده الله لنا. كتب المؤلف أوزوالد تشامبرز في كتابه ‘‘My Utmost for His Highest’’، ما ترجمته ‘‘سأبذل قصارى جهدي لأجل مجده’’، ‘‘عندما يجذبني الله إليه، تتدخَّل إرادتي على الفور- هل سأستجيب للإعلان الذي منحني إيَّاه؛ هل سآتي إليه؟’’ نحن مدعوون، بصفتنا أتباعًا للمسيح، إلى حياة الطاعة لكلمته، لكنَّنا كثيرًا ما نجد نواحٍ في حياتنا نصارع فيها ضدَّ خطَّته، فيما يقتصر […]
أغسطس 22, 2025

إلهنا كليُّ القدرة والديَّان العادل

‘‘مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ ٱلْآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي ٱلْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِٱلتَّسَابِيحِ، صَانِعًا عَجَائِبَ؟’’ (خروج 15: 11) نرى في المزمور 139 أنَّ إلهنا كليُّ القدرة لأنَّه خلق الحياة بحدِّ ذاتها. ‘‘لِأَنَّكَ أَنْتَ ٱقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي. أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ ٱمْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ، وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذَلِكَ يَقِينًا’’ (مزمور 139: 13-14). ما أروع إلهنا الذي صمَّم كلَّ الأشياء ابتداءً من أصغر خليَّة في أجسامنا إلى أكبر نجم في الكون ثمَّ يختم داود مزموره مشيدًا بقضاء الله العادل، فالله بمحبَّته العظيمة لأولاده ينقِّي قلوبهم ويصقلها. ‘‘ٱخْتَبِرْنِي يَا ٱللهُ وَٱعْرِفْ قَلْبِي. ٱمْتَحِنِّي وَٱعْرِفْ أَفْكَارِي. وَٱنْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَٱهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا’’ (مزمور 139: 23-24) هل فقدتم شعوركم بالرهبة والذهول أمام الله؟ هل تعتبرون تعقيدات خليقته المذهلة أمرًا مفروغًا منه؟ هل تتجاهلون كلامه لدى قراءة الكتاب المقدَّس؟ كفُّوا اليوم واحمدوه لأجل طبيعته المذهلة صلاة: يا رب، أشعر بالذهول عندما أتأمَّل في خليقتك! أشكرك لأنَّك خالقنا وديَّاننا العادل. ساعدني ألَّا أفقد شعوري بالرهبة والذهول أمامك. أصلِّي باسم […]
أغسطس 21, 2025

إلهنا كلي العلم وكلي الوجود

“وَبِرُّكَ إِلَى الْعَلْيَاءِ يَا اَللهُ، الَّذِي صَنَعْتَ الْعَظَائِمَ. يَا اَللهُ، مَنْ مِثْلُكَ؟” (مزمور 71: 19). هناك الكثير من الصفات عن الله والكثير من الأشياء المُذهِلة التي قام بها من أجلنا. نرى في مزمور 139 تمجيد داود لصفات الله الرائعة. عندما نفكر في أن الله كُليّ العلم، فإننا غالباً ما نربط هذا بمعرفة الله للصورة الأبدية الكبيرة، ولكن الله يعرف أيضًا ما في أعماق قلوبنا. خالقنا يعرفنا من الداخل والخارج أكثر مما نعرف نحن أنفسنا. إنه يعرف دوافعنا الخفية، ويعرف ما سنقوله حتى قبل أن ننطق به. “يَارَبُّ، قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي. أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا.” (مزمور 139: 1-4) لا بد وأن ننبهر كثيرًا عندما نفكر في مدى اتساع وتعقيد وبراعة معرفة الله. يُسبِّح داود الله من أجل كونه كُليّ الوجود. “أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ … إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي […]
أغسطس 20, 2025

التأديب العلني: متى يجب أن تتكلم الكنيسة

“وإنْ لم يَسمَعْ مِنهُمْ فقُلْ للكَنيسَةِ. وإنْ لم يَسمَعْ مِنَ الكَنيسَةِ فليَكُنْ عِندَكَ كالوَثَنيِّ والعَشّارِ ” (متى 18: 17). اقرأ متى 18: 15-17. حذرنا يسوع من خطورة الخطية. ولهذا من الضروري أن تشارك الكنيسة المحلية في تقديس جسد المؤمنين. لدينا مسؤولية للأهتمام بعضنا ببعض وحمل أعباء بعضنا (انظر غلاطية 6: 1-2) بما في ذلك التأديب بدافع الحب للنفوس الضالة. لذا عندما يفشل التوبيخ الخاص، يأمرنا الرب باتخاذ خطوات إضافية في التأديب العلني. عندما يرفض المُخطئ تصحيح موقفه من خلال مواجهة خاصة مع اثنين أو ثلاثة من المؤمنين—أي عندما يعترف الشخص بالخطأ لكنه لا يتوب—يقول يسوع: “قُلْهُ لِلْكَنِيسَةِ” (متى ١٨: ١٧). لم يَعُد الأمر شخصياً بعد الآن، لا بدّ أن تعرف الكنيسة، لأن الجسد يجب أن يحمي نفسه. فالخطيّة، إن تُركت دون مواجهة، تُفْسِد الكل (انظر ١ كورنثوس ٥: ٦). والغاية ليست أبدًا الانتقام أو التشهير أو الإذلال. يجب ألّا تتصرّف الكنيسة بتكبّر، بل بتواضع، مصلّين بحرارة من أجل النفس غير التائبة. هذا هو الحب الذي يقف بثبات ويقول إن الله […]
أغسطس 18, 2025

حقيقة متى 18: رد الأخوة بالمحبة

“أيُّها الإخوَةُ، إنِ انسَبَقَ إنسانٌ فأُخِذَ في زَلَّةٍ ما، فأصلِحوا أنتُمُ الرّوحانيّينَ مِثلَ هذا بروحِ الوَداعَةِ، ناظِرًا إلَى نَفسِكَ لئَلّا تُجَرَّبَ أنتَ أيضًا” (غلاطية ٦: ١) اقرأ متى ١٨: ١٥-١٧. للمحافظة على جمال ووحدة تصميم الله لكنيسته، علينا اتباع تعاليمه لا مشاعرنا أو تفضيلاتنا. لقد أعطانا الكتاب المقدس وهو “موحًى بهِ مِنَ اللهِ، ونافِعٌ للتَّعليمِ والتَّوْبيخِ، للتَّقويمِ والتّأديبِ الّذي في البِرِّ، لكَيْ يكونَ إنسانُ اللهِ كامِلًا، مُتأهِّبًا لكُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ.” (٢ تيموثاوس ٣: ١٦-١٧). كثير من هذه المصطلحات—التوبيخ، التقويم، التأديب—تتعلّق بعملية التأديب، وهي عنصر أساسي في التلمذة. ويجب أن نتذكّر أن التأديب ليس عكس المحبة، بل هو تعبير واضح عن الإحسان المُحبّ. في متى ١٨، رسم الله تعليمات واضحة للتعامل مع مؤمن تعثر وكيف نرده ونقوده إلى الشفاء في المسيح. يجب أن يبدأ  التأديب في جسد المسيح بالتوبيخ السري. أي أن الهدف ليس الإحراج أو التعيير، بل قيادة الشخص إلى النور، للكشف، والإقناع، وإظهار الحق للمؤمن. ويجب أن يتم هذا التوبيخ لا بروح الكبرياء، بل بالوداعة. كما أوصى بولس: “أيُّها […]
أغسطس 15, 2025

لماذا نحتاج إلى تأديب الكنيسة

“بل عِظوا أنفُسَكُمْ كُلَّ يومٍ، ما دامَ الوقتُ يُدعَى اليومَ، لكَيْ لا يُقَسَّى أحَدٌ مِنكُمْ بغُرورِ الخَطيَّةِ ” (عبرانيين 3: 13). كيف يمكننا أن نكون شعبًا واعيًا لخطاياه؟ كيف يمكننا أن نطلب التوبة دون أن نتألم؟ يجب أن تتمتع عائلة الله بجو من المحبة غير المشروطة، حتى عندما نتوب من خطايانا، ننعم بالحرية التي لنا عالمين أننا محبوبون من قِبَلِ أبينا السماوي. نحن نؤدب بعضنا البعض ليس لأننا بحسب برنا الذاتي، ولكن بالمحبة والتأديب هو جزء من حياة التلمذة التي يجب أن نعيشها. فهم كاتب العبرانيين أهمية التأديب: ” اُنظُروا أيُّها الإخوَةُ، أنْ لا يكونَ في أحَدِكُمْ قَلبٌ شِرّيرٌ بعَدَمِ إيمانٍ في الِارتِدادِ عن اللهِ الحَيِّ” (عبرانيين 3: 12). لقد علم أن قلوبنا تميل إلى الخداع، فنظن أننا أصحاء روحياً بينما نحن لسنا كذلك. لذا وجهنا: ” بل عِظوا أنفُسَكُمْ كُلَّ يومٍ، ما دامَ الوقتُ يُدعَى اليومَ، لكَيْ لا يُقَسَّى أحَدٌ مِنكُمْ بغُرورِ الخَطيَّةِ” (الآية 13). أعضاء الكنيسة مطالبون بالتأثير على بعضهم البعض يوميًا لكي نكتشف النقاط العمياء—جوانب حياتنا التي […]