أبريل 18, 2022

أحداث فائقة للطبيعة

‘‘وَٱللهُ قَدْ أَقَامَ ٱلرَّبَّ، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُوَّتِهِ’’ (1 كورنثوس 6: 14) رفض الناس على مرّ السنين الإيمان بمعجزات الجلجثة، ووضعوا نظريات لدحض الأحداث المحيطة بموت يسوع وقيامته. إنَّ القاسم المشترك بين هؤلاء القوم ونظريَّاتهم هو رفض قبول الأحداث الفائقة للطبيعة ومواصلة البحث عن سبب طبيعي لتعليلها، لكن لا توجد أحداث طبيعيَّة عرضيَّة محيطة بقيامة المسيح، لأنَّ يد الله فيها واضحة جليًّا، ومعجزاته غير محصورة بالقيامة نفسها. وقع المزيد من الأحداث الفائقة للطبيعة في خلال الفترة الممتدّة من ساعة موت يسوع ووصولًا إلى الأيَّام التي تلت قيامته، وسندرس في اليومين المقبلين الأحداث التي تمَّت في هذه الفترة، وفق ما جاء في الكتاب المقدَّس. حلول الظلمة حلَّت الظلمة على الأرض في منتصف النهار مباشرةً قبل موت يسوع على الصليب، وجاء في الكتاب المقدس، ‘‘وَكَانَ نَحْوُ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ، فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ. وَأَظْلَمَتِ ٱلشَّمْس’’ (لوقا 23: 44-45). لا يعلم أحد ما إذا غطَّت الظلمة الأرض كلَّها أو اقتصرت على اليهوديَّة، لكن من المؤكَّد أنَّ حلولها حدثٌ فائق للطبيعة، […]
أبريل 16, 2022

تذكُّر القيامة

‘‘فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي ٱلْأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ ٱلْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ ٱلْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ حَسَبَ ٱلْكُتُب’’ (1 كورنثوس 15: 3-4). إنَّ قيامة يسوع هي أعظم حدث على الإطلاق في تاريخ البشرية، فلماذا شعر بولس بضرورة تذكير تيموثاوس وإيَّانا اليوم بهذا الحدث الجوهري المغيِّر للحياة؟ لأنَّ الله يعلم، كما الرسول بولس، أنَّ ذاكرتنا متقلِّبة. من السهل أن نتورَّط في مشاكل الحياة وصراعاتها، فنشعر بالمرارة بسبب ظروفنا، أو نتلهّى بالشهوات الأرضيَّة وننسى بسهولة النصرة التي لنا في المسيح. لم تغب الصورة الكبرى أبدًا عن بال بولس وسط السجون والغرق والضرب والخيانة، وهو بنى خدمته برمَّتها على أساس الخبر السار المتعلِّق بحياة يسوع وموته وقيامته، وهو جوهر الإيمان المسيحي. ويمكننا نحن أيضًا، من خلال الفداء الذي اشتراه يسوع بدمه، أن نرتفع فوق ظروفنا المؤقَّتة. لماذا؟ لأنّ لنا رجاء، وليس تفكيرًا قائمًا على التمني، بل وعدًا مضمونًا بتمضية الأبديَّة مع المسيح في السماء، وبالتغلُّب على أكبر عدو على الإطلاق، وهو الموت! هل تريد عيش […]
أبريل 15, 2022

أنا عطشان

‘‘أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».’’ (يوحنا 4: 13-14) قال الملحد المعترف بإلحاده، ‘‘توماس هوبس’’، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: ‘‘أنا أقوم بقفزة مخيفة في الظلمة’’، وقال الفيلسوف الفرنسي اللاأدري ‘‘فولتير’’ بحزن وهو على فراش الموت، ‘‘لقد تركني الله والناس!… سأذهب إلى الجحيم’’. ونذكر خلافًا لهذين الرجلَين اللذين ماتا بدون المسيح المبشِّر ‘‘دوايت أل مودي’’ الذي قال في كلماته الأخيرة، ‘‘هل هذا هو الموت؟ لا يوجد وادٍ. أنا أمام البوَّابات. الأرض تتراجع والسماء تُفتح، الله يدعوني، يجب أن أنطلق’’. إنَّ اللحظة التي نأخذ فيها أنفاسنا الأخيرة، نحن المؤمنون بالمسيح، هي اللحظة الأولى التي نتنشَّق فيها الهواء السماوي في بيتنا الجديد، وهو مسكننا مع الرب يسوع المسيح، فالخروج من أجواء الأرض يعني الدخول إلى محضر الله المقدَّس. ونحن قلَّما نفكِّر في الفرق بين الحياة التي نعيشها على الأرض وتلك التي نعيشها في […]
أبريل 13, 2022

التعامل مع عدم الاكتفاء

‘‘ٱلَّذِي فِيهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، ٨ ٱلَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ’’ (أفسس 1: 7-8) يستحيل للهروب من الله أن يخفِّف مشاكلنا أو يسكِّن شعورنا بالذنب أو يسكت ضمائرنا، فالهروب من الله لن يشفي قلقنا أو عدم اكتفاءنا، بل إنَّه يزيد الوضع سوءًا. واللجوء إلى الله وحده يجلب لنا الشفاء والتعويض والفرح والسلام. ونتعلَّم من مثل الابن الضال كيف أنَّ الله يستخدم عدم اكتفائنا ليردّ قلوبنا إليه. اقرأ لوقا 15: 11-32. هرب الابن الضال من أبيه لشدَّة شعوره بالقلق وعدم الاكتفاء، لكنَّه لم يسمح لبؤسه بإبعاده عن أبيه أكثر فأكثر، بل أدرك أن الهروب ليس الحل لمشكلته، فدفعه عدم اكتفائه إلى التوبة واستعادة علاقته بأبيه. ‘‘فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لِأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ ٱلْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ’’ (لوقا 15: 17-19) عندما غيَّر الابن الضال مساره وبحث عن الاكتفاء من خلال الرجوع […]
أبريل 11, 2022

مشكلة عدم الاكتفاء

‘‘لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ ٱلشُّرُورِ، ٱلَّذِي إِذِ ٱبْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ’’ (1 تيموثاوس 6: 10). هل أنت مكتفٍ بما آلت إليه حياتك؟ هل أنت مسرور بمسارك المهني أو زوجتك أو المنزل الذي اخترتَه؟ هل تستمتع بالبركات التي تمتلكها في هذه المرحلة من حياتك أم إنَّك تقارن نفسك بالآخرين وتستسلم للحسد والشفقة على الذات؟ يشعر الناس بمعظمهم تقريبًا بعدم الاكتفاء أحيانًا، ويتمنون لو كانت حياتهم مختلفة. لكنَّ المؤسف هو أنَّ عدم الاكتفاء يوقعنا غالبًا في الخطيَّة عندما نبدأ باشتهاء ما ليس لنا، فتسيطر علينا أفكار الطمع والجشع والحسد. عندما نشتهي ما ليس لنا فكأننا نقول لأنفسنا، ‘‘ليتني كنت مكانه أو مكانها، وكانت لدي وظيفته أو زوجته أو أسلوب حياته، فإني أسعد أخيرًا. ليتني، ليتني، ليتني…’’ لكن هذه الرغبات تؤدي إلى الشفقة على الذات والبؤس. تشجِّع ثقافتنا على تكديس الثروات المادية لتفادي الوقوع في البؤس، لكن يسوع قال لنا العكس تمامًا، ‘‘وَقَالَ لَهُمُ: «ٱنْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ ٱلطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ»’’ […]
أبريل 2, 2022

محبَّة للخطاة

‘‘وَلَكِنَّ ٱللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لِأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا’’ (رومية 5: 8) يريد الله من الذين يحبُّونه أن يكرهوا الخطيَّة، وهو يدعونا إلى الرجوع عن طرقنا الرديَّة ومشاركة الخبر السار عن يسوع المسيح مع الآخرين، ويشمل هذا الخبر السار قدرتنا على التحرر من الأمور التي كانت تقيَّدنا في الماضي. إذًا، يجب أن تتضمَّن رسالتنا إعلان الحرية لكل من يتمسَّك بالخطيَّة وبالحزن الناتج عنها. وفيما يكره الله الخطيَّة، هو يحبّ الخطاة محبَّة عظيمة حتَّى أرسل ابنه ليخلِّصنا. وقد كتب الرسول بولس، ‘‘لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ، … مَاتَ … لِأَجْلِ ٱلْفُجَّارِ… وَلَكِنَّ ٱللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لِأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا’’ (رومية 5: 6، 8). ويجب علينا أن نقتدي به، وأن نحبّ من يرفضون مبادئ كلمة الله حتَّى إذا رفضونا. ويجب علينا أن نصلِّي للخطاة لإظهار محبَّتنا ومحبَّة الله، كما وعلينا أن نعلن الحق وأن نشهد عنه بجرأة، رافضين مجازاة الشر بالشر، وإذا تعرَّضنا للإهانة أو الافتراء أو سوء المعاملة نتيجة تمسكنا بإنجيل يسوع المسيح، يجب أن نحافظ على […]
مارس 30, 2022

المحبة ‘‘أغابي’’

‘‘لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ’’ (1 كورنثوس 16: 14). الأصحاح 13 من رسالة كورنثوس هو أحد أكثر المقاطع شهرة في الكتاب المقدَّس، وغالبًا ما يتم الاقتباس منه لكن نادرًا ما يتمّ فهمه، وتتم قراءته بصورة روتينيَّة في الأعراس، لكن سرعان ما يتم نسيانه. إنَّ المحبَّة التي تجسِّدها أفلام هوليوود هي محبَّة رومنسيَّة مليئة بالأحاسيس، ويتحدَّث الأصدقاء عن المشاعر الدافئة التي تجمعهم، لكنَّ نوع المحبَّة الذي يصفه الرسول بولس في هذا المقطع أعظم بكثير من أي محبَّة مبنية على أساس المشاعر. والمحبَّة ‘‘أغابي’’ هي المحبّة التي تعطي ذاتها وتضحي بذاتها، وهي لا تتمحور حول شعورنا حيال الآخر، بل حول بذل أنفسنا بمحبَّة، ولا مكان فيها للكبرياء أو الغطرسة أو الغرور أو الشهوات الأنانيَّة. وبدون هذا النوع من المحبة، يبقى أي إنجاز أو نشاط أو علاقة في حياتنا عديم الجدوى. ويصف الرسول بولس عبثية الأعمال الخالية من المحبَّة كالآتي: ‘‘إنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ ٱلنَّاسِ وَٱلْمَلَائِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاسًا يَطِنُّ أَوْ صَنْجًا يَرِنُّ. وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ […]
مارس 25, 2022

أعلِن محبَّة الله

‘‘ٱللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي ٱلضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا’’ (مزمور 46: 1) تفوق محبَّة الله الفادية كلَّ ما يقدِّمه لنا العالم، ولا يمكننا فعل شيء لاكتسابها، بل هي هدية مجانية اختار الله منحنا إيَّاها، لكن من واجبنا قبولها بإيمان. ويحثُّنا الرسول بولس على الإمساك ‘‘بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَٱعْتَرَفْتَ ٱلِٱعْتِرَافَ ٱلْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ’’ ( تيموثاوس 6: 12). يدعونا بولس إلى عيش إيماننا والإمساك به بثقة لأنَّ محبَّة الله أكيدة، وليس لدينا ما نخافه: ‘‘فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ ٱللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟’’ (رومية 8: 31) كتب المؤلِّف والمبشِّر ‘‘إي ستانلي جونز’’: ‘‘أنا مصمَّم داخليًّا للإيمان لا الخوف. الإيمان هو موطني، وليس الخوف. القلق والهمّ مجرَّد رمال في ماكينة الحياة، أمَّا الإيمان فهو الزيت. أنا أعيش حياة أفضل بالإيمان والثقة ممَّا بالخوف والشك والهمّ. عندما أكون في حالة قلق، يلهث كياني لالتقاط أنفاسه، وليس هذا هوائي الأصلي، أمَّا بالإيمان والثقة، فأنا أتنفَّس بحرية، وأتنشَّق هوائي الأصلي’’. لقد افتدانا يسوع المسيح من الموت الأبدي، ولا داعي للخوف بعد ذلك. […]
مارس 22, 2022

كلمة الله مِشرَط جراحة

‘‘لِأَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ ٱلنَّفْسِ وَٱلرُّوحِ وَٱلْمَفَاصِلِ وَٱلْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ’’ (عبرانيين 4: 12) إذا سبق أن خضعتَ لعمليَّة جراحيَّة، فأنت تعرف ما تعنيه الثقة بمهارة يديّ الطبيب الجرَّاح. ويمكن للمشرط الذي يستعمله أن يكون إمَّا سكِّينة خطرة أو أداة للشفاء اعتمادًا على كيفيَّة استخدامه. ووصف كاتب رسالة العبرانيين كلمة الله بأنَّها سيف ذي حدَّين يخرق النفس والروح (عبرانيين 4: 12). وهو قصد بذلك شفرة دقيقة تشبه مشرط الجرَّاح الحديث. عندما نقرأ الكتاب المقدَّس ونفتح قلوبنا وأذهاننا لسماع ما يريد الرب أن يقوله لنا، فإنَّنا بذلك نستلقي على طاولة العمليَّات استعدادًا لعمل مشرط الجرَّاح، لأنَّه هو وحده يعرف أين يجب غرزه. وتخرق كلمة الله إلى مفرق مفاصلنا وتتغلغل بعمق في كياننا الروحي ولا تتوقَّف إلَّا عندما تُخرج خطيَّتنا إلى العلن ليتمّ التعامل معها. لكن الطبيب العظيم لا يتركنا على طاولة العمليَّات مكشوفين للعلن، بل هو يستأصل السيء منَّا ويزيله، ثمَّ يخيط الجرح ويضمده لكي نتماثل للشفاء التام. وهكذا، يريد […]
مارس 19, 2022

كلمة الله مرآة

لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلًا، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلًا نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ (يعقوب 1: 23-24). عندما نهضتَ من السرير هذا الصباح، هل نظرتَ في المرآة؟ ربَّما استحممتَ وارتديت ملابسك ونظَّفتَ أسنانك وسرَّحتَ شعرك. بتعبير آخر، أنت ألقيتَ نظرة فاحصة على انعكاس صورتك في المرآة، ثمَّ قمت بالخطوات اللازمة لتحسين مظهرك. قال يعقوب، أخ الرب يسوع، إن َّ كلمة الله هي بمثابة مرآة. وعندما نقرأ الكتاب المقدَّس، هو يكشف ما في قلوبنا، ويفضح خطايانا، وزلَّاتنا، ونواحي حياتنا التي نحتاج فيها إلى توبة. ولا تكون الصورة جميلة دائمًا، ونحن نرفض بمعظمنا مواجهة ريائنا ومساومتنا وغرورنا، لكن عندما نفعل، فالله قادر أن يغيِّر قلوبنا برحمته ومحبَّته. الكتاب المقدس هو هدية الله لنا، ويريد الله أن نشبه يسوع أكثر فأكثر كلَّ يوم. وعندما ننظر إلى أنفسنا في مرآة كلمة الله، فإنَّنا نرى النواحي التي يجب أن تتغيَّر فينا، ونسمح لله بتغيير قلوبنا لتكون بحسب قلبه. إذًا، عندما تحمل كتابك المقدَّس اليوم، انظر […]
مارس 18, 2022

كلمة الله وليمة

‘‘فَأَجَابَ (يسوع) وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ»’’ (متى 4:4) جال يسوع في البرية أربعين يومًا وليلة ‘‘لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ’’ قبل أن يبدأ خدمته العلنيَّة، (متَّى 4: 1)، وهو أراد التصدِّي لهجمات الشيطان مباشرةً، فصام طوال تلك الفترة، ولم يأكل شيئًا، ثمَّ جاع طبعًا، وكان الشيطان قد أعدّ له التجربة المناسبة، ‘‘إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ ٱلْحِجَارَةُ خُبْزًا’’ (آية 3). كيف تعامل يسوع مع هذه التجربة؟ اقتبس آية من الكتاب المقدَّس، ‘‘لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلله’’ (آية 4، أنظُر أيضًا تثنية 8: 3). وأقول لك بسلطان كلمة الله إنَّ كلمة الله هي الطعام الوحيد الذي يدعمك ويغذِّيك روحيًّا ويشجِّعك كلَّ يوم، ومثلما تحتاج أجسادنا إلى تناول طعام جيِّد وصحيّ، هكذا أيضًا، تحتاج أرواحنا إلى طعام روحي، وهو كلمة الله. وإن كان يسوع قد اعتمد على الكتاب المقدَّس ليستمدّ منه قوَّة، فكم بالحري نحتاج نحن أيضًا إلى الكتاب المقدَّس؟ ويعاني مجتمعنا وجزء كبير […]
مارس 16, 2022

اَظهِر لُطفًا نحو الآخرين ونحو نفسك

“إِحْسَانَاتِ (لطف) الرَّبِّ أَذْكُرُ، تَسَابِيحَ الرَّبِّ، حَسَبَ كُلِّ مَا كَافَأَنَا بِهِ الرَّبُّ، وَالْخَيْرَ الْعَظِيمَ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَافَأَهُمْ بِهِ حَسَبَ مَرَاحِمِهِ، وَحَسَبَ كَثْرَةِ إِحْسَانَاتِهِ” (إشعياء 63: 7). اللطف صفة من صفات الله، ومن لطفه أنْ قطع عهدًا مع شعب إسرائيل، ومِن لُطفه أيضًا أنْ حافظ على عهده معهم على الرغم من تمرُّدهم وعصيانهم. من لُطف يسوع أنه ترك روعة السماء ليصير إنسانًا، ومن لطفه أن مات على الصليب ليدفع أجرة خطايانا، ومن لطفه ومحبته الأبدية أن يقدم لنا هبة الخلاص الثمينة. لكن لطف الله لم يتوقف عند الصليب، بل هو مستمر اليوم في حياة أولئك الذين قبلوا ابنه كمخلِّص لهم. كلما سمحنا لله بالعمل والتغيير فينا، أصبح ثمره واضحًا لأولئك الذين نلمس حياتهم كل يوم. هناك العديد من الأشياء التي ينبغي أن نعرفها عن اللطف بينما نستمر في العيش والنمو روحيًا. في بعض الأحيان، يتطلَّب اللطف أن نضع أنفسنا في مكان شخص آخر، لذا ينبغي أن ننظر للآخرين كما ينظر المسيح إليهم. قد نجد أنه من السهل علينا أن نُظهر […]